برزن في السنوات الأخيرة بإنجازاتهن المتعددة
الإنجازات السعودية العلمية والعالمية التي توهجت مؤخرًا على يد عدة أسماء لامعة مثل حياة سندي وغادة المطيري تم الاحتفاء بها شعبيًا وإعلاميًا على تفاوت. وفيما تسابق الإعلام الالكتروني والمقروء على الإشادة وعرض المنجز، ظهرت أقلام كثيرة تتساءل عن غياب التكريم الفعلي، والمقارنة بين البيئات العلمية المحلية والخارجية، والإشادة بالأخيرة التي وصفت بأنها تتبنى الموهبة وتحترمها دون النظر لأي اعتبارات أخرى.الرياض: الاتهامات الموجهة برزت في ناحيتين، الأولى في انتقاد بيئات الجامعات السعودية وعجزها عن (توفير) بيئة للمواهب ودعمها لينتج عن ذلك هجرة واضحة للعقول النادرة لتتجلى على صعيد عالمي . والاتهام الثاني ازدوج بين إدانة بعض التقاليد والعادات وما وصف بأنه استقراءات خاطئة للنصوص الدينية نتج عنه التضييق على المرأة السعودية وخنق الكثير من أحلامها في المهد . فيما انصب الشق الثاني على اتهام للإعلام بتجاهل غير مبرر لهذه المنجزات . الجدير بالذكر أن التفوق السعودي العلمي على المستوى النسائي برز مؤخرًا بشكل كبير، بعد حضور لافت للعالمة الدكتورة حياة سندي ، والبروفيسور غادة المطيري.[c1]حياة سندي من بين أفضل 15 عالمًا في العالم[/c]تمثل البروفيسور السعودية حياة سندي التي اختيرت مؤخرًا من بين أفضل 15 عالمًا حالة استثنائية كما يقول بعضهم في التفوق النسائي السعودي. ومنذ بداياتها كانت تقوم بحل واجبات شقيقاتها في مراحل أعلى مما تدرس فيها .واستمرت في تفوقها لتخطو منعطفًا هامًا بعد الثانوية، وتبذل جهدًا كبيرًا لإقناع أسرتها لتنتقل إلى لندن وتلتحق بجامعة ( كينجز كوليدج ) .من البداية استقبلها أحد الأساتذة بتحذيرها من الفشل بسبب حجابها ، لكنها صمدت وسرعان ما بدأت انجازاتها تبرز في المحافل العالمية . ولعل من المراحل الحاسمة في حياتها اعتذارها عن عرضي عمل لوكالة الفضاء (ناسا) والثاني لمعامل “سانديا لاب” حيث بررت بخشيتها من استغلال أبحاثها “في أغراض حربية “ .مؤخرًا توّجت حياة سندي مسيرتها حتى الآن باختيارها ضمن أفضل 15 عالمًا حول العالم ينتظر أن يغيروا من وجه الأرض عن طريق أبحاثهم ومبتكراتهم العلمية في شتى المجالات ، وجاء اختيارها بعد متابعة دقيقة لأبحاثها العلمية والإنسانية لمدة عشر سنوات، وتقديرًا لإنجازاتها وأبحاثها .تقول سندي لبنات جنسها “ لابد أن تكون لدينا أهداف أكثر أهمية نعيش من أجلها. الحجاب لا يعني اضطهاد المرأة و إلغاء إبداعها ! ، أنا اخترت أن أتفرغ لأنني عندما أتزوج أتمنى أن أنجب صلاح الدين الأيوبي أو خالد بن الوليد...” .[c1]غادة المطيري .. الباحثة العالمية[/c]أما الاسم الأكثر تداولاً في هذه الفترة في الإعلام السعودي والعربي فهو البروفيسور السعودية غادة المطيري التي تترأس مركز أبحاث بجامعة كاليفورنيا ونالت أرفع جائزة للبحث العلمي في أميركا على اختراعها الذي وصفته بقولها “ “ التقنية الجديدة التي توصلت إليها تصلح كبديل للعمليات الجراحية في علاج بعض الأورام السرطانية دون تدخل جراحي أو كتقنية لإدخال العلاج لمرضى السرطان وبالتالي الاستغناء عن عمليات التدخل الجراحي والاستئصال “.