د. زينب حزامعلى الرغم من أنه كان لوزارة الثقافة دورها المشهود في بناء المتاحف منذ الستينيات حيث نمتلك نحن في عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية أكبر متاحف الجمهورية، إلا أن الزائر لهذه المتاحف لا يرى الزوار، ولا نجد بطاقات التهنئة للسياح التي تحمل صور القطع الأثرية الموجودة في المتاحف، بل حتى البرامج التلفزيونية اليمنية لا تعطى صوراً واضحة أو برامج استطلاعية عن المتاحف والمواقع الأثرية في اليمن، ولأكثر من مرة زرت متحف عدن، وفي إحدى المرات لم أشاهد الزوار حتى أنني تألمت عندما تذكرت متحف الارميتاج في مدينة ( لينينجراد سابقاً) وهو تقريباً أكبر بقليل من متحف عدن ، إلا أنه اكتظ بمئات الزوار في طوابير لمشاهدة القطع الأثرية الموجودة في المتحف.حقاً هناك تقصير كبير من قبل وزارة الثقافة والسياحة والإعلام في عملية الترويج والدعاية الإعلامية عن المتاحف اليمنية، إننا نمتلك قطع نادرة في متحف عدن ومتحف صنعاء وشبوة والجوف وحضرموت ومأرب الغنية بالمواقع الأثرية والدينية ولكن الإهمال الإعلامي أثر على هذه المواقع مما جعلها مهملة لا تجد من يستفيد من تاريخها وحضارتها.وإذا تحدثنا عن التماثيل البرونزية النادرة الموجودة في متاحفنا لوجدنا أنها ذات قيمة تاريخية وفنية في الوقت نفسه ، وعلى سبيل المثال هناك في متحف صنعاء تمثال برونزي للملك سمعهلي ينوف، هذا التمثال أهتم به الفنان، وأعطى اهتماماً كبيراً للوجه ففيه شموخ وكبرياء ونظرة تأملية للمستقبل، ولم يهتم كثيراً بجسد التمثال وجعله عادياً في الشكل.إن الفن اليمني القديم أعطى الفنان الحق في إبراز شخصية التمثال من خلال الوجه ليعبر عن أسطورة هذا الملك وحبه للوطن وسعيه لتخليص العالم من الوحوش الكاسرة والحيوانات المفترسة ونصرة المظلومين.إن الفنان اليمني القديم اهتم بالنحت والزخرفة للتماثيل وهي تدل على تطور الفن اليمني بصفة عامة. لذا نأمل القيام بمحاولة جادة لدراسة الفن اليمني القديم، حيث نجد قلة من الباحثين في هذا الجانب مع إننا نمتلك معهداً خاصاً بالفنون التشكيلية، ونملك كليات خاصة بالتاريخ والآثار، أملنا أن نلفت أنظار الباحثين لدراسة النحت اليمني ودراسة الفن اليمني القديم والحديث في الحصول على المعلومات المهمة في هذا الجانب من خلال النزول الميداني للمتاحف والمواقع الأثرية.لأننا نمتلك في متاحفنا المحلية قطع أثرية لها أهميتها الفنية والتاريخية، التي يبحث عنها السياح والمهتمين بالآثار والفنانين التشكيليين، وكل متذوق للجمال النحت والزخرفة والفن التشكيلي اليمني, أننا ومن خلال هذا الموضوع المتوضع ندعو إلى قيام معارض للآثار اليمنية باستمرار، خاصة القطع الأثرية التي نستخرجها من المواقع الأثرية والتي تحكي عن تاريخنا اليمني من الألف إلى الياء، هذه القطع الجديدة وبعد تنظيفها وترميمها، ندعو إلى مشاركتها في معارض سنوية أو نصف سنوية محلية ودولية على أن تتكون هذه المعارض من التماثيل واللوحات الفنية والعملات الذهبية والموميات حتى يتعرف المواطن اليمني أولاً على تاريخه ويهتم بزيارة المتاحف والمواقع الأثرية، وكذلك نجذب السياح الأجانب إلى متاحفنا والتعرف على تاريخ حضارتنا القديمة والحديثة.
|
ثقافة
كنوزنا الأثرية الغارقة في الرمال
أخبار متعلقة