لو كانت الجريمة تكمن في وجودنا لما أوجدنا الله .. ولو كانت تكمن في محل الميلاد لما ولدنا إلا للحاويات فقط .. لكن الجريمة تكمن في أفكارنا المصابة بآثار الحروب التي ظل احدنا يطالب بإزالة آثار حرب واحدة فقط .. حتى فهمنا انه يود إزالة حتى آثار موتانا .. و الهوية أيضا .. وكأننا لم نتعلم بعد من عصر ( جوجل ) كيف ولماذا نختلف حتى مع موتى الآخرين .. ولماذا لا يضع أي منا احتمالاً انه الأسوأ حتى يكون أبدا هو الأفضل .. ولكن حتى حرية التعبير فهمناها على أنها الشعور بالشجاعة عندما نحقَر كل الشماليين _ بما في ذلك .... أو هي الشعور بالرعب عندما نحاول تقديس حملة الآفات المناطقية الذين لا شيء يغريهم من الدنيا إلا محل الميلاد .. والتعبئة ( تعبئة حتى تلاميذ الصفوف ذات الستين نزيلاً )..وعلى الطريقة القائلة : ( شهدي يا ميمونة ) .. وكأن ( القضية الجنوبية ) هي ( المخاوصة) لإكتشاف أين تلد النساء الطرائد ... او هي استثمار المآسي التي نرتكبها بحثاً عن مناسبات أخرى ( للتسامح ) أو بحثاً عن مندسين من ( أصول شمالية) .. إن الشعور بالتملك دفعنا حتى إلى القتل دفاعاً عن الأرصفة من جلود المشردين .. مع أن اياً منا لا يجب امتلاك إلا جلده فقط الذي لا يمكنه سلخه لأنه جلده .. والشعور بجنون العظمة سبب لنا رعباً حتى من ضحايا ( التجسس ) على مكتشفاتنا التي أدهشت العالم في زمن اللا اندهاش .. والشعور بالهزيمة جعلنا نكفر عن الأممية بالبحث عن وطن لا يساوي شيئاً وعن انتصارات على أي بائس أو بائع متنقل .. لم ينتقل إلينا إلا لإيمانه انه لم ينتقل إلى غابة أبدا .. ولأن الحدود قد ولت .. ولأن أحدا من نيجيريا مثلا أو حتى من دغل إفريقي لا يمكنه الاعتداء على أي مهاجر يمني من ( شعب ) أو من (القبيطة ) حتى ولو توحدت اليمن مع نيجيريا .. وليس مع نفسها .. ولأن هناك حكاية إفريقية تقول إن صياداً رسم نفسه وهو جالس ببندقيته على جثة نمر قتيل .. ثم أخذ يطوف بالغابة عارضاً لوحته على النمور فقال أحد النمور : ( آخ لو كانت النمور تعرف الرسم ) .. والشعور بالعجز جعلنا في صراع مع الحاضر في سبيل العودة _ عن طريق موت المعدمين فقط _ إلى الخلف دون أن نلتفت إلى الخلف أو إلى ماضينا .إن المناطقية _ كما قلت _ عندما تغدو أيديولوجية أو عقيدة لأية معارضة فإنها حتماً تؤدي إلى ( رايخ) آخر .. وبالتالي فان الأهم هو : من هؤلاء الذين يعيدونا إلى الماضي .. أهم ( المحاربون القدامى) الذين اعتذروا لـ ( لندن ) قبل عدن .. مع أنهم يريدونها أن تعود كما كانت عاصمة ( للتسامح ) وللمحاربين .. هذا إذا أبقت لنا الحروب محاربين ..
ولكن ما وراءك يا حراك ..؟!
أخبار متعلقة