مدن عربية و عالمية
مودينا مدينة شمال إيطاليا بإقليم إميليا رومانيا ، عاصمة مقاطعة مودينا ، يبلغ عدد سكانها 179.937 نسمة .و كانت عاصمة منذ عام 1598 ولعدة قرون لدوقية مودينا و ريدجو لآل إستي (حتى الانضمام إلى مملكة إيطاليا في عام 1859).و هي مدينة عريقة ، و مقر لأساقفية ، و لكنها الآن تشتهر أكثر بأنها «عاصمة المحركات» ، منذ أن استقرت مصانع أشهر الشركات الإيطالية المنتجة للسيارات الرياضية فيراري ، بوغاتي ، دي تومازو ، لامبورغيني ، باغاني و مازيراتي هنا ، و كلها عدا لامبورغيني ، لها مقرات في المدينة أو بالقرب منها . وقد أُعلنت منظمة اليونسكو الكاتدرائية و برج غيرلاندينا و الساحة الكبرى للمدينة كمواقع للتراث العالمي . وتشتهر مودينا في أوساط الطبخ لإنتاجها من الخل البلسمي . كما أنها مهد لملصقات بانيني المعروفة .والباحث في تاريخ مودينا يجد أن الأراضي حول مودينا سكنت من قبل الفيلانوفيون وفي العصر الحديدي ، و لاحقا قبائل ليغورية و أتروسكان وقبيلة بوي الغالية (تحولت لمستوطنة إترورية) .و رغم أن تاريخ إنشائها غير معروف بالتحديد ، بيد أنه من المعروف أنها كانت موجودة في القرن الثالث قبل الميلاد ، ففي عام 218 قبل الميلاد خلال قيام حنبعل بغزو إيطاليا ، ثارت قبيلة بوي وحاصرت المدينة . حوصرت موتينا مرتين خلال القرن الأول قبل الميلاد. الحصار الأول من قبل بومبي عام 78 قبل الميلاد ، عندها دافع عنها ماركوس يونيوس بروتوس (زعيم شعبي ، لا ينبغي الخلط بينه و بين ابنه أشهر قتلة يوليوس قيصر) . و استسلمت المدينة في النهاية من الجوع ، و فر بروتوس ليقتل في ريدجو إميليا . و في الحرب الأهلية اللاحقة بعد اغتيال القيصر حوصرت المدينة مرة أخرى و هذه المرة من قبل ماركوس أنطونيوس في عام 44 قبل الميلاد ، و دافع عن المدينة ديسيموس يونيوس بروتوس ألبينوس . و أنقذ أوكتافيان المدينة بمساعدة من مجلس الشيوخ .وحديثا قام إركولي الثاني بتوسيعها و تحصينها ، و أصبحت المقر الدوقي الأول لآل إستي بعد سقوط فيرارا في يد البابا عام 1598 . بنى فرانشيسكو الأول (1685-1629) القلعة و بدأ بناء القصر الذي زينه إلى حد كبير فرانشيسكو الثاني . أُخرج الدوق رينالدو إستي مرتين في القرن الثامن عشر من مدينته مدفوعا باجتياح الفرنسيين .و بنى فرانشيسكو الثالث في مودينا العديد من المباني العامة ، و لكن العديد من لوحات آل إستي بيعت و انتهى بهم الأمر في درسدن . توفي إركولي الثالث في منفاه بتريفيزو رافضا عروض نابليون بالتعويض بعدما صارت مودينا جزءا من الجمهورية البادانية النابليونية ، و تزوجت ابنته الوحيدة ماريا بياتريشي من الأرشيدوق النمساوي فرديناند هابسبورغ ابن الأرشيدوقة ماريا تيريزا ، و استعاد إبنهما البكر فرانشيسكو الرابع إرث العائلة في عام 1814 ، و بسرعة قام بهدم التحصينات التي قد استخدمت ضده في عام 1816 ، و بدأ سنوات مودينا تحت الحكم النمساوي الرجعي و الاستبدادي ، مستخدما الجيش النمساوي لإخماد التمرد في عام 1830 . و قد طرد ابنه الرجعي كذلك فرانشيسكو الخامس مؤقتا من مودينا إبان ثورة 1848 الأوروبية ، و لكن الجيش النمساوي أعاده . و بعد عشر سنوات في العشرين من أغسطس عام 1859 أعلن ممثلو مودينا أن أراضيها جزء من مملكة إيطاليا ، و هو قرار أكده الإستفتاء في عام 1860