بعد تراجع شعبيته في ستة أشهر منذ محاولته الإطاحة بكبير القضاة
إسلام أباد/14 أكتوبر/من: ذي شان حيدر: يقول محللون انه يبدو ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف في سبيله للفوز بتفويض جديد في الانتخابات التي تجري في السادس من أكتوبر وتركه منصبه كقائد للجيش بعد ذلك بقليل غير ان بقاءه في السلطة يتوقف على عثوره على حلفاء سياسيين جدد. وتراقب الولايات المتحدة والدول الغربية تحول باكستان لقدر اكبر من الديمقراطية وتعتمد هذه الدول على مشرف لدعم تدخلها العسكري في أفغانستان وحربها ضد القاعدة. والسبت رفضت لجنة الانتخابات اعتراضات من منافسين على ترشيح مشرف بعد يوم من رفض المحكمة الباكستانية العليا طعونا على سعي الرئيس برويز مشرف لإعادة انتخابه وهو لا يزال يشغل منصب قائد الجيش. ورغم تراجع شعبية مشرف في ستة أشهر منذ محاولته غير الحكيمة الإطاحة بكبير القضاة فان الأغلبية التي يتمتع بها الائتلاف الحاكم تضمن له الفوز في الاقتراع في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والمجالس المحلية. ويقول حسن عسكرى رضوي وهو محلل في لاهور "ربما يفوز الجنرال مشرف في الانتخابات ولكن مستقبله السياسي غير مؤكد." ومن المقرر حل البرلمان بحلول منتصف نوفمبر لإجراء انتخابات عامة في منتصف يناير ومن المتوقع ان يفقد عدد كبير من الساسة ممن انضموا للبرلمان تحت مظلة مشرف بعدما استولى على السلطة قبل ثمانية أعوام مقاعدهم. ويقول محللون ان مشرف سيكون مهددا بصورة اكبر بعدما يفي بتعهده بترك الجيش الذي حكم البلاد لما يزيد عن نصف تاريخها منذ تأسيسها قبل ستين عاما وذلك في غياب قاعدة سياسية قوية يستند إليها. ويقول طلعت مسعود الجنرال المتقاعد والمحلل "حين يخلع زيه العسكري سيرى مركز السلطة يتحول نحو قائد الجيش الجديد. سيواجه تهديدا اكبر سياسيا ومن الجيش أيضا." وينبغي ان يتأكد مشرف من إضفاء مصداقية على فوزه المتوقع في الانتخابات من الأحزاب المعارضة وإلا واجه تحديا من البرلمان الجديد لسلطاته. وينوي أنصار نواز شريف الاستقالة من المجالس يوم غد الثلاثاء إلى جانب ممثلي الأحزاب الدينية وأحزاب أصغر. وكان شريف رئيسا للوزراء حين أطاح به مشرف في عام 1999 وأمر مشرف بترحيله حين عاد للبلاد من المنفى في العاشر من سبتمبر الجاري. ولكن الأنظار مسلطة على ما سوف تفعله رئيسة الوزراء بنظير بوتو التي تعيش في منفى اختياري. فحزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه اكبر حزب معارض في البلاد ورغم ان أعضاء الحزب في البرلمان لن يصوتوا لمشرف إذ أنهم تقدموا بمرشح عن الحزب غير ان مشاركتهم ستضفي على الانتخابات شرعية أكبر. وأجرى مشرف وبوتو محادثات بشان اتفاق محتمل للمشاركة في السلطة بعد الانتخابات يتيح لها ان تصبح رئيسة للوزراء للمرة الثالثة ولكن لم يتوصلا لاتفاق بعد. وتنوي بوتو إنهاء إقامتها في المنفي طيلة ثمانية أعوام والعودة لباكستان في 18 أكتوبر رغم قضايا الفساد المرفوعة ضدها. وينظر إليها ومشرف كزعيمين تقدميين سيحاولان منع باكستان من السقوط في براثن المتشددين ومحاربة مقاتلي القاعدة الذين يحاولون زعزعة استقرار البلاد من معاقل في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان. ولكن ثمة شكوكا بشان المدة التي يمكن تتعاون خلالها هاتين الشخصيتين القويتين. ولمحت الصحف إلى ان مشرف يحاول حل تحالف إسلامي مؤلف من ستة أحزاب بمحاولة ضم اكبر أعضائه إلى صفه. وتتمتع جمعية علماء الإسلام بقيادة فضل الرحمن بنفوذ كبير في المناطق الحدودية حيث يقاتل الجيش الباكستاني القبائل الموالية لطالبان. ويتحمل مشرف شخصيا مسؤولية عزله نفسه فبعد استيلائه على السلطة همش الأحزاب السياسية الرئيسية ليفسح مساحة لنمو وازدهار حلفائه المحافظين والأحزاب الدينية. ويقول نجم سيثي رئيس تحرير ديلي تايمز ان عهد مشرف قد يكون ولى مالم يبرم اتفاقا مع بوتو وفضل الرحمن. وتابع "إذا أبدى الحزبان السياسيان الكبيران استعدادا للعب الكرة معه فلن يواجه مشكلة خطيرة." وأضاف "إذا لم يحدث واتجه الحزبان للجماعات المعارضة فسيكون من الصعوبة عليه بمكان البقاء."