هنالك عدة عوامل تؤثر على صحة الشباب الإنجابية في اليمن والمنطقة العربية. وغالباً ما تