ربما حصل الامر اكثر من مجرد ان تنال باحثتان تونسيتان جائزة اليونسكو للتميز العلمي نسويا عن القارة الافريقية في سنتين متتاليتين .فقد كانت الاولى زهرة بالاخضر التي تحدثنا عنها في الاسبوع الماضي وهناك من يعزو هذا التفوق الى اقبال التونسيات المبكر على المدارس بعد سن قانون الاحوال الشخصية الذي احتفلت به تونس في اغسطس الماضي 2006م بمرور خمسين عاما على اصداره .وتعتقد الدكتورة شعبوني ان هذا العنصر عزز من مصداقية الجائزة التي حصلت عليها لانه ليس من اليسير على منظمة دولية ان تمنح جائزة لبلد واحد في سنتين متتاليتين ما يعني ان اللجنة فكرت مليا واقتنعت باهمية البحوث التي قدمتها لها فهي تعمل رئيسة لقسم الامراض الوراثية والخلقية في مستشفى (شارل نيكول ) في العاصمة تونس وكانت واحدة من خمس باحثات حصلن على جوائز اليونسكو هذا العام وتعتبر الفائزات مرشحات لجائزة نوبل للعلوم وتخص اليونسكو السيدات بهذه الجوائز السنوية ( لان عدد النساء الباحثات في العالم اقل من الرجال ما حفزها على تشجيعهن ) وقد امضت اكثر من ستة وعشرين عاما تبحث في علم الوارثة يحدوها الامل بحماية الاسر التونسية من الامراض الوراثية التي تسجل اعلى نسبة تلك الامراض في العالم , بسبب انتشار الزيجات بين افراد الاسرة الواحدة .وافادت بانها بدات دراسة علم الوراثة عام 1976م حينما باشرت العمل بصفتها اول طبيبة تونسية متخصصة بالامراض الوراثية والخلقية عام 1980م , الا انها لم تكتفي بذلك المستوى , وعملت على نشر تخصصها الطبي في بلدها وعلى تدريب الاطباء في هذا المجال فحققت امنيتها بتاسيس اول قسم للامراض الوراثية في مستشفيات تونس , وثابرت على جهودها من اجل نشر الوعي بمخاطر الامراض الوراثية ومحاولة نشر فكرة تفادي الزيجات بين الاقرباء لما يمكن ان تفوزه من تعقيدات يدفع الاطفال ضريبتها في الغالب .[c1]الوقاية من المرض الوراثي [/c]يتمثل عمل الدكتورة حبيبة شعبوني في تحديد اسباب المرض الوراثي لمعرفة ما اذا كان عارضنا ام هناك عناصر ( أي جينات ) تؤدي الى تكراره وبالتالي نقله من جيل الى اخر , ومن اهم الانعطافات التي حققتها في مسيرتها العلمية انتقالها من مرحلة تشخيص الامراض المترتبة على الزواج بين الاقربا الى مرحلة الوقاية ثم العلاج احيانا , اذ صارت قادرة على اجراء عمليات جراحية لتعديل التشويهات التي تصيب الاطفال نتيجة امراض وراثية او اختلالات جينية , وتبدو مرتاحة وهي تفحص السيدات الحوامل لمعرفة ما قد يصيب الاجنة من امراض وراثية لانها تكون قادرة على اشعار الحامل وزوجها بالحقيقة سلفاً . وفي لهجة لا تخلو من الرضا عن النفس تعلن وقائع من نوع انه استطاع اكثر من اربعين الف زائر بقسم الطب الوراثي الحصول على تشخيص او نصائح كي يقدروا على تبديد العتمة التي كانت تلفهم , واكد ان تلك الفحوص ( اتاحت اكتشاف امراض كن نجهل انها موجوده في تونس وتطوير الابحاث الطبية المحلية في تنسيق مع الابحاث المماثلة على الصعيد العالمي ) وتبدو وكانها قطعت جزاء كبيرا من رحلة الالف ميل اذ تنتشر اقسام الطب الوراثي في كليات الطب التونسية وتنخرط اعداد كبيرة من الاطباء في ابحاث مستمرة في هذا المجال تحت اشرافها وتوجيهها ويلخصها شعار ( ضرورة العمل المبكر من اجل تفادي اصابة يمكن منعها ) .
|
ومجتمع
حبيبه شعبوني ثاني باحثة تونسية تحصل على جائزة اليونسكو
أخبار متعلقة