الأطفال في عدن يعبرون عن فرحتهم بالعيد لـ14اكتوبر :
استطلاع / أماني العسيري- تصوير / علي الدرب:العيد عند الأطفال محطة للفرح والسعادة واللعب والنزهات ، وفرحة الطفل بالعيد تغمره وتنشر عبيرها إلى الآفاق والدروب ، وتلقي بأشعتها على البيوت والأفراد والأسر .. وفرحة العيد عند الأطفال تجدد في أنفسنا الأمل وتزرع البسمة في حياتنا نحن الكبار وتلون العيد بألوان زاهية .إن الأطفال عبر الأزمان والعصور يعبرون عن فرحهم بالعيد بطرقهم الخاصة ويبحثون عما يناسب احتياجاتهم في العيد . وفي محافظة عدن نجد أن حدائق الأطفال والمتنزهات على السواحل على الرغم من أنها صارت أفضل من ذي قبل- إذ لوحظ أن التواهي والمعلا وكريتر وبعض أحياء الشيخ عثمان تم ترميم وافتتاح عدد من حدائق الأطفال فيها - ربما لم تستوعب كل محطات الطفولة “ العمر “ عند أطفالنا ولم تحاك ما يدور في أذهانهم من أفكار رغم صغرها .عند دخولنا عالم الطفل وآفاقه ومحاولة استطلاعنا عن أحواله في العيد وكيف يقضي عيده دهشنا بأن مراحل الطفولة تنتهي حدودها عند سن العاشرة أو أقل وما بعد العاشرة فهناك محطة طفولية جديدة لا تكفيها هذه الحدائق ولا تغطي احتياجاتها . هذا من جانب ومن جانب آخر طغت الألعاب الإلكترونية على مخيلة الأطفال واحتياجاتهم ، كما يغطي لهم النادي جزءا كبيرا منها ويعد الأفضل بالنسبة لهم ..بالإضافة إلى أن موظفي الأمن في هذه الحدائق والمتنزهات “ الحراس “ ربما بحرصهم على الحفاظ عليها وعلى زرعها وألعابها من العبث والتخريب قد قيدوا حركة الأطفال وطاقاتهم فلجؤوا إلى البحث عن أماكن أخرى يعبرون فيها عن شخصياتهم ويكونون فيها أكثر تحررا في ما يحتاجونه في العيد . وأطفال عدن عبروا عن مشاعرهم العيدية بطرقهم الخاصة عبر الاستطلاع التالي : [c1]مبالغ رمزية لدخول الحدائق ولعب الأطفال [/c]الطفل محسن عادل الذي جاء من محافظة يافع لقضاء إجازة العيد في عدن عبر عن العيد قائلا : يبدأ يومنا العيدي منذ الصباح الباكر حيث نقوم بالتسوق وشراء المفرقعات النارية “ الطماش “ لنقوم بفرقعتها ليلا ، ومنذ لحظات الصباح الأولى نذهب للمعايدة على الأهل والأقارب والجيران . واستطرد محسن قائلا : نحن أطفال نحب اللعب في الحدائق ونحب اللعب بالألعاب الإلكترونية ولكن في يافع لا تسمح لنا الفرصة لذلك لأنه لا توجد هناك حدائق ، ولذا فالعيد هذا العام بالنسبة لي رائع لأني لأول مرة اقضيه هنا في عدن التي تتواجد فيها حدائق في عدد من المناطق منها منطقتي هنا في البنجسار بمديرية الميناء .. وأضاف تحتضننا هذه الحديقة “ حديقة نشوان “ حتى المغرب وبعدها نذهب للصلاة ونرجع إلى البيت . وأكمل أصدقاء محسن الذين وجدناهم بصحبته قائلين : نحن نحب الذهاب إلى البحر والملاهي في العيد ولكن لا نتمكن من ذلك إلا نادرا لظروف أسرنا حتى في العيد .وعلق الأخ عبد السلام سعيد قاسم أحد رجال الأمن في حديقة نشوان “ متنزه نشوان السياحي فقال “ تم افتتاح هذا المتنزه في 22 مايو بمناسبة عيد الوحدة من هذا العام ، بعد أن كان مغلقا منذ ست سنوات لإهمال القائمين عليه في السابق ومن ثم سلم لأحد المستثمرين الذي أعاد تأهيله وتشجيره واستحدث العابا بسيطة للأطفال وكافتيريا حتى توفر الخدمات اللازمة للزوار من الأطفال وأسرهم ، لافتا إلى أن تجهيزه يعد في خطواته الأولى حتى يتم تطويره بعد ذلك ، مشيرا إلى أن الدخول إلى الحديقة