أوباما : لن يبقى في العراق جندي واحد بحلول الأول من يناير 2012
بغداد /14أكتوبر/ رويترز: يسير الجيش الأمريكي بخطى حثيثة لتحقيق هدفه الرامي إلى خفض حجم القوات في العراق إلى 50 ألفا بحلول 31 أغسطس موعد انتهاء العمليات القتالية للحرب المستمرة منذ سبع سنوات ونصف السنة والتي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.وسلم اللواء الأمريكي الأخير المصنف رسميا باعتباره وحدة قتالية المسؤولية لنظرائه العراقيين في السابع من أغسطس لكن القوات الأمريكية ظلت تنسحب من العراق بشكل منتظم على متن طائرات نقل أو برا منذ عام.وقال الستاف سارجنت كريستوفر هاش من الكتيبة الأولى من الفوج 116 مشاة الذي انسحب إلى الكويت في وقت سابق من الأسبوع الجاري «من تجربتي الشخصية كانت العملية تستحق. دفعنا ثمنا باهظا».وقالت وسائل إعلام أمريكية يوم الأربعاء الماضي إن آخر قوات قتالية أمريكية غادرت العراق لكن مسؤولين أمريكيين أوضحوا أنه ما زال هناك 56 ألف جندي أمريكي في العراق لذلك فان ما وعد به الرئيس الأمريكي باراك اوباما من خفض القوات الأمريكية غير القتالية إلى 50 ألفا بحلول الأول من سبتمبر ما زال أمامه بعض الوقت.ولن يكون هناك تغيير فعلي يذكر على أرض الواقع في المهمة العسكرية الأمريكية في العراق بحلول الأول من سبتمبر بما أن أغلب الوحدات العسكرية الأمريكية بدأت تحول تركيزها على تدريب القوات العراقية ومساعدتها منذ أكثر من عام عندما انسحبت من المدن العراقية الرئيسية في 30 يونيو عام 2009 .ويجري نقل أغلب المعدات العسكرية الأمريكية والكثير من الجنود المنسحبين من العراق إلى أفغانستان حيث تحارب قوات حلف شمال الأطلسي طالبان التي صعدت عملياتها.وستمثل نهاية المهمة القتالية الأمريكية في العراق علامة بارزة في الطريق الذي بدأ في 2003 بالغزو الذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.ولقي أكثر من 4400 جندي أمريكي حتفهم منذ الغزو في حين أن ما يصل إلى 106071 مدنيا عراقيا قتلوا أيضا خلال الصراع الضاري الذي نشب بين الشيعة والسنة.وانحسر العنف بصفة عامة بشدة منذ أوج الصراع الطائفي عامي 2006 و2007 عندما بلغ عدد الجنود الأمريكيين نحو 170 ألف جندي.لكن مقاتلين ما زالوا قادرين على تنفيذ هجمات مدمرة وما زال الوضع في العراق هشا.ولم يحسم زعماء البلاد عددا من القضايا السياسية التي ربما تتفجر مما يعني سهولة احتمال تجدد القتال مثل التوترات بين العرب والأكراد والمصالحة بين السنة والشيعة.كما أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة بعد خمسة أشهر من إجراء انتخابات وطنية لم تسفر عن فائز واضح وزادت حدة التوترات نتيجة استمرار التفجيرات الانتحارية وهجمات أخرى يشنها المسلحون الذين يحاولون استغلال فراغ السلطة قبل نهاية المهمة القتالية الأمريكية.ووعد اوباما الناخبين الأمريكيين بأنه سيوقف المهام القتالية يوم 31 أغسطس قبل انسحاب أمريكي كامل بحلول نهاية 2011 كما تنص معاهدة أمنية ثنائية وقع عليها سلفه بوش.ويواجه الرئيس الأمريكي مواطنين سئموا من الحروب في الوقت الذي يسعى فيه الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه إلى الحفاظ على سيطرته على الكونجرس في الانتخابات التي تجرى في نوفمبر القادم.وقال اوباما انه لن يبق في العراق جندي واحد بحلول الاول من يناير 2012 غير انه من المستحيل على العراق أن يعتمد على قواته الجوية وأن يكون مستعدا لحماية سلامة أراضيه بمفرده بحلول ذلك الوقت.وبينما تظهر استطلاعات رأي أمريكية أن صبر الأمريكيين نفد من نحو عشر سنوات من الحرب في أفغانستان والعراق فان أي قرار بتمديد العمليات العسكرية الأمريكية في العراق سيكون على قدر هائل من الخطورة بالنسبة لاوباما الذي سيواجه انتخابات رئاسية في 2012 .ومن شبه المؤكد أنه سيواجه انتقادا من الديمقراطيين في الكونجرس ومن الجناح اليساري داخل حزبه الذين يشعرون بخيبة أمل فيه أصلا.وظلت الحرب في العراق مستمرة لفترة أطول من الحرب الأهلية الأمريكية أو الحرب العالمية الأولى أو الحرب العالمية الثانية.
انسحاب عتاد للجيش الأمريكي من العراق