صباح الخير
في البدء اعتذر للقارئ العزيز عن انقطاعي الأسبوع المنصرم من الكتابة , وذلك لحالة مرضية وهي دائمة ولكنها الأسبوع المنصرم اشتد المرض والزمني البقاء فوق سريري وملازمة الأدوية التي أخشى على معدتي من كثرتها .. واعتذاري موصول حتى للذين لا يقرؤون ما أكتب .قررت أن أدشن كتاباتي هذا الأسبوع في الحديث عن الحدث الذي تعجز كل الكلمات عن وصفه وإعطائه حقه السياسي والاجتماعي والثقافي والتنموي .. الوحدة المباركة التي أعلنت عن قيام الجمهورية اليمنية الثالثة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م , واحترت من أي زاوية أتناول هذا الحدث الذي يعيش الوطن هذه الأيام الاستعدادات الواسعة للاحتفال بالعيد السابع عشر له , واعتباره عيداً وطنياً , وفجأة وأنا في دوامة الحيرة المهنية, قرأت ما كتبه الأستاذ / أحمد محمد الحبيشي الكاتب والسياسي والمثقف وذاكرة الوطن لكثير من الأحداث والمواقف السياسية والثقافية منذ بداية نشاطه المبكر أبّان الاحتلال البريطاني لعدن والمحافظات الجنوبية حتى نيل الاستقلال في نوفمبر 1967م واستمرار بالمنعطفات التاريخية التي مرت على جنوب الوطن قبل الوحدة وحتى يومنا هذا . نعم قرأت ما كتبه الأستاذ / الحبيشي في موضوعه الأسبوعي بالزميلة 26 سبتمبر العدد الأخير الخميس المنصرم , وهو موضوع تاريخي حمل عنوان “ في الطريق إلى العيد الوطني السابع عشر “ , وإعادة صحيفة (14 أكتوبر ) نشر الموضوع في عددها أمس – السبت .الحبيشي أختزل بأسلوب سياسي ثقافي متميز إرهاصات ومقدمة قيام الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م , وهو أمر مكنني وأنا التلميذ من التطرق للمناسبة – العيد – من أي زاوية كانت ذاكرتي وقربي من الحدث , تفكر في الكتابة , واكتفيت بخزن الذاكرة بتلك المعلومات التي وردت في مقال الأستاذ / الحبيشي , هو أمر أتطلع من الكثيرين الباحثين في حدث الوحدة التاريخي قراءة مادة / الحبيشي ومناقشتها بصوت مسموع وفكر مفتوح وثقافة أساسها الابتعاد عن المزايدات وتجاوز الحقائق الفكرية والتاريخية التي استمد منها/ الحبيشي مقومات موضوعه الرائع .مما سبق والتزاماً مني للقارئ أن أكتب فإنه لواجب وطني عليه قول الحقيقة ...وطن صنع خلال عقد وسبعة أعوام من تاريخه الجديد , منجزات أكدت أحقية أن يكون وطناً موحداً لا مجزأ أو قابلاً للتشطير مرة أخرى .منجزات شملت كل مناحي الحياة وأبرزها إعادة الاعتبار للمواطن اليمني تاريخاً وحضارة أمام العالم .. منجزات سابقت الزمن وأذهلت العالم والمراهنين على فشل الوحدة في أعوامها الأولى , ففشلت رهاناتهم حتى العسكرية وبقيت الوحدة عاماً بعد عام تتحدى بالمنجزات التي حققتها , أولئك الشواذ من البشر الذين ما زالوا يحلمون بعودة ماضيهم الأسود في التشطير .والحال إن هذه المنجزات ما كان لها أن تتحقق في زمن كانت الوحدة المباركة تواجه المؤامرات الداخلية والخارجية , لولا حنكة القيادة وصواب رؤيتها للمستقبل وإخلاصها للوطن وأجادت وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء , قيادة سفينة الوطن ( الجمهورية اليمنية الثالثة ) إلى أقرب شواطئ الأمان بعد رحلة عاصفة كانت الأمواج فيها عالية , غير أنها انصاعت للربان الذي عرف كيف يسير وسطها , إنه فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح , صانع الوحدة رئيس الجمهورية , الذي يحق له اليوم في العيد الوطني السابع عشر للجمهورية أن يعانق كل مواطن في الوطن , ووسط الآلاف من المنجزات العملاقة في الطرقات والصحة والتعليم والخدمات والديمقراطية ومفرداتها التعددية وحرية التعبير والرأي والرأي الآخر وحقوق الإنسان ومشاركة المرأة , وغيرها من المنجزات يحق له أن يفرح بالعيد الوطني السابع عشر , فرحاً يعانق السماء دون بهرجة كما يفعل الآخرون , ويحق لنا نحن المواطنين أن نتبادل التهاني مع القائد دون خوف من المستقبل الذي بعد الله وبإرادته استطاع القائد أن يؤمنه للشعب والوطن , فها هي تباشير الخير تشير إلى قرب عودة “ السعيدة “ إلى وضعها الطبيعي وسط دول المنطقة والجوار الذين جاؤوا إلينا أخوة تربطنا بهم روابط الدم والتاريخ والجغرافية , ليكونوا معنا في إعادة أسم السعيدة إلى التاريخ الحديث .نعم لا بهرجة في الاحتفالات ولا تطبيل إعلامي , ولكن الحدث وحده يجعلنا نفرح فرح السماء وهي تسقي الأرض بالمطر , الوحدة المباركة أكبر من كل الكلمات التي لو جمعناها في كتب وليس في كتاب نقول فيها عن حياتنا الجديدة التي أشرقت صبيحة الثاني والعشرين من عام 1990م من فوق مدينة عدن وعلى يد قائد دخل التاريخ من أوسع أبوابه وهو يرفع علم الجمهورية اليمنية الثالثة ليرفرف في سماء الوطن والعالم .فأهلاً بالعيد الوطني السابع عشر , وأهلاً بمئات المشاريع التي ستكون عنوان العيد , وقبلة للقائد الإنسان / علي عبدالله صالح من كل مواطن يمني داخل الوطن وخارجه ومن كل عربي يعشق اليمن .
