المناضل أنعم الشرعبي في حديثه لـ 14 أكتوبر :
ففي شمال الوطن سابقاً رضخ شعبنا تحت نير أعتى حكم كهنوتي عرفته البشرية آنذاك بيد أنّ شعبنا لم يستكن لهذا النظام الرجعي المتخلف فقاد الثورات لإزالته من الحكم وتحرير شعبنا من ظلمه وجبروته وفي الحديدة وبالتحديد مطلع عام 1960م تمكن الأبطال الأحرار الشهيد محمد عبدالله العلفي والشهيد اللقية وغيرهم من إطلاق الرصاص على الطاغية أحمد أثناء زيارته للمستشفى الملكي في الحديدة “العلفي حالياً” ورغم أنّ الطاغية لم يمت حينها إلا أنّ رصاصات الأبطال كانت بداية “لنهاية عهد الطغاة” حيث أُصيب الطاغية أحمد إصابة بليغة توفي بعد عام اقل من عامين متأثراً بجراحه.14 أكتوبر التقت في الحديدة المناضل / أنعم الشرعبي الذي كان له شرف المشاركة في هذه العملية البطولية إضافة إلى كوكبة من الأبطال شاركوا في ملحمة الدفاع عن الثورة والجمهورية من خلال التحاقهم بصفوف الحرس الوطني بعد قيام الثورة.[c1]أنا من أطفأ الكهرباءيقول المناضل / أنعم الشرعبي :[/c]بعد فشل ثورة 1955م التي قادها الشهيد أحمد يحيى الثلايا تحرك نخبة من المناضلين لمواصلة الثورة ضد حكم الأئمة حيث بدأت اللقاءات السرية لتنفيذ عملية بطولية ضد الإمام أحمد، ترأس اللقاءات والتخطيط الشهيد البطل محمد عبدالله العلفي وزميلاه عبدالله اللقية ومحمد الهندوانة وقضت الخطة باغتيال الإمام أثناء زيارته إلى المستشفى لتفقد اثنين من عكفته يرقدان في المستشفى حيث تكفل العلفي واللقية بإطلاق الرصاص على الإمام أما أنا فقد أُسند إلي إطفاء الكهرباء أثناء مرور الإمام في الطارود.[c1]لحظات تاريخيةوعن اللحظة التاريخية لتنفيذ العملية قال :[/c]عندما حانت ساعة الصفر بعد وصول الإمام إلى المستشفى بعد مغرب ذلك اليوم نجحت الخطة الأولى من العملية والمتمثلة في منع حرس وعكفة الإمام من دخول المستشفى بحجة إزعاج المرضى هنا علت الفرحة على الوجوه وحينما توجه الإمام أحمد نحو قسم الأشعة تمكن خلالها الشهيد العلفي من إغلاق باب الطارود حيث غيَّر الإمام طريقه وتوجه نحو عنبر المرضى، كان الإمام يريد أن يعمل كشافة بعد زيارته للمرضى وأثناء مرور الطاغية أحمد في الطارود الذي يفصل بين العنبر وقسم الأشعة قبض الشهيد العلفي على يدي وأمرني أن أجلس هنا فهمت كلمة السر وحينما اقترب الإمام من السلم الخارجي أطفأت لمبة الضوء، حينها صوب الشهيد العلفي بندقيته صوب الإمام من زاوية الطارود حاول حراس الإمام الذين تمكنوا من الدخول معه من حمايته إلا أنّ الرصاص كان كثيفاً فسقط الإمام على الأرض وحدث هرج ومرج وسارعت مع من سارع لإنقاذ الإمام كوني كنت أعمل في قسم الكشافة كان الإمام يصيح عملها الخونة خرجت من قسم الكشافة لإحضار شاش وقطن وشك جنود الإمام من أمري واحتجزوني لمدة يومين وتم استدعائي للتحقيق مع من ألقي القبض عليهم، كما تمّ سجني لمدة شهرين وأفرجوا عني في حين فر اللقية واستشهد العلفي وكانت هذه المحاولة مقدمة لقيام ثورة 26 سبتمبر وسقوط عهد الطُغاة حيث لم يذق الإمام أحمد العافية بعد هذه العملية وتوفي في سبتمبر 1962م وتولى ابنه البدر الحكم ولم يستمر فيه سوى أسبوعآ. [c1]انتصار الثورة[/c]وعن شعوره حين أعلن المناضلون الأبطال عن نجاح الثورة وقيام الجمهورية صبيحة 26 سبتمبر 1962م قال بعد محاولة اغتيال الإمام ترقب الجميع حدثاً مهماً حيث أنّ التذمر من الأئمة بلغ مداه وصبيحة الـ 26 من سبتمبر 1962م كانت هناك حركة