مستشار رئيس الجمهورية سالم صالح والزميل الفقيد طه حيدر وعبدالقوي الأشول وفضل مبارك
عبدالقوي الأشول حين دعتني الزميلة الصحفية سلوى صنعاني للكتابة عن الزميل الراحل الصحفي طه حيدر محمد الكعبي في ذكرى رحيله لم تكن تعلم أنها إنما نكأت جرحاً عميقاً في ذاتي لا يمكن أن يندمل بمرور الأيام .. لما لبعض الزملاء الذين نعايشهم من تأثير سحري على نفوسنا، بل إن حضورهم بيننا كان يمثل الشيء الكثير.الزميل طه حيدر محمد الكعبي بغدادي الأصل عدني الهوى .. بهذه الثنائية العجيبة وجد ذاته مشطوراً بين دجلة والفرات ومدينة في خليج عدن تملكه عشقها منذ ربع قرن من الزمن.- هذه الثنائية التي لم تكن تخطر بباله قط حينما كان شاباً فتياً في شوارع بغداد إلا أن بعض المواقف الحياتية تباغتنا هكذا بقدرية مطلقة ولا نجد بداً من التعايش معها.- وهكذا الحال بالنسبة لأستاذنا الكعبي سليل إحدى أعرق الأسر البغدادية أما حين وجد نفسه هنا في عدن .. في محيط زملاء المهنة الصحفية فلم يكن منه إلا أن بدأ التعايش مع هؤلاء النظراء الذين لا يجد في أحلامهم وتطلعاتهم ما يختلف عما لديه.من هنا كان الشعور بالانتماء عميقا في كتابات طه حيدر الكعبي .. كما هي في أعماله القصصية، عمل في مختلف الأقسام الصحفية وتحمل مسؤولية العديد منها بجدارة كما عمل مراسلاً لبعض الصحف الخليجية وظل يمتاز بدرجة عالية من المهنية والنزاهة ونذكر له نحن زملاء مهنته بل أسرته الثانية في صحيفة 14أكتوبر أدواره الصحفية المهنية المتميزة عبر رئاسة أقسام الصحيفة المختلفة.الأمر الذي شكل إضافة نوعية لعدد من أساتذة العمل الصحفي.. ممن نعدهم جيل الرواد بكل ما تركوه من بصمة عطاء أوهم مدرسة الصحافة التي نهل منها العديد ممن يعملون في حقل الإعلام اليوم لاشك في أن جل هؤلاء يذكرون فضل الرجل وتلك السمات الأخلاقية التي ميزته وجعلته قريباً من نفوس الجميع فيالأيدي القدر كيف اختطفت منا العديد من هؤلاء الزملاء أمثال طه حيدر محمد الكعبي؟!ففي الوقت الذي كان يتاهب الرجل لزيارة مدينته الأم بغداد التي ترك فيها زملاء الطفولة والشباب ووجد أمه وأباه وأخوته ومرابع ذكرياته وأجمل لحظات العمر على شواطئ دجلة والفرات وفي تلك الأثناء وعند قرب الشهقة الثانية للحياة وللوعة الحب اللقاء بعد فراق أمتد لخمسة وعشرين عاماً بالتمام والكمال.كانت سطوة القدر هي الأسرع لإختطاف روحه الزكية.يوارى الثرى في صدر ثنائية عشقه عدن وهكذا استقر الرجل بين مدينتي عشقه ..حيث شطر الأم والأب والأخوه..وبضعة أروح الأولاد حيدر ومحمد ودلوعته ريحانته..سلامة.هناك تسكن الأنفاس..والذكريات المرتبطة بالطفولة والشباب وأحضان الأم والحبيبة.وهنا علقت تلك الروح في ثنايا روح الأولاد.ليترك لنا الزمن قدراً من الأسى وربما الحب والاعتزاز والفخر..بمثل تلك الذات البشرية الفريدة .بالمناسبة..ما زلنا نسأل عن مصير وقدر أسر هؤلاء الأشقاء ممن تشاطروا مع نظرائهم قدر النفي القسري عن وطنهم الأم.نسأل.هل يذكر أصدقاء الأمس ممن شاء القدر عودتهم إلى العراق لتحمل مهام جديدة.هل يخطر ببالهم تقديم شيء من الإنصاف لرفاقهم ممن تركوا أولادهم في فم الأقدار والأنواء والحاجة بعد أن غيب القدر القاسي ذات آبائهم..قبل أن تطأ أقدام العودة أرض الرافدين؟