واشنطن / /14 أكتوبر/ رويترز :حتى قبل إن يقرر الرئيس الأمريكي باراك اوباما إرسال مزيد من القوات القتالية إلى أفغانستان يعارض كثيرون من أعضاء حزبه هذه الخطوة ويقول خبراء انه يتعين على الرئيس بذل جهد أكبر لإقناعهم بخطته. وحين أعلن اوباما عن مراجعة للإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان في مارس آذار الماضي اصطف معظم أعضاء الكونجرس الديمقراطيين لتأييد جهوده. غير إن الشك بدأ يتسلل إليهم الآن فيما يلقي دعما قويا من الجمهوريين أكثر مما يلقاه من أعضاء حزبه. ويقول بروس ريدل من مركز سأبان التابع لمعهد بروكينجز “يضع هذا الرئيس في المنتصف بين أنصاره وبين منتقديه من الجمهوريين الذين سيبحثون عن إي مؤشر لضعف إرادته باعتباره دليلا على تهاون الرئيس في التعامل مع الإرهاب.” ولوقف هذا المد من الشك الذي ينعكس أيضا على استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة يقول الخبراء انه ينبغي على اوباما ان يعمل بجد أكبر لتطوير إستراتيجيته. وقالت كارين فون هيبل من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن “نقترب من نقطة تحول. نمر بأزمة وجودية نوعا.” وأضافت “استمع من الجنود لدعم اكبر لأفغانستان أكثر مما استمع إليه من المدنيين الأمريكيين.” ويتراجع تأييد المواطنين الأمريكيين بشكل متزايد للحرب في أفغانستان حيث سجلت إعمال العنف أعلى مستوياتها منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة بنهاية 2001 . ويتوقع ريدل الذي اشرف على مراجعة استراتيحية أفغانستان وباكستان في مارس إن يوجه اوباما كلمة قريبا يعرض فيها مرة أخرى أسبابه للضرورة الحتمية لان تكون هناك حملة “تامة الموارد” في أفغانستان. ويدرس اوباما تقييما رسميا للحرب من الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والذي ينتظر ان يسفر تقريره عن طلب الجيش مزيدا من القوات القتالية . وتساعد هذه القوات الإضافية في التصدي للعنف المتزايد. ويتوقع إن تؤدي إستراتيجية المواجهة المباشرة مع المتمردين إلى عدد أكبر من الخسائر بين القوات الأمريكية مما يزيد من صعوبة استمرار اوباما في إقناع الشعب الأمريكي بالحرب. وقال الكس تيير خبير الشؤون الأفغانية من معهد السلام الأمريكي “بدأت أفغانستان تبدو كصراع طويل الأجل لم يتضح لكثير من الناس نهايته او كيفية الوصول إلى تلك النهاية.” وتابع “تحتاج الإدارة بكل تأكيد لان تكون أكثر قوة في مبرراتها ليس فقط للانخراط في أفغانستان اليوم بل ولكونه يمثل تحديا أطول أمدا.” وسعى البيت الأبيض للتهوين من الخلاف داخل الكونجرس تجاه مستويات القوات ولكن يبدو إن ثمة جدلا داخليا متزايدا بشأن الخطوة التالية إذ يقول روبرت جينز المتحدث باسم البيت الأبيض إن الأمر قد يستغرق “أسابيع كثيرة “ قبل الإعلان عن إي تغيير في إعداد القوات. ودقت رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي ناقوس الخطر يوم الخميس الماضي حين قالت إن من المحتمل إلا يدعم الكونجرس طلب إرسال المزيد من القوات القتالية. وفي اليوم التالي قال السناتور كارل ليفين الرئيس الديمقراطي للجنة القوات المسلحة انه ينبغي التركيز على زيادة إعداد القوات الأفغانية وليس إرسال المزيد من القوات الأمريكية. وعلى العكس يقول معظم الجمهوريين أنهم يفضلون منح القادة العسكريين الأمريكيين مزيدا من القوات إذا أرادوا. وقال جون بيتر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب “سيكون خطأ استراتيجيا- وفي غير صالح الرجال والنساء الذين يخاطرون بأرواحهم- إن نفعل غير ذلك.” وستضاعف الولايات المتحدة تقريبا قواتها في أفغانستان إلى 68 ألفا بحلول نهاية عام 2009. ويقول بعض المحللين إن هناك حاجة لزيادة أخرى قوامها 45 إلف جندي. ولدى دول أخرى معظمها من أعضاء حلف شمال الأطلسي 38 ألف جندي أخر في أفغانستان وتتردد في إرسال المزيد من القوات. ويقول هاوارد مكيين زعيم الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إن الامتناع عن إرسال قوات سيكون “خطأ كبيرا” وقد يقود إلى هزيمة. وينظر كثيرون في الكونجرس لانتخابات التجديد النصفي عام 2010 والتي قد تكون أفغانستان قضية رئيسية بها خاصة إذا أبدى الاقتصاد علامات تحسن وقل التركيز على القضايا المحلية. والعامل الأخر الذي يعقد القضية بالنسبة لاوباما وهو يقرر مستويات القوات الغموض السياسي في أفغانستان في إعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس وسط اتهامات بتفشي عمليات التزوير. ومن المتوقع إن يفوز الرئيس الحالي حامد كرزأي واجري العديد من المسئولين الأمريكيين من بينهم المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك مناقشات محمومة مع كرزأي منذ الانتخابات لحثه على جعل مكافحة الفساد محور فترة رئاسته التالية. غير إن خبراء يقولون إن الضغط العام والخاص على كرزأي ليس له تأثير كبير بعد. وتقول فون هيبل “ينبغي إن يدرك كرزأي إن بوسع إي شخص إن يضطلع بالمهمة. ينبغي إن يمارس الشعب الأفغاني مزيدا من الضغوط عليه أيضا.”
اوباما يواجه صعوبة في إقناع الكونجرس بزيادة القوات في أفغانستان
أخبار متعلقة