يكون بمبلغ رمزي “ مائة ريال “ على كل أسرة ، وأحيانا يتم السماح للأطفال بالدخول بدون دفع هذا المبلغ ، ووقت الزيارة يكون منذ الساعة الثالثة عصرا وحتى الساعة التاسعة والنصف مساء . [c1]العبث بالزرع والتطفل سبب الحرص [/c]وتابع قائلا : يتم استقبال الأطفال مع أسرهم في الأغلب ويمنع دخول الشباب بمفردهم وذلك درءا لحدوث أي مشاكل من الشباب المتهورين الذين يتطفلون على العائلات ويعاكسون الفتيات ، وحفاظا على ممتلكات الحديقة من العاب وتشجير من عبث بعض الأطفال الذين يتمتعون بطاقات كبيرة فيفرغونها بتخريب الألعاب والعبث بالزرع . وأضاف : إلا أننا نسمح للأطفال الصغار بالدخول بدون عائلاتهم في اغلب الأحيان مع الحرص من قبل أمن الحديقة على المراقبة والانتباه ، حتى لا يتعرض الأطفال للخطر أيضا فالحديقة يواجهها البحر ورغم السور الحاجز والفاصل بين البحر والحديقة إلا أن شقاوة الأطفال ليس لها حدود ، ولهذا نرجو من الاسر الخروج مع أطفالهم أثناء تنزههم حتى يعتنوا بهم . وأوضح الأخ عبد السلام : بالنسبة للشباب الذين يتم منعهم من دخول الحدائق برأيي أن تخصص لهم السواحل المفتوحة لأن حدائق الأطفال لا تناسبهم ، لافتا إلى أن هناك عائلات تتحفظ من دخول الشباب إلى الحدائق وقبل الدخول إلى الحديقة تسأل عما إذا يسمح للشباب بالدخول أم لا .واتفق احد الحراس الأمنيين مع الأخ عبدالسلام حول هذه الآراء وشدد على ضرورة أن تعتني الأسر بأطفالها وتحرص دوما على اصطحابهم إلى الحدائق . [c1]الحدائق العامة للأطفال تحت سن العاشرة [/c]الطفل خالد نصر البالغ من العمر 12 عاما التقيناه في الطريق إلى حديقة “ فان سيتي “ في كريتر يقول : نحن الأطفال نحب اللعب بألعاب تناسب أعمارنا وما نلاحظه في الحدائق العامة لا يرقى إلى احتياجاتنا ولا يستوعب طاقاتنا الطفولية ، وضرب مثلا بأن الألعاب التي في الحدائق العامة تناسب أخويه الصغار في سن الخامسة والسابعة اللذين قام بإصطحابهما إليها في الصباح الباكر.ووافقه ياسر احد أصدقائه الذين شاركوه الذهاب إلى فان ستي وجمعوا لذلك الأموال حتى يتمكنوا من اللعب بالألعاب الإلكترونية التي في الحديقة وقال : إن الحدائق العامة تناسب الاطفال الذين سنهم قبل العاشرة .. كما فضل ياسر وخالد هذه الألعاب الكبيرة وجدنا عددا كبيرا من الأطفال في ملاهي الشيخ عثمان أيضا.[c1]الأطفال في المول وحب التقليد [/c]في المركز التجاري “ المول “ لاحظنا ونلاحظ في كل عام أن الأطفال يتزاحمون على زيارته فسألنا بعض الأطفال عن السبب الذي يدفعهم لزيارة هذا المركز فقال أحمد أنيس الذي يبلغ من العمر 13 عاما من مديرية المعلا : لم أعد طفلا لألعب في حديقة أطفال ، أنا أذهب إلى المول ككل الشباب والأطفال الذين يزدحم بهم المركز ، ولفت أحمد إلى أن الأطفال فوق سن الثانية عشرة يستهويهم التقليد والتصرف كشباب يافعين ، موضحا بأنه يستمتع بزيارة المول وتجذبه مشاهدة الفتيات والفتيان وهم يتنزهون في المول .