القدس المحتلة / 14 أكتوبر / رويترز:هزت الجيش الإسرائيلي يوم أمس الخميس روايات جنود شاركوا في حرب غزة تحدثوا فيها عن قتل مدنيين وزعموا تفشي مشاعر احتقار عميق للفلسطينيين في صفوف الجيش. واجتمع الجنود خريجو إحدى الأكاديميات العسكرية الشهر الماضي لمناقشة تجاربهم خلال الحرب الإسرائيلية التي استمرت 22 يوما وانتهت في يناير كانون الثاني الماضي والتي قال فلسطينيون وجماعات لحقوق الإنسان إنها تبرر فتح تحقيقات في ارتكاب جرائم حرب. من ناحيته كشف مدير الأكاديمية العسكرية تفاصيل الجلسة قائلا إن الجنود أشاروا إلى وجود جو من «الاحتقار الشديد والتشدد إزاء الفلسطينيين» في صفوف الجيش. وأفاد داني زامير رئيس برنامج اسحق رابين التمهيدي للخدمة العسكرية لإذاعة الجيش الإسرائيلي بأن جنود قوات الاحتلال «تحدثوا عن إطلاق النار دون مبرر على مدنيين فلسطينيين. كان هناك حديث أيضا عن تخريب للممتلكات.» وكعادته رد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على الاتهامات بتكرار وصف إسرائيل لجيشها بأنه أكثر جيوش العالم تحليا بالأخلاق. وقال الجيش إن المحامي العام للجيش أمر بفتح تحقيق في الحوادث المزعومة. ونشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية يوم أمس الخميس بصفحتها الأولى مقتطفات من مناقشات الجنود السابقين. وقالت إن نشر هذه «الأسرار القذرة» سيزيد الصعوبة على الإسرائيليين في وصف هذه المزاعم بأنها دعاية فلسطينية. ويندر أن يتحدث جنود إسرائيليون علنا عن قتل مدنيين فلسطينيين خلال العملية التي أطلقتها إسرائيل في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ديسمبر كانون الأول الماضي بهدف معلن هو وقف إطلاق الصواريخ عليها عبر الحدود. وذكر جندي إسرائيلي يتولى قيادة وحدة للمشاة حادثة قائلاً : «إن قناصا من الجيش قتل فيها امرأة فلسطينية وطفليها عندما ساروا في اتجاه خاطئ بعد أن أمرهم الجنود بالخروج من منزلهم». وأضاف «أمر قائد الوحدة الأسرة بالذهاب وقال لهم أن يسيروا ناحية اليمين. ولم تفهم الأم وطفلاها واتجهوا يسارا.. رآهم القناص يقتربون منه لمسافة أقرب من الخطوط التي أمر بألا يجتازها أحد. فأطلق النار عليهم.» وقال قائد الوحدة إن غالبية الجنود الذين كانوا تحت إمرته شعروا بأن «حياة الفلسطينيين.. أقل أهمية بكثير من حياة جنودنا. لذا بإمكانهم تبرير الأمر على هذا النحو.» وقال زامير إنه نقل روايات الجنود السابقين إلى الجيش. وكان قادة إسرائيليون قالوا إن حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن مقتل مدنيين لان مقاتليها ينشطون في مناطق سكنية مزدحمة. وأشار قائد وحدة أخرى درس في الأكاديمية خلال الجلسة إلى أن قائدا آخر أمر بإطلاق النار على فلسطينية مسنة لأنها كانت تسير في طريق على بعد نحو مئة متر من منزل سيطرت عليه القوات الإسرائيلية. ووصف أعمال تخريب ارتكبها جنود إسرائيليين قائلا «كانوا يكتبون (الموت للعرب) على الجدران ويأخذون صور عائلات فلسطينية ويبصقون عليها لمجرد أنهم يستطيعون أن يفعلوا ذلك... أعتقد أن هذا هو الأمر الرئيسي لكي تدرك مدى الانحطاط الذي وصلت إليه قوات الدفاع الإسرائيلية فيما يتعلق بالأخلاق.» وأعلن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب بلغ 1434 قتيلا بينهم 960 مدنيا و235 مقاتلا و239 ضابطا في الشرطة. وشكك مسؤولون إسرائيليون في هذه الأرقام. وقتل 13 إسرائيليا في الحرب. وفي السياق ذاته تحدى مركز إسرائيلي للأبحاث يسمى «معهد السياسة الدولية لمكافحة الإرهاب» يوم أمس الخميس الإحصاء الذي خلص إلى مقتل ما يقرب من 1000 مدني.وذكر أن تحليلا إحصائيا لقائمة المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان التي تضم أسماء القتلى المدنيين أظهر وجود عدد غير متناسب من الشبان في سن القتال. ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عددا للقتلى الفلسطينيين. وقال زامير إنه رغم أن الجنود السابقين الذين حضروا جلسة الخريجين لم يشتركوا بصفة مباشرة في جرائم حرب فإنهم «شعروا بالضيق لأنهم لم يستطيعوا الحيلولة دون ارتكابها.»
جنود إسرائيليون سابقون يكشفون عن تجاوزات غير أخلاقية في حرب غزة
أخبار متعلقة