يقول الشيخ عائض القرني في كتابة ( المقامات) في المقامة الرمضانية:مرحباً برمضان ، شهر التوبة والرضوان، شهر الصلاح والايمان شهر الصدق والاحسان ومغفرة الرحمن ، تزيين الجنان وتصغير الشيطان هذا شهر العتق والصدق والرفق رقاب تعتق، ونفوس ترفق ، واياد تتصدق، باب الجود في رمضان مفتوح والرحمة تغدو وتروح، والفوز ممنوح، فيه ترتاح الروح لانه شهر الفتوح ، هنيئاً لمن صامة ، وترك فيه شرابه وطعامة ، وبشرى لمن قامة. في رمضان نزل ذكرنا الحكيم ، على رسولنا الكريم ، وهو سر مجدنا العظيم في رمضان التقى الجمعان، جمع الرحمن وجمع الشيطان ، في بدر الكبرى يوم رجح ميزان الايمان ونسف الطغيان ، وانهزم الخسران في رمضان فتحت مكة بالاسلام وتهاوت الاصنام وارتفعت الاعلام، وعلم الحلال والحرام. صيام النفس في رمضان عزوف عن الانحراف ، والانصراف والاسراف والاقتراف فالنفس تعلن الرجوع والقلب يعمل الخشوع والبدن يعلوه الخضوع والعين تجود بالدموع . لشهر رمضان وقار فلاسباب ولا اغتياب، ولانميمة ولاشتيمة ، ولا بذاء ولا فحشاء وانما اذكار واستغفر. مردة الشياطين في رمضان تصفر بالقيود فلاتقتحم الحدود، ولاتخالط النفوس في ذلك الزمن المعدود.كان السلف اذا دخل رمضان اكثروا قراءة القرآن ولزموا الذكر كل ان، ورقعوا ثوب التوبة بالغفران. هذا الشهر هو غيث القلوب، بعد جدب الذنوب، وسلوة الارواح بعد فزع الخطوب، فرحة لك عند الافطار لان الهم ذهب وطار واصبحت على مائدة الغفار ، بعد ان احسنت في النهار، وفرحة لك عند لقاء ربك اذا غفر ذنبك وارضى قلبك سلام على الصائمين اذا جلسوا في الاسحار يرددون الاستغفار ، ويزجون الدمع المدرار وسلام عليهم اذا طلع الفجر، وطمعوا في الاجر، تراهم في صلاتهم خاشعين ولمولاهم خاضعين وسلام عليهم ساعة الافطار ، بعد ذلك التسيار، وقد جلسوا على مائدة الملك الغفار ، يطلبون الاجر على عمل النهار. شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ، هداية للبشرية، صلاحاً للانسانية ، ونهاية للوثنية القرآن حيث اصلح الله به القلوب، وهدى به الشعوب ، فعمت بركته الاقطار ودخل نوره كل دار.
|
رمضانيات
مقامة رمضان
أخبار متعلقة