أعلام من اليمن
اعداد / عماد محمد عبدالله عرفته سجون حجة في عهد الحكم الإمامي وعاش عالماً أديباً وشاعراً ومناضلاً ضد الاضطهاد وفي عام 1967م حكم اليمن :تولى القضاء في النادرة في أول أمره ثم أسهم مع الأحرار المناوئين والمعارضين لحكم الإمام يحى بن محمد حميد الدين والحاكمين من أولاده نتيجة أعمالهم الظالمة للناس .هو القاضي : عبدالرحمن بن يحيى بن محمد بن عبدالله الارياني من مواليد حصن ريمان سنة 1328هـ 1910م، عاش عالماً أديباً ، شاعراً ومناضلاً ضد الاضطهاد الذي كان يمارس من قبل بيت آل حميد الدين آنذاك .وقد ندد باعمال وبمظالم الإمام وأولاده في قصيدة مشهورة مطلعها :إنما الظلم في المعاد ظلام وهو للملك معول هدام- ومنها البيت الذي طارت شهرته ودار على ألسن الناس وغدا شاهداً يردد ضد الظلمة عبر تقلبات الزمن :أنصف الناس من بنيك وإلاّ أنصفتهم من (بعدك) الأياموقد كانت هذه القصيدة سبباً في اعتقاله مع رفاقه من الاحرار 1363ه والزج بهم في سجن حجة وأمضى فيه حوالي ثلاثة أعوام ثم أطلق من السجن حتى قتل الإمام يحيى يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1267هـ 8491م وخلفه الإمام / عبدالله الوزير على رأس حكومة دستورية وعين حينها في مدينة إب ، فقام بأعمال اللواء وأدارها بحزم ونشاط وأستمر حتى سقطت صنعاء في أيدي القبائل الموالية للإمام أحمد ونهبتها .- وأدى استمرار نضاله الوطني إلى جانب الأحرار إلى اعتقاله مرة أخرى هو ومن شارك معه من الأحرار (الدستوريين) وأرسلوا إلى سجون حجة والقيود على أقدامهم والسلاسل تطوق اعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه .وبعد الافراج عنه من سجن حجة عينه الإمام أحمد عضواً في الهيئة الشرعية في تعز ، وبرغم ذلك لم تنقطع صلته بالأحرار ، ولكن كان يعمل بحذر وتكتم .كان لايفتأ أن ينصح الإمام أحمد في كثير من الأمور ، وله مواقف حميدة مشهورة معه في تحذيره من الاصغاء إلى كلام الوشاة ، والمتزلفين الذين يسعون ليضروا بالناس لأغراض دنيئة .- في عام 1955م (1374هـ) عند تمرد الجيش في تعز استغل العقيد / أحمد يحيى الثلايا هذا التمرد وجمع العلماء ومنهم القاضي الارياني لمساندة الحركة في التخلص من الإمام أحمد بتنازله لأخيه / عبدالله يحيى لكن حركته فشلت بعد أيام قلائل ، وقتل الإمام أحمد المشتركين في تلك الحركة حتى الذين لم يكن لهم أي دور معروف ، وأخرج القاضي الارياني إلى الميدان لإعدامه فلما مثل بين يديه والجلاد ينتظر أمر الإمام لقتله بدا لأحمد لأمر إرادة اللَّه - أن يبقى عليه فأمر باعادته إلى المعتقل ليقضي فيه أياماً ، ثم أفرج عنه ، وعاد إلى عمله في الهيئة الشرعية .- ومن صفات القاضي الارياني أنه كان ذكياً إذ كان الإمام أحمد يستشيره في قضايا عربية ودولية ، كما كلفه بحضور اجتماعات الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي .