فيما الجيش الباكستاني يوسع عملياته العسكرية ضد مسلحي طالبان ويلاحق زعيمها محسود
الجيش الباكستاني يلاحق مسلحي طالبان
يكاتيرينبورج (روسيا) -اسلام اباد /14اكتوبر/ رويترز- متابعات :يعقد زعيما الهند وباكستان محادثات في روسيا اليوم الثلاثاء مما يزيد التوقعات بأن يخفف أول لقاء بينهما منذ هجمات مومباي في نوفمبر تشرين الثاني الماضي التوتر بين الدولتين. وأكد مسؤولون روس أن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري سيلتقيان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة يكاتيرينبورج في الاورال. لكن من غير الواضح ما إذا سيحقق الاثنان أي انفراجة حقيقية في تحسين العلاقات التي تأمل واشنطن أن تخفف التوتر في أنحاء المنطقة بما فيها أفغانستان. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أن الرجلين سيعقدان اجتماعا ثنائيا دون أن يسهب في التفاصيل. ونقلت وكالة اسوشييتيد برس الباكستانية عنه قوله «لينعقد الاجتماع وحينئذ سيكون بوسعنا التحدث بعدما ينتهي. لا يمكننا استباق نتيجة الاجتماع.» وتحرص باكستان على استئناف عملية سلام أوقفتها الهند بعد هجمات نوفمبر الماضي على مومباي والتي تلقي فيها نيودلهي باللائمة على جماعة عسكر طيبة المتشددة التي تتخذ من باكستان مقرا لها. لكن محللين يقولون انه حتى إذا تمكن سينغ وزرداري بالفعل من كسر الجليد فإن من غير المرجح أن تتمكن الدولتان من مواصلة محادثات السلام من النقطة التي توقفت عندها. ومن المتوقع أن تركز الهند بدلا من ذلك على محاولة إقناع باكستان بالقيام بتحرك اشد ضد عسكر طيبة وغيرها من الجماعات المتشددة التي تنحي عليها باللائمة في هجمات في كشمير الهندية وعلى أهداف هندية في أماكن أخرى. وبينما قال سينغ الذي يوجد في موقف أقوى لإدارة العلاقات مع إسلام آباد بعد إعادة انتخابه الشهر الماضي انه مستعد للقاء باكستان «فيما هو ابعد من منتصف الطريق» فقد أصر أيضا على أن تقوم بتحرك شديد ضد الجماعات المتشددة. ومن غير الواضح تحديدا كيف يعتزم المضي قدما بالمحادثات مع باكستان ولا إذا ما كان سيعطي أي دلالة على ذلك بعد لقاء زرداري في يكاتيرينبورج.
زرداري يصل إلى ياكاتيرنبرج لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون اول امس الاحد
وكانت السلطات الباكستانية قد قررت توسيع عملياتها العسكرية ضد مسلحي حركة طالبان وأمرت الجيش والشرطة بملاحقة زعيم طالبان باكستان بيت الله محسود،.حيث أشار حاكم إقليم الحدود الشمالية الغربية والمدير الإداري لمنطقة القبائل المتاخمة له عويس أحمد غني إلى إن الجيش والشرطة تلقيا أوامر بتنفيذ عملية شاملة للقضاء على محسود وأتباعه باستخدام جميع الوسائل.وأضاف غني في حديث للصحفيين أن محسود «هو أساس مشكلة الإرهاب والتطرف» في البلاد، وأن حركته تستهدف العامة والطلاب وعناصر الأمن، مشيرا إلى أن «الهجمات على المساجد تمثل دليلا واضحا على وحشية محسود وأتباعه». إلى ذلك أشار مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت سابق إلى أن الجيش الباكستاني يخطط لشن هجوم كبير على معقل طالبان بمقاطعة جنوب وزيرستان.وأوضح هؤلاء المسؤولون أن العملية العسكرية ستكون الأكبر في المنطقة، وتستهدف زعيم طالبان باكستان، وأبدوا ترحيبهم بهذا التطور.من جانبهم يؤكد المسؤولون الباكستانيون أن مقاتلي الحركة يتخذون من منطقة القبائل على الحدود مع أفغانستان قاعدة وملجأ لهم، ويوفرون المأوى «لقوات مناهضة لباكستان، حسب تعبير غني.وتأتي هذه التصريحات في وقت وسع فيه الجيش الباكستاني عملياته العسكرية على كل جبهات القتال. ففي حين لا تزال معارك عنيفة تدور في منطقة وادي سوات شمال غرب البلاد، بدأ الجيش عملية أخرى بمنطقة جنوب وزيرستان، ويستعد لبدء عملية جديدة بمنطقة باجور القبلية.ويبدو إن الجيش فتح جبهات عدة على حركة طالبان حيث تواصل القصف على مدينة جربهار في وادي سوات، بينما شهدت مناطق بانو ومهمند وباجور القبلية، وكذا منطقة ماكين جنوب وزيرستان هجوما مكثفا للجيش الباكستاني.وفي أحدث بيان له، قال الجيش الحكومي إن 41 من مقاتلي الحركة لقوا مصرعهم خلال عمليات عسكرية متواصلة بعدد من مقاطعات الشمال الغربي بما فيها وادي سوات.ومن ناحية أخرى قال شهود ومسؤولون إن طائرة بدون طيار يشتبه في أنها أميركية أطلقت الأحد صاروخا على منطقة وزيرستان الجنوبية وقتلت ثلاثة مسلحين، وذلك بعد غارة باكستانية مماثلة يوم السبت قال الجيش إنها قتلت 30 من مسلحي طالبان، وأصابت 50 آخرين.وفي تطور آخر قتل تسعة أشخاص وأصيب 25 آخرون في تفجير قنبلة وسط سوق شعبي بمدينة ديرا إسماعيل خان شمال غرب البلاد.وقال سيد محسن شاه، وهو أكبر مسؤول حكومي في المدينة، إن «التحقيق الأولي يشير إلى أن العبوة الناسفة زرعت في عربة تدفع باليد كانت متوقفة في وسط السوق».ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، إلا أن قائد شرطة المنطقة محمد إقبال توقع أن يكون الهجوم ردا على العملية العسكرية المستمرة ضد مسلحي طالبان في شمال غرب باكستان.