السياكل .. أذية ومشاكل
في هذا الشهر الكريم تنام الدنيا نهاراً وتصحو ليلاً مايجعل الحركة والنشاط يتعاضم من بعد صلاة المغرب الى منتصف الليل وحتى صلاة الفجر ساعات طويلة مليئة بالحركة والحيوية والنشاط والكل في حركة دائبة السكون لها مايجعل هذه الليالي الكريمة ببهجة المهرجانات التسويقية لنساء أكثر من الرجال وهي لعمري أمور يصعب وصفها والتعبير عنها بجرة قلم وبعجالة كالتي نحن فيها هنا.وليالي رمضان في عدن لها نكهة خاصة وكأنك ترى الناس انهاراً تتدفق بحركات انسايبة ملونة ومبهرجة ومبهرة مع اختلاطها بألوان (النيون) والمصابيح التي تمتزج لتشكل لوحة ساحرة تجد صداها في السوق الطويل وعدن مول وشارع الزعفران بكريتر وشارع مدرم بالمعلا إما في الشيخ عثمان فالأمور أزيد مما في كريتر فالمهرجانات اليومية تعطي المدنية من طرف الشارع العام الى طرفه مروراً بالشوارع الفرعية والهاشمي خصوصاً هذه السيمفونيات لايعكرها إلا شيئان اثنان: اندفاع المراهقين من الفتيان والشباب الذين يمثلون الصورة السيئة وبالطبع ليسوا كلهم بل هناك فئات ونماذج تعكر صوف الحياة اولاً والأمر الثاني هو الدراجات الهوائية (السياكل أبو بيدل) التي ظهرت في رمضان وانتشرت كانتشار الجراد الذي زارنا ذات (صيف مضى)!(السياكل) عكرت الحركة والتسوق وبإشكال مختلفة وبألوان متنافرة وزعيق(الهاونات) والأجراس ومكبرات الصوت و(الهيدفونات)المعتلية الرؤوس والمسددة للأذان زعيقاً وصخباً والمارة هم ضحية الحوادث التي لاتعرف طفلاً او شيخاً او امرأة شابة كانت ام عجوز فالكل ضحايا(السياكل) ومستخدميها وياليت اهل هؤلاء الشباب يلاحظون ابناهم ويراقبون سلوكهم حتى ان بعضهم صار يقلد المرآة تماماً ولا تستطيع تمييزه الا من خلال وجهه وكلامه إما لباسه وشعره المفرود والمرسل على الأكتاف والصدور واحياناً بتسريحة جاذبة أقول هؤلاء (الروافل) قد اقلقوا السكينة العامة أصبح الناس يتقززون من رؤية هكذا مظاهر لشباب أشبه ب( مايكل جاكسون) سيء الصورة والفعل..في المعلا الشارع الرئيسي (مدرم) يساهم جنود المرور في جعل هذه السياكل تسير في أرصفة المشاة لان مرورهم في الشارع ممنوع ذلك لان الخط الأصفر الذي كان يتم رسمه على حافة الشارع جهة اليمين كان يترك مسافة نصف متر لصالح حركة ( السيكلات) ولكن هذه العلامات طمست ولم يعد العمل بها- وهكذا تكون الحركة باندفاع جنوني في رصيف المشاة مايؤدي الى كسر يد او سقوط طفل او شيخ وقد حدثت مشكلات اكبر وكله بسبب (السياكل) ومستخدميها.! إما المشكلة الأخرى فهي مرور الشاحنات الضخمة في الشارع الفرعي لشارع مدرم ورسوها وإطلاق النفير انصاص الليالي، وتضييق الحركة في الشارع الى جانب ( قربعة أصحاب الغاز) الذين يصمون الأذان ليل نهار.هذه ليالي رمضان سيطر عليها (الروافل ومجانين (السياكل) ولم يجدوا من يردعهم او يرشدهم فهل هذه سلوكات محمودة؟نعتقد ان الوقت قد حان لتقويم الاعوجاج بعد ان بلغ السيل الزبى..ورمضان كريم على الطيبين.