كوكب الوادعيمحمد السحيمي في مقاله (السعودية أحق من اليمنية) أشار إلى قضية الطفلة السعودية التي تصغر نجود بعامين و لم يحسم أمرها أمام القضاء بتطليقها،واعتبرها أحق بحصولها على جائزة امرأة العام التي تعطى لعشر نساء مبرزات في العالم.وأخوات نجود كثيرات قد يكنّ أصغر منها أو أكبر، منهن من وصلن إلى القضاء ولم يجدن آذاناً صاغية، وأخريات موصدة عليهن الأبواب والنوافذ، ولكن حظ نجود أنها وجدت محامية شاطرة تبنت قضيتها ومنظمات حقوقية ساندتها ووسائل إعلام غطت أحداث المحاكمة لحظة بلحظة.كيمنية لم يسعدني تصاعد القضية إلى وسائل الإعلام العالمية لأنها لا تبرز إلا السلبيات التي تلصق عادةً بديننا ونبينا. فإحدى السيدات الأجنبيات ـ عاملة بمنظمة دولية في اليمن ـ صرحت لي أن سبب الزواج المبكر في اليمن هو تقليد للرسول صلى الله عليه وسلم في زواجه بالسيدة عائشة رضي الله عنها. وحاولت أن أصحح لها الفكرة المغلوطة، وأن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بريء مما يقوم به بعض المسلمين، وأنها مجرد عادات وتقاليد ولكن للأسف لم تقتنع واعتبرت كل شيء نابعاً من ثقافة دينية وتطبيق للسنة النبوية.قصص الأطفال العرائس لن تنتهي في اليمن بنجود ذات العشر سنوات الحاصلة على جائزة امرأة العام إلى جانب هيلاري كلينتون وكونداليزا رايس لرفعها قضية طلاق أمام المحكمة حيث أنصفها القضاء بتطليقها. فإذا كانت البلدان العربية تشكو من العنوسة،إلا أننا في اليمن نعاني من الزواج المبكر الذي ينتشر بشكل كبير في كثير من المناطق اليمنية ويدمر حياة فتيات في عمر الزهور، ورغم أن القانون اليمني يجيز الزواج في سن الخامسة عشرة إلا أنه لا يطبق. ومع ذلك تسعى المنظمات النسائية والحقوقية إلى تعديله ورفع سن الزواج إلى 18 عاماً، حيث تصل الفتاة في هذا السن إلى النضج الجسمي والنفسي، بحيث تكون مستعدة لتحمل أعباء الزواج والحمل والولادة.ورغم مضي المنظمات النسائية والحقوقية في حملتها لمناهضة الزواج المبكر، إلا أن مآسي الطفولة المنتهكة مستمرة، خاصة أنه لا توجد عقوبات رادعة ضد من يزوج الصغيرات بالسن من الأهل أو ممن يسعون للزواج منهن. وزاد الطين بلة ظهور الزواج السياحي الذي تقع ضحيته فتيات في عمر الزهور حيث يقعن فريسة لراغبي المتعة من بعض السائحين من دول الخليج في ظل جهل الأسرة التي تظن أنها تستر بنتها بالزواج فترمي بها إلى الجحيم. فتطلق بعد أسابيع أو أشهر أو تترك معلقة منتظرة زوجاً ربما لا يعود أبداً.السعودية واليمنية في هم واحد فكما وصلت قصة فتاة القطيف إلى وسائل الإعلام العالمية وصلت نجود وستصل غيرها، لأن هناك من يرى أن الإسلام يضطهد المرأة ويحرض على العنف والإرهاب، ولا يحتاجون سوى حكايات يدعمون بها رأيهم ويثبتون بها حججهم.وبوجود من يبرم عقود زواج الصغيرات، وقانون لا يطبق، وقضاة لا يهزهم زواج طفلة في الثامنة ولا يتأثرون لزوج وصفته الزوجة بالحمار فتطلقها المحكمة ثلاث طلقات لسوء أدبها، ووجود عقليات لا تذكر سوى زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة رضي الله عنها ويتناسون أن قبلها تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها وهي في الأربعين، سنرى المزيد من الجوائز تحصدها السعوديات واليمنيات، ومن يدري ربما يتقاسمنها مناصفة. [c1] كاتبة يمنية[/c]
|
فكر
نجود اليمنية وأختها السعودية!
أخبار متعلقة