قال الكاتب جاكسون ديل إن الرؤساء الأميركيين الجدد عادة ما يتصرفون كما لو أن معظم مشاكل العالم هي بسبب أخطاء أسلافهم من الرؤساء السابقين، وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ليس استثناء من هذه القاعدة.وأوضح أن أوباما كان قد قام في الشهور الثلاثة الأولى بعد تسلمه زمام الأمور باتخاذ خطوات متعددة لإصلاح الأخطاء في السياسة الخارجية، التي يرى الديمقراطيون أنها تعود لعهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.وأضاف أن الرئيس الأميركي جمع حوله مجموعة من قاعدته وبعض حلفاء البلاد في أوروبا وبعض أتباعه في العالم كي لا يبدو وحيدا في خطواته وطروحاته أو يبدو وكأنه يروج للحروب أو يشعر بالخزي وهو يتحاور مع الأعداء.ودافع الكاتب عن الرئيس الأميركي السابق بقوله إن بوش ليس هو الذي خلق الدول المارقة أو الحركات «الإرهابية» أو الصراع الدموي في الشرق الأوسط أو الخصومات العدائية مع روسيا أو الهزات المختلفة في الدبلوماسية الأميركية.وأشار الكاتب إلى أن المبعوث الخاص للإدارة الجديدة إلى كوريا الشمالية ستيفين بوسوورث حاول إقناع المسؤولين في بيونغ يانغ بعدم شرعية التجربة الصاروخية عن طريق المفاوضات الثنائية المباشرة، واعدا بتقديم «الحوافز» المناسبة للنهج الجديد.واستدرك بالقول لكن بيونغ يانغ ضربت بكل تلك العروض والخطوات الأميركية عرض الحائط، وأطلقت صاروخها غير آبهة، كما قام النظام الستاليني بطرد مفتشي الأمم المتحدة وأعلن العودة لإنتاج البلوتونيوم.وقال الكاتب متسائلا إن إستراتيجية كوريا الشمالية لم تتغير منذ خمسة عشر عاما فلماذا يلقي باللوم على إدارة بوش وحدها؟وأما بشأن الصراع العربي الإسرائيلي فقال ديل إن الديمقراطيين ما انفكوا يتهمون إدارة بوش بالإخفاق في حل ذلك الصراع، ولكن مبعوث أوباما الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل اكتشف أثناء زيارته للمنطقة الأسبوع الماضي أن الفلسطينيين منقسمون وغير قادرين على اتخاذ موقف موحد تجاه إسرائيل.وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لا تقبل بأي خطوة تهدف لإقامة دولة فلسطينية، ولا يبدو أن أيا من الطرفين أثار إعجابه التدخل الأميركي بحيث يبدي استعداده لتقديم تنازلات ولو بشكل رمزي.ومضى إلى أنه طالما ألقى الأوروبيون باللائمة على بوش إزاء السياسة العدوانية التي تتخذها موسكو من واشنطن، وزعموا أن بوش تجاهل مصالح روسيا وأنه ضغط كثيرا بشأن الدرع الصاروخية وبشأن عضوية جورجيا وأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو).ولذلك حاولت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الضغط على زر «إعادة البدء» في السياسة الخارجية مع موسكو، وتقدم أوباما بخطى جديدة تجاه الكرملين بشأن ضبط التسلح على هامش قمة العشرين، وفق الكاتب.وقال إنه برغم كل ذلك نشرت موسكو وفي الأسابيع الماضية آلافا من قواتها ودبابتها ومقاتلاتها بالقرب من الجمهوريات الانفصالية عن جورجيا في ظل مخاوف من الهجوم على جورجيا رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين.ومضى إلى أن أوباما كان قد بعث برسالة مصالحة إلى طهران، وانضمت واشنطن لإطار متعدد الأطراف في مشروع مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أن النظام الإيراني رد بإعلان توسيع آخر في منشأة لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى اعتقاله للصحفية الأميركية دانيال بيرل وتقديمها للمحاكمة بتهمة التجسس.كما وعد أوباما العراقيين بسحب قواته وضغط على الحكومة العراقية لتولي المسؤولية في البلاد، لكن أعمال العنف تزايدت في العراق بصورة مطردة.واختتم الكاتب بأنه لا بد أن يكتشف أوباما أن التغيرات السريعة التي تنتهجها البلاد في سياساتها المتعجلة ليس بوسعها تقديم حلول للمشاكل القديمة المستعصية.ومضى يقول دعونا نعترف بأن كوريا الشمالية وإيران لن تستغنيا عن برنامجيهما النوويين بحوار أو دون حوار، وأما روسيا فيبدو أنها عقدت العزم على السيطرة على جورجيا، وسترينا الأيام المائة القادمة، أن بوش لم يكن على خطأ، فلننتظر.[c1]محامون: لندن عرقلت دخول محامين إلى غزة : [/c]ذكرت غارديان أن محامين بريطانيين يحاولون بناء قضية جرائم حرب ضد إسرائيل قد تم منعهم من دخول قطاع غزة لأن الخارجية البريطانية رفضت دعم عملهم. وقالت الصحيفة إن عددا من المحامين -الذين سافروا للمنطقة في رحلات لتقصي الحقائق- لم يتمكنوا من دخول الأراضي الفلسطينية لأنهم لا يستطيعون عبور الحدود دون خطابات تفويض من الحكومة البريطانية. وقد أبلغ أحد المسؤولين بالخارجية واحدة من المحامين بأنه من الأفضل لها أن توفر جهدها للمشاركة في العمل الإنساني. وقال محام كبير في مؤسسة هيكمان آند روز للمحاماة بلندن، وأحد المشتغلين بقضايا جرائم الحرب في غزة، إن «هذا التصرف يظهر وكأن هناك جهدا مقررا بعدم تمكين شهود مهمين من الدخول إلى قطاع غزة. ولم تتخذ دولة أوروبية أخرى مثل هذا الموقف وهذا ما لا يمكن تصوره». وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من المحامين، العاملين بصفة مستقلة أو من خلال منظمات مثل المحامين من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني في بريطانيا، عادوا أدراجهم بعد طول انتظار لعدة أيام عند معبر رفح المصري بسبب رفض الخارجية البريطانية تزويدهم بالمستندات الرسمية. وأجبر آخرون على الاعتماد على مصادر داخل غزة أو إسرائيل لتزويدهم بخطابات تعهد. وأضافت أنه في فبراير/شباط الماضي رفع محامون يمثلون جمعية الحق الخيرية الفلسطينية قضية ضد الحكومة البريطانية في المحكمة العليا بدعوى أنها خرقت التزاماتها بموجب القانون الدولي لعدم تدخلها الفعال في مواجهة عدوان إسرائيل على غزة.
كاتب أميركي: سياسات أوباما متعجلة ولا للوم بوش
أخبار متعلقة