واستطرد قائلا : إنه لا يفهم لماذا تقوم الفتيات بارتداء العباءات السوداء ، وعلق صديقه شعيب ياسين بأنهم لا يحبون التنزه في الحدائق لأنهم متضايقون من الحدائق التي لا تحاكي احتياجهم في الأغلب ، وقال : ما يجذبنا إلى المول هو تغيير الجو والتعرف على أصدقاء جدد من كل مديريات المحافظة وتكوين شلل ونقوم بالتنزه والترفيه وهذا لا نجده في الحدائق العامة . عاصي خميس شاركهم الرأي قائلا : نأتي إلى المول بعد أخذ الإذن من عائلاتنا ونبقى حتى الساعة السابعة ومن ثم نرجع إلى المنزل ، لافتا إلى أن برامج الأطفال والحلقات الكرتونية تسبب الملل ، وفي العيد أكثر ما يفرحهم التنزه في المراكز التجارية أو الملاهي الكبيرة والكوفي شوب . [c1]النادي أفضل من الحديقة [/c]“ الأطفال يفضلون النوادي الرياضية أكثر من الحدائق وفي العيد يمارس كثير من الأطفال لعبة البولينج في المراكز التجارية“ هذا ما قاله الطفل نبيل زاهي من الممدارة وتابع قائلا : حتى وإن توفرت هذه الألعاب في الحدائق فإنها لا تضاهي التنزه في المراكز التجارية ولا تعوض( اللمة) .. وشاركه عدد كبير من الأطفال الرأي .وقالت الطفلة دينا ناظم “ 13 عاما “ من صنعاء التي تسكن في عدن منذ ثلاثة أشهر نتيجة لظروف أسرتها العملية : إنها تسكن في منطقة بعيدة “ إنماء “ ولهذا فهي لا تخرج كثيرا للتنزه إلا مع عائلتها ، والعيد شكل لها فرصة للتنزه في حديقة “ فان سيتي “ و” ألعاب المول “ وعلقت بأن فان سيتي في عدن لا ترقى بمستوى ألعابها إلى “ فان سيتي “ صنعاء الذي يستوعب عدداً كبيراً من الألعاب المتنوعة والرائعة وما يوجد في عدن ليس سوى السفينة والألعاب العادية . وأوضحت الطفلة ليلى مشتاق : أن سعر اللعبة يتراوح ما بين 500 - 600 ريال في الملاهي وهذا يشكل عائقا أمام الكثير من الأطفال الذين لا يجدون أمامهم سوى المراكز التجارية للتنزه فيها . [c1]مكتبة الطفل في الحدائق العامة [/c]ورد في احد الاستطلاعات في العام الماضي أن هناك مشروعا لاستحداث مكتبات الأطفال في الحدائق العامة الكبيرة في محافظة عدن إلا أن هذا المشروع لم ير النور حتى الآن كما هو ملاحظ ، ففي الاستطلاع الذي نشرته الصحيفة للزميلة ابتسام محمد عبد الله عن تصريح من صندوق النظافة وتحسين المدينة في عدن أن الفكرة هي إنشاء مكتبات للطفل في حديقة الشيخ “ عثمان الكبرى “ وحديقة “ الملكة فكتوريا “ في التواهي ، تحتوي على كتب وقصص تحاكي أعمار الأطفال وتنمي مداركهم العقلية والفكرية في مختلف جوانب الحياة ، على أن تكون هذه المكتبات بإشراف معلمات قديرات يقمن بعملية التنظيم في إعارة وتوزيع هذه الكتب والقصص على الأطفال .[c1]همسة [/c]الأسرة هي المؤثر الأساسي في تشكيل سلوكيات أطفالها ، وهي المسؤول الأول عن زرع القيم والمبادئ في نفوسهم .. وما لاحظناه أثناء استطلاعنا هذا يدق ناقوس خطر يجب التنبه إليه ووضع الحلول الصائبة له .. فالأطفال يريدون أن يكبروا قبل أوانهم ويقلدوا الكبار في أغلب الأشياء ولا يميزون بين السلبيات والإيجابيات ، والأسر ربما في غفلة عما يدور في أذهان أطفالها ، وبدلا من أن يكون العيد مرتعا لفرح الأطفال في الأماكن الطبيعية والمخصصة لهم ، صار العيد متنفسا لطاقاتهم في الأماكن العامة والمخصصة للكبار، وهذا يشكل عبئا سواء على أسرهم أو الآخرين ويكون سببا في الازدحام في المراكز التجارية التي ترتادها العائلات ما يؤدي إلى خلق المشكلات .. كما يجب التنبه إلى مسألة استحداث الألعاب التي تناسب مختلف أعمار الطفولة ، وتناسب احتياجاتهم في الحدائق العامة ، ولا يغفل دور الأندية الرياضية التي تحل جزءا كبيرا من الفجوة بين احتياجات الأطفال وبين ما هو في واقع الحال .. فالنادي بحسب رأي الأطفال يشكل مكانا لتكوين الصداقات وعمل الرحلات والنزهات ومساعدا في بناء الآراء .