[c1] هويدا الثقامي .. حضور طبي عالمي لافت[/c]الدكتورة هويدا الثقامي صاحبة وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة و الاستشارية الأولى لجراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم حيث ظفرت بذلك من بين أول خمسين شخصية شهيرة على مستوى العالم ، وصاحبة إنجازات فريدة مثل كونها أول من دشن عمليات ربط الشريان الرئوي للأطفال ذوي العيوب الخلقية في القلب ، وتخصصها فريد في مجال جراحات القلب للأطفال والرضع والخدج . سبق واختيرت متحدثة رسمية في 17 مشاركة طبية دولية في مؤتمرات مختلفة في الكثير من دول العالم .[c1]ثريا التركي .. أستاذة لا تعترف بالجغرافيا[/c] وعلى ذات الخط المتفوق الموازي تقف عالمة سعودية أخرى ثريا التركي وهي أستاذة بالجامعة الأميركية في القاهرة تنقلت بين عدة جامعات منها جامعة هارفارد كعضو تدريس و جامعة لوس أنجلس وجامعة جورج واشنطن إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة ثم جامعة الملك سعود بالرياض ومنها إلى أستاذة مرة أخرى في جامعة لبنان لتعود مرة أخرى لتستقر في الجامعة الأميركية بالقاهرة. تقول ثريا“ المرأة السعودية تحب عملها جدًا ويمكنها حتى أن تتفوق على الرجل وتحتاج فقط للفرصة التي تثبت فيها قدراتها “.[c1]إيمان المطيري .. عالمة”الجينات”[/c]على الخط ذاته تبرز أسماء لا تقل لمعانًا وحضورًا علميًا مثل البروفيسور إيمان هباس المطيري التي منذ البداية تخلت عن مقعدها التدريسي في جامعة الملك فيصل وهي في الثالثة والعشرين لتحلق خلف حلمها الكبير ولتصنع تفوقًا كبيرًا في أشهر الجامعات مثل (برستول ) و (هارفارد) لتنال الأستاذية في علم “الجينات “ وصولاً لمراكز قيادية في شركة عالمية لإنتاج الأبحاث الحيوية في شيكاغو .[c1]فاتن خورشيد.. تفوق مؤثر[/c]فاتن عبد الرحمن خورشيد أستاذ مشارك في قسم الأحياء الطبية بكلية الطب والعلوم الطبية ومشرفة كرسي الزامل العلمي لأبحاث السرطان بجامعة الملك عبد العزيز بجدة تفوقت ببحوثها واختراعاتها “ جزيئات متناهية الصغر في أبوال الإبل تهاجم الخلايا السرطانية “ ليتم اختياره في المركز السادس من بين 600 اختراع عالمي في كوالالمبور بماليزيا حيث تم تسجيل عدة براءات لنفس الكرسي .الدكتورة فاتن حصدت ميدالية ذهبية على اختراعها ذلك وهي تعمل ضمن جهود لإيجاد أدوية بديلة لأدوية السرطان مع اعتماد العديد من الأدوية من التراث الإسلامي.[c1]أسماء أخرى[/c]من الأسماء الملفتة أيضًا الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود التي تعتبر أول عالمة سعودية في ( الفضاء والاستشعار عن بعد) المتخصصة في مجال الجيومورفولوجيا التطبيقية، وهناك أيضًا ريم الطويرقي أستاذة الفيزياء التي لها أكثر من حضور عالمي وكذلك نورة أحمد رشاد صاحبة نظرية البتر الافتراضي للأطراف المصابة بالغرغرينا ، وغيرهن كثيرات لم يتم إبرازهن إعلاميا .