الرئيس الأمريكي اوباما
واشنطن/ 14 أكتوبر / الجزيرة :تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية عن الطرق المحتملة التي يمكن للرئيس الأميركي باراك أوباما سلوكها في سبيل محاولة تجنب وتفادي أي حرب محتملة مع إيران؟وقالت كريستيان ساينس إن الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي تمكن من تجنيب بلاده حربا مع الاتحاد السوفياتي السابق إثر أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وذلك عبر إجراء صفقة سرية مع الكرملين تمثلت في قيام الولايات المتحدة بسحب صواريخها المنتشرة في تركيا مقابل قيام الكرملين بسحب صواريخ من كوبا.وتساءلت الصحيفة في افتتاحيتها في ما إن كان أوباما متجه إلى اتخاذ أي خطوة بشأن الأزمة مع إيران تكون مماثلة لتلك التي اتخذها سلفه كينيدي في أزمة الصواريخ الكوبية؟ومضت إلى أن هناك مؤشرات على أن الأحداث في المنطقة تتجه إلى مجابهة محتملة بين واشنطن وطهران مثل الموعد الذي حدده أوباما في نهاية سبتمبر/أيلول الحالي كي ترد إيران على المجتمع الدولي بنيتها توقفها في تخصيب اليورانيوم وتخليها عن طموحها في مواصلة البرنامج النووي الإيراني في مقابل عدم مواجهتها عقوبات اقتصادية دولية أشد قسوة.وأضافت أن الرد الذي تقدمت به إيران الأسبوع الماضي على شكل مقترحات للمجتمع الدولي يعد ردا ضعيفا وغير كاف، والذي اقترحت طهران بموجبه إمكانية بدء مباحثات مع الدول الغربية شريطة الاستمرار بالبرنامج النووي في البلاد.وأكدت الصحيفة أن تلك المقترحات الإيرانية لم ترق لأي من الدول الغربية أو الولايات المتحدة.وأعلنت الولايات المتحدة في الوقت نفسه عن أن إيران وصلت إلى مرحلة من تخصيبها لليورانيوم تمكنها من صناعة القنبلة النووية بشكل سريع إن هي أرادت ذلك وأنها اقتربت من اكتساب القدرة على تصنيع قنابل نووية.وقال المبعوث الأميركي لدى وكالة الطاقة الذرية غلين ديفيز إن لدى بلاده قلقا كبيرا إزاء السعي الإيراني للحصول على السلاح النووي.وبعث أوباما برسائل إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامئني يأمل من ورائها إجراء أي مباحثات أميركية إيرانية سرية ومباشرة، لكن طهران تجاهلت اليد الأميركية الممدودة إليها.ومع قرب انتهاء الموعد النهائي المحدد لطهران، فليس أمام الرئيس الأميركي من خيار سوى التحرك لفرض عقوبات دولية قاسية على إيران عبر مجلس الأمن الدولي، الذي يتطلب موافقة كل من روسيا والصين أو عدم استخدامهما حق الفيتو، حسب الصحيفة.إحدى العقوبات القاسية قد تكون عبر حظر تصدير البنزين إلى إيران التي تعاني اضطرابات اقتصادية مختلفة.وإذا ما تعثر فرض العقوبات أو فشلت بحد ذاتها، فليس أمام أوباما من خيار سوى أخذ الخيار الآخر بعين الاعتبار وهو الضربة العسكرية لمنشآت إيران النووية أو إعطاء ضوء أخضر لإسرائيل كي تقوم لضربة.وقالت كريستيان ساينس إن الرئيس الأميركي لم يبعد الخيار العسكري عن الطاولة، مشيرة إلى تصريحاته في فبراير الماضي المتمثلة في قوله إنه قد يستخدم «كل وسائل القوة الأميركية الممكنة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي».وتساءلت الصحيفة فيما إن كان بنية أوباما سحب قواته البحرية من بعض الدول الغنية بالنفط في المنطقة أو من أي مكان آخر تعلمه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ما من شأنه ثني إيران عن طموحها النووي وطموحها في تصدير الثورة الإسلامية إلى دول الجوار وبالتالي تجنيب المنطقة ويلات حرب ضروس.