بندر حميد الكبودي من منطلق الآية الكريمة التي يأمرنا بها الله عز وجل في قوله: ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ) ما هو مصير إذا خالفنا أوامر ربنا وكيف للجاحدين أن ينكروا معنى هذه الآية ويعملون على عكس ما جاء وقد شاء الله أن يصير وطننا بلداً واحداً فتصافحت الأيدي وتآلفت القلوب وتعانقت الجبال والوديان وصار الوطن موحداً ارضاً وانساناً في يوم الثاني والعشرين من مايو الأغر 1990م ، عندما رفع فخامة الأخ الرئيس في مدينة عدن علم الوحدة، علم البلد الواحد علم الجمهورية اليمنية.فالوحدة اليمنية هي مكسب لكل اليمنيين الذين صنعوها بأيديهم الشريفة وهي من نسيجهم فلا بد لكل واحدٍ منا أن يدافع عنها بشتى الوسائل حتى أخر رمق في الحياة. فالوحدة خط احمر ، فلا يستطيع ضعفاء النفوس والمجرمون المرتدون والخفافيش الظلامية التي هي من مخلفات الماضي أن يعيدوا الوطن إلى الوراء إلى أزمنة التشطير والتمزق والتناحر والصراع والحقيقة ماهو إلا رهان خاسر. الم يخطر ببالهم أن أن يتذكروا الماضي ، أحداث 13 يناير في عام 1986م وغيرها من الصراعات كم أريقت من الدماء وكيف كانت التصفية بالبطائق ، أو لا يتذكرون تلك الطوابير الصباحية منذ الفجر من اجل الحصول على شيء يسير من الرغيف أو بعض الفاكهة أو غير ذلك .. لا أريد أن أعيد التذكير بملفات الماضي فقد جاءت الوحدة المباركة تجب ما قبلها. ما أجمل اليوم الذي ارتسمت فيه الابتسامة على وجه كل يمني يوم أن سطع نور الوحدة وصار يشدو لها كل أبناء الوطن في يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م. وما أجمل اليوم الذي سالت فيه دمعة الفرح وتعانق فيه الأخ مع أخيه والصديق مع صديقه بعد انقطاع دام سنوات ، وكيف لنا أن ننكر ذلك وقد صار شعبنا خلال 19 عاماً من قيام الوحدة المباركة في امن واستقرار وازدهار وقد تحققت كل المكاسب والمنجزات. فكم بنيت من المدارس والجامعات والمستشفيات وكم أنشئت من الطرق وكثير من المنجزات غطت ربوع الوطن ، كل هذا جاء في ظل الوحدة فلولاها لما وجدت هذه المنجزات ولما انتهت تلك الاحتقانات والصراعات التي غيمت على مرحلة من الزمن في سبعينيات القرن الماضي فكانت بمثابة سحابة صيف انقشعت بوجود الوحدة. فالحمد لله ، شاء الله لهذا الشعب أن يتوحد وان يصير شعباً واحداً فهذه نعمة لا ننكرها ولا بد أن نحميها وندافع عنها ما استطعنا. وهنا أدعو كل الشرفاء وكل الغيورين على وحدتهم وعزتهم وكرامتهم ووطنهم أن يتصدوا لثقافة الحقد والكراهية الوافدة والدخيلة على مجتمعنا والإسهام الفاعل في التصدي لمشاريع الفرقة والانقسام اياً كان نوعها وفضح مخططات القوى المتآمرة التي تحاول المساس بمنجزات الثورة والوحدة فالوحدة هي قدر شعبنا ورمز عزته وكرامته وانتصاره في وجه كافة المؤامرات التي تحاك ضد وطننا ووحدتنا . ونطمئن الجميع بأن القلق على الوحدة وان ما تفتعله تلك العناصر الخبيثة من ضجيج إعلامي لا يتعدى كونه صخباً اجرق يوارون به خبيثهم وفشلهم بعد أن ردت سهامهم الى نحورهم وانتكست مراميهم وتطاردهم لعنات الشعب والتاريخ فالوحدة وجدت لتبقى.
الوحدة.. وجدت لتبقى
أخبار متعلقة