مريبة داخل قصر البوني في الحديدة القصر الجمهوري حالياً حيث أعلق عكفة الإمام القصر وانتشروا في النوبات وفي اليومين الثاني والثالث انطلقت المظاهرات المؤيدة للثورة وفر أمير الحديدة صوب الميناء واستولى المناضلون على القصر وأطلقوا سراح العبيد والجواري وتمّ تشكيل أفواج المتطوعين لمناصرة الثورة والجمهورية فيما عرف بتشكيلات الحرس الوطني وأنا التحقت في الحرس الوطني في مجال الإسعاف الطبي حيث شاركت في إسعاف الجرحى والمصابين في العمليات القتالية لمطاردة فلول الإمام في جبال حجة إلى أن تمكن شعبنا من هزيمة الأئمة وفلولهم.[c1]مطاردة فلول الإمامة[/c]أما المناضل / عمر هنومي أحد أبطال الحرس الوطني فعن مشاركته في مطاردة فلول الأئمة ومرتزقتهم قال :التحقت بصفوف الحرس الوطني في اليوم الرابع لقيام الثورة، وتمّ تدريبنا في منطقة حرض ثم انطلقنا لمطاردة فلول الإمامة حيث شاركت في معارك البطولة والفداء ضمن سرية العميد أحمد محمد بيدر وأول محطة كانت لسريتنا في منطقة عبس حيث قمنا بمطاردة فلول الإمامة من منطقة إلى أخرى فبعد اندحارهم من منطقة عبس وتطهيرها من دنسهم توجهنا إلى منطقة حرض ثمّ توجهنا إلى منطقة القفل حيث دارت هناك معارك شرسة مع فلول الإمامة.[c1]تضحية وفداءوعن المهام التي أُسندت إلى سريته قال :[/c]أُسندت إلى سريتنا مطاردة فلول الإمامة في المنطقة الشمالية الغربية ومن المواقف التي أتذكرها في منطقة تعشر شمال حرض انفجرت المصفحة التي كان يقودها الشهيد أحمد بيدر وكنت في المؤخرة فأسرعت إلى موقع الانفجار ووجدت الشهيد أحمد بيدر وقد أُصيب بإصابات بالغة إلى جانب عدد من زملائه فحملته على كتفي ونقلته إلى سيارة (زل 606) ونقلناه إلى عبس وبعد انتهاء المعارك واندحار فلول الإمامة عادت سريتنا إلى منطقة حرض وتمّ نقلي إلى منطقة السخية مع آخرين من زملائي بقيادة علي سيف الخولاني وتولى بعده رئاسة مجموعتنا المناضل عبدالهادي البهلولي وأثناء حصار صنعاء في 67م، وبعد أن تمكن الملكيون من حصار صنعاء توجهنا من السخية إلى منطقة مذبح قرب صنعاء كنا ما يقارب 600 جندي حيث استقبلنا هناك المناضلون علي عبدالله أبو لحوم وأحمد عايض ونصار علي حسين وأُسندت إلى قيادة سريتنا فك الحصار عن صنعاء من جبهة مذبح حيث تعرضنا لقصف مدفعي لكننا تمكنا من فك الحصار عن هذه الجبهة ودخلنا صنعاء وتوجهنا إلى منطقة العرض بعد فك الحصار حيث شاركت في المعارك في منطقة رداع ولم يهدأ لي بال إلى أن أنهزمت فلول الإمامة.[c1]سقط عهد الإمامةأما الجندي البطل حسن أحمد عبدالله الملقب حسن أقطم قال :[/c]مثلي مثل غيري من الشرفاء الذين هبوا لمناصرة الثورة والجمهورية حيث التحقت بصفوف الحرس الوطني آنذاك في اليوم الرابع للثورة السبتمبرية حيث تمّ تدريبنا على يد ضباط يمنيين ومن ثمّ على يد ضباط مصريين وكان لي شرف المشاركة في مطاردة فلول الإمامة كان قائد سريتنا الملازم عبدالله العتمي أما تدريبنا فقد كان في منطقة دار البوني والقصر الجمهوري حالياً بعد التدريب توجهنا إلى المناطق الشمالية لمطاردة الملكيين في منطقة عبس وواصلنا مطاردتهم في جبال المحابشة ثمّ توجهنا إلى بيت السعدي مروراً بمنطقة مفتاح حتى مشارف كحلان والقفل وكعيدنة وأثناء مشاركتي في مطاردة فلول الإمامة أصبت في يدي وتمّ نقلي إلى مستشفى عبس ومن ثمّ إلى الحديدة وبترت يدي اليمني كما تشاهد والحمد لله انتصر الشعب لثورته وسقط عهد الإمامة إلى الأبد دون رجعة.