الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يمينا) خلال اجتماع مع جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي في الشرق الاوسط في رام الله يوم أمس .
القدس - رام الله (الضفة الغربية)/14 أكتوبر / رويترز :قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه يجب أن توافق إسرائيل على فكرة وجود طرف ثالث يحمي حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية قبل البدء في محادثات السلام المباشرة.وفي مقابلة نشرت في عدد يوم أمس السبت من صحيفة (الغد) الاردنية قال عباس ان اسرائيل عليها أن توافق من حيث المبدأ في أي اتفاق سلام على «التبادلية في القيمة والمثل» لتعويض الفلسطينيين عن أراضي الضفة الغربية المقام عليها مستوطنات يهودية.وهذه هي أوضح تصريحات لعباس حتى الآن عما يريده من اسرائيل قبل الموافقة على بدء المحادثات المباشرة التي تريد واشنطن من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني أن يجرياها.والتقى عباس بجورج ميتشل مبعوث السلام في الشرق الاوسط يوم أمس السبت في رام الله. وميتشل الذي التقى برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة يتوسط في محادثات سلام غير مباشرة جارية منذ شهرين.والمحادثات وصلت الى منتصف المدة المتفق عليها وهي أن تجرى على مدار أربعة شهور. ومن المتوقع أن تختتم في سبتمبر أيلول أي تقريبا في نفس توقيت انتهاء التجميد الجزئي الذي أمر به نتنياهو في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي في بناء المستوطنات الاسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة.وتقول اسرائيل ان المحادثات غير المباشرة الحالية مضيعة للوقت.ويقول نتنياهو انه مستعد لبدء المحادثات المباشرة مع عباس على الفور الا أن الرئيس الفلسطيني يتعامل بحذر ازاء اجراء محادثات مع نتنياهو الذي يعتقد أنه غير مستعد لتقديم عرض يمكن للفلسطينيين قبوله.وقال عباس لصحيفة الغد انه يريد من اسرائيل أن توافق «من حيث المبدأ» على فكرة أن يقوم طرف ثالث بدور أمني في أي دولة فلسطينية تقام في المستقبل على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967.وتابع «الآن المطلوب من اسرائيل أن تقول ان هذه الافكار مقبولة من حيث المبدأ بمعنى هل يقبلون أن الارض هي حدود 1967 وأن يكون في الارض الفلسطينية طرف ثالث.. اذا وافقوا على ذلك فهذا نعتبره التقدم الذي نريده ويجعلنا نذهب به الى المفاوضات المباشرة » .ويأمل الفلسطينيون اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية وهو مطلب يرفضه زعماء اسرائيليون يعتبرون القدس بأكملها عاصمة اسرائيل الابدية.وأوضح عباس مرارا رفضه لاي دور أمني اسرائيلي على حدود الدولة الفلسطينية. ولكنه قبل فكرة أن يلعب حلف شمال الاطلسي دورا على الحدود وهو حل وسط لتخفيف المخاوف الاسرائيلية بأن الفلسطينيين قد يسلحون أنفسهم بشكل كبير اذا سيطروا على الحدود.الا أن اسرائيل تريد الحفاظ على وجود لها في غور الاردن على طول حدود الضفة الغربية الشرقية مع الاردن.وقبل بدء المحادثات المباشرة قال عباس ان اسرائيل يجب عليها الموافقة على فكرة مبادلة عادلة مشيرا الى السيناريو الذي يشير الى أن بعض الاراضي الاسرائيلية المتاخمة للضفة الغربية يمكن ضمها الى دولة فلسطينية مستقبلية تعويضا عن المستوطنات اليهودية الكبيرة في الضفة الغربية التي ستصبح جزءا من اسرائيل.وأضاف «قلنا ان الحدود يجب أن تكون على أساس العام 1967 مع الاتفاق على التبادلية في القيمة والمثل.» وكان مسؤولون فلسطينيون قالوا ان يمكنهم قبول مثل هذه المبادلة ولكن المنطقة المعنية يجب ألا تتجاوز اثنين بالمئة من الضفة الغربية.