عمر عبدربه السبعلقد صرح وزير البيئة والمياه ان اليمن تخطو الخطوات الاولى في ادارة المخلفات الصلبة، وهذا بلااريب قرار صائب ينم عن ان اليمن في مصاف الدول الراقية المهتمة بتطوير الوعي البيئي فان تدوير المخلفات الصلبة والمواد العضوية معناه تقليل حجم النفايات الى مستوياتها الدنيا، وفي ذات الوقت الاستفادة القصوى من هذه المخلفات في انتاج طاقة بديلة عن طريق عمليات الحرق في محطات حرق خاصة.ان النفايات الصلبة هي مخلفات لاقيمة لها للانسان التي يتخلص منها جراء نشاطاته اليومية، ومصادرها المساكن والمنشآت العامة الصناعية والزراعية، وان اعادة تدوير هذه المخلفات الصلبة، بدلا من التخلص الكامل منها، هي احدى التقنيات الحديثة في توليد الطاقة الكهربائية من الملوثات والنفايات.بيد ان بعض المواد العضوية حيوانية كانت ام نباتية يجب فصلها رغم امكانية استخدامها كطاقةبديلة، لما لها من آثار سلبية على البيئة كالقمامة المختلطة، والكارتون والاوراق والمواد القماشية والاعضاء الحيوانية والحمأة الناتجة عن محطات الصرف الصحي، فالمخلفات الصلبة تؤدي الى اهدار الموارد وتلوث البيئة، اذا لم تعالج بالطرق العلمية السليمة فالدول المتطورة تفصل مخلفات المعادن، وتستفيد منها بصهرها منفردة واعادة تشكيل منتجاتها، وكذلك تعمل على فصل المواد الورقية وعجنها في مصانع الورق، حيث تضخ هذه المخلفات ثلث كمية الورق المصنوع. اما المنتوجات البلاستيكية فقد ثبت عدم جدواها الاقتصادية في اعادة التدوير وانتاج الطاقة كما يجب فصل المواد الخطرة والقابلة للتأكسد والاشتعال كالمبيدات الحشرية والكيماويات العضوية ومواد الاسبستوس، لتفاعلها الضار مع الهواء الجوي وتأثيراتها السمية على الانسان.ان قانون الطاقات البديلة يستخدم بقايا النباتات ونشارة الخشب وروث البهائم وفضلات الدواجن والمنتجات الثانوية من اصل نباتي وحيواني والمخلفات العضوية الناتجة عن المطاعم والمطابخ وشركات تصنيع المواد الغذائية، والزيوت النباتية وبقايا الخضار والفواكه والخبز الجاف ومياه الصرف الصحي ومياه المعالجة الصناعية لانتاج واستثمار الطاقة، اما مباشرة عن طريق محطات حرق خاصة، او غير مباشرة بتحويل المادة العضوية الى غازات.وتوجد تقنيات مختلفة لتوليد وانتاج الطاقة الكهربائية من حوامل الطاقة الحيوية بشكلها الصلب كحرق الاخشاب، وشكلها السائل كعصر ومعالجة النباتات الزيتية او بالشكل الغازي وهي التقنية الاهم للطاقة الحيوية، حيث يتم تخمير بعض المواد العضوية بواسطة بكتيريا الميثان لانتاج التيار الكهربائي. وتتم هذه العملية في ظروف لاهوائية وعند درجات حرارة ملائمة للعمليات الحيوية التي تقوم بها البكتيريا المتواجدة في مفاعل الغاز الحيوي، وهي ما تعرف بمنشآ الغازات الحيوي والتي بينت الدراسات جدواها في توليد الطاقة الكهربائية.ان التعامل مع الملوثات والاستفادة من النفايات والمواد العضوية باعادة التدوير واستخدام هذه المخلفات كوقود في انتاج الطاقة الحرارية لتوليد الكهرباء اضحى مطلبا ملحا في التعامل مع الطبيعة وتحقيق التوازن البيئي .. اما الرماد والعوادم الناتجة عن هذه التقنية يجب ان تعالج بالعلوم والتكنولوجيا العالية وصرفها وفقا لاشد المعايير الدولية وبما يخدم صحة الانسان وصفاء بيئته.
