بيني و بينك
استكمالاً لموضوع (الاسماك والزراعة نعمة ربانية) المنشور يوم الاربعاء الماضي في هذا العمود.. سأتناول هنا باختصار الزراعة هذه النعمة الربانية التي يتوجب علينا ان نرعاها ونحافظ عليها كمحافظتنا على حدقات أعيننا.. وذلك من خلال الارتباط الدائم بالارض الطيبة واستصلاحها وزراعتها بكل انواع المحاصيل الزراعية من قمح وحبوب وفواكه وخضروات وتحقيق الأمن الغذائي في بلادنا.وما لا شك فيه ان ذلك يتطلب من الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والري تنفيذ توجيهات الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بضرورة مواصلة دعم وتشجيع المزارعين وتوزيع الأراضي الزراعية على الشباب لاستصلاحها وزراعتها وتوسيع الرقعة الزراعية وضمان تسويق منتجاتهم الزراعية.لكن لو نظرنا الى اوضاع الزراعة في المرحلة الراهنة لوجدنا انها قد تراجعت كثيراً عن تطورها في السنوات القليلة الماضية، وذلك نتيجة لتقاعس وزارة الزراعة والري عن تقديم الدعم المطلوب لهذا القطاع الحيوي المهم والمخصص لها من صندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي الذي كما قيل ان الاخ وزير الزراعة قام بتجميده.. وكذا عدم قيام الوزير بتوزيع الاراضي الزراعية على الشباب.. إضافة الى قرار الحكومة رقم (83) لعام 2009م الخاص بإعادة هيكلة الهيئات الزراعية بما يتوافق مع صلاحية الحكم المحلي.والحقيقة ان هيئات التنمية الزراعية والريفية منذ إنشائها في الثمانينيات حتى اليوم حققت نهضة تنموية زراعية وريفية نوعية في مختلف محافظات الجمهورية.. وبالتالي يا حبذا لو يتضمن قرار الحكومة باعادة هيكلة الهيئات تعيين شخصين فقط في مجلس ادارة كل هيئة لديهما الكفاءة والخبرة في هذا المجال يقومان بمراقبة ومتابعة سير الاعمال المالية والإدارية وتنفيذ المشاريع حسب النظم والقوانين المعمول بها.. وذلك بحيث تبقى قيادات وكوادر الهيئات تمارس مهامها وتعمل على انجاز وتحقيق الاهداف المنشودة للهيئات خاصة ان هذه القيادات والكوادر لديها الكفاءات والخبرات الواسعة في مجال التنمية الزراعية والريفية واثبتت جدارتها في تحقيق تلك الانجازات النوعية على أرض الواقع.وفي اعتقادي ان مهام المجالس المحلية حالياً تتركز على متابعة وتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية والرقابة على المكاتب التنفيذية وهذه مهام كبيرة.. لو أضيفت لها كافة مهام الهيئات الزراعية فان المجالس المحلية لن تتمكن من القيام بها كما يلزم.. وستتدهور أوضاع الزراعة في بلادنا.. لذا نأمل من الحكومة الأخذ بهذا المقترح المتواضع بعين الاهتمام والاعتبار.