وتعهد نتنياهو الذي التقى بالرئيس الامريكي باراك أوباما في الاونة الاخيرة باتخاذ «خطوات ملموسة» لتشجيع عباس على التحرك صوب المحادثات المباشرة. وقال انه مستعد للتعامل مع قضية المستوطنات على الفور بمجرد بدء المحادثات المباشرة.وكان أوباما حث الطرفين على بدء المحادثات المباشرة. وقال بي.جيه. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية الاسبوع الماضي «نعتقد بشدة أن في مرحلة ما ستستأنف المحادثات المباشرة.»وأضاف في مؤتمر صحفي نشر نصه على موقع وزارة الخارجية الامريكية على الانترنت «لا أعتقد أننا في وضع يسمح لنا في الوقت الحالي أن نقول ما اذا كان ذلك سيحدث خلال أيام أم أسابيع من الآن.»من جانب آخر رفضت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) خطة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لتحويل قطاع غزة إلى كيان منفصل. وقالت حركة فتح -التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس- إن قطاع غزة ما زال خاضعا للاحتلال الإسرائيلي، وإن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه القطاع بصفتها دولة احتلال. وأكد المتحدث باسم فتح أحمد عساف في بيان صحفي أن حركته لن تعترف بهذه الخطط الإسرائيلية ولن تتعامل معها وستتصدى لها. وقال عساف «حسب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية فإن أراضي قطاع غزة تعتبر خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، وكذلك فإن إسرائيل انسحبت من القطاع بشكل أحادي الجانب ودون اتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا لا يرتب على المنظمة أي التزام سياسي». كما شدد على «أن قطاع غزة يشكل مع الضفة والقدس وحدة جغرافية واحدة وهي الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وستقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة». ودعا المتحدث حركة حماس إلى الإسراع في إنجاز المصالحة الفلسطينية للرد على هذه الخطط الإسرائيلية. من جانبها رفضت حماس خطة ليبرمان واعتبرتها «محاولة إسرائيلية للتهرب من المسؤوليات المترتبة على الاحتلال». وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري «نرفض أي سلخ لغزة عن فلسطين المحتلة بكل مكوناتها»، مشدداً على عدم إعفاء الاحتلال من المسؤولية القانونية طالما استمر في احتلاله للأرض الفلسطينية.وتابع أنه «بالرغم من أن غزة تحررت على الأرض من الوجود العسكري والاستيطاني فإنها تخضع من الناحية القانونية والعملية للاحتلال». وطالب المتحدث باسم حماس بعدم الربط بين هذه الخطة الإسرائيلية وقضية رفع الحصار عن قطاع غزة، وضمان توفير كل احتياجاته من خلال الفتح الكامل للمعابر والطرق والميناء وإمداد غزة بالكهرباء والوقود. وفي وقت سابق كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن ليبرمان بلور خطة تهدف إلى رفع مسؤولية إسرائيل عن قطاع غزة بشكل كامل ما يعني تحويل القطاع إلى كيان مستقل ومنفصل تماما. وذكرت الصحيفة أنه بهذه الخطة -بحسب ما يعتقد ليبرمان- ستحظى إسرائيل لأول مرة باعتراف دولي بانتهاء احتلالها للقطاع. وذكرت الصحيفة أن دوافع وضع الخطة الجديدة ترجع إلى قلق ليبرمان من أن خطة الانفصال عن غزة -التي تم تنفيذها في فترة ولاية رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرييل شارون قبل خمس سنوات- لم تحظ باعتراف دولي. ومن المتوقع أن يطرح ليبرمان هذه الخطة أمام مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وستة من الوزراء الأوروبيين الذين سيزورون إسرائيل وغزة الأسبوع المقبل. وبينما تتوجه أشتون اليوم الأحد إلى غزة للمرة الثانية خلال أربعة أشهر، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني تأجيل زيارة عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد لغزة إلى بداية سبتمبر/أيلول بعد أن كانت مقررة في يوليو/تموز الحالي.