[c1]اعتزاز وتفاؤل ورسائل[/c] يقول الدكتور أمين ساعاتي:“ يجب ألا نستكثر على العبقرية السعودية الحصول على هذه الجائزة العالمية، نستطيع القول إننا أمام مشروع سعودي متاح للحصول على جائزة نوبل”.الكاتب المعروف محمد الرطيان يصف خير فوز الباحثة غادة المطيري بقوله :” لحظتها شعرت أنه يوم وطني رائع وأنني تلقيت أجمل وأعظم تهنئة فيه من هذه الشابة المذهلة . لحظتها شعرت بالفخر ببلادي التي أنجبتها . أخذت الصحيفة وقرأت الخبر بصوت عالٍ. قال الذي بجانبي : أراها “ كاشفة “ !قلت : أراها مكتشفة “.[c1]اتهامات ومطالبات[/c] من ناحية أخرى، تسبب هذا التفوق في إثارة الكثير من الأسئلة ، والعديد من الاتهامات لكذا جهة . ومن ذلك الاتهامات لوسائل الإعلام بالتجاهل للمنجز في حينه . الدكتورة نورة السعد تؤكد على ذلك بقولها “ جميع من يكتب ويناقش في قضايا المرأة، يطالب بعدم (قهرها وظلمها) ! وعندما قامت بهذا الدور المهم والحيوي و(العلمي الإبداعي) لم تحفل أي صحيفة محلية حتى بذكر هذه الإنجازات!!” ولم تسلم الجامعات من تلقى نصيبها من الاتهامات مثل ما قالته سهام الطويري من مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض “ صورة الشابة السعودية اليوم في نجاحاتها ناصعة الإشراق،، فمن بيننا شابات سعوديات باحثات متفوقات قد استقطبن بكل بساطة من قبل الجامعات ومراكز البحوث العالميـــة. وهنا أتساءل: هل أصبح وطننا في غنى مطلق عن مثل تلك العقول العبقرية؟ “.هذا الاستنكار يعود الرطيان لتأكيده “ ما الذي فعلناه لهذه الأسماء التي رفعت رأس البلد في كل المحافل ؟.. هل سمينا شارعا (ولو فرعيا وصغيرا ) باسم إحداهن ؟.. هل قمنا بتسمية قسم صغير في كلية ما في جامعة - تحتل المرتبة 2970 - باسم إحداهن ؟ ، منذ نشر خبر إنجاز غادة المطيري - ونحن مشغولون بغطاء رأسها أكثر من انشغالنا برأسها العبقري؟ ! “[c1]العودة إلى الوطن .. مشروطة![/c] الكثير من الآراء أكدت أن انعدام البيئة البحثية - باستثناء الجامعة الجديدة - المناسبة ستكون العائق الأكبر لعودة مثل هذه العقول التي توصف بالمهاجرة .تقول حياة سندي نفسها عن ذلك“ أتمنى العودة و لكن حتى أتمكن من مواصلة أبحاثي, أحتاج إلى البيئة المناسبة و هي غير مهيأة حاليا. أتمنى أن لا يُقرن الإبداع و النجاح بالغربة و لكن للأسف الواقع غير ذلك و كما أرى فهناك بشائر تدل على تطور قادم في المستقبل “. ولعل رأي حياة سندي يعني رؤى شقيقاتها وأشقائها حول البيئات المناسبة خاصة عندما توجه رسائل مثل :” مطلوب من الدولة أن تضع العلم في أولوياتها وعلى الشعب أن يواكب ذلك ويتحرك . أتمنى أن نرتقي بمستوى المستشفيات في بلادنا و للبحث العلمي ميزانيته الخاصة ، وأن تهدف مناهجنا إلى غرس الأسلوب العلمي في التفكير الذي يشجع الاستنتاج و التحليل والاستكشاف”. وتتمنى من الرجل السعودي أن يدرك أن إعطاء المجال للمرأة لن ينقص من منزلته وقيمته بل سيعطيه مكانة أعلى لأنه سيدل على وعيه ، وفهمه لدور مربية الأجيال في المجتمع ، وللمرأة أن تخرج من نطاق (أنا مظلومة و مضطهدة لأني سعودية)لأن التغيير يجب أن ينبع منها ولا يأتي على طبق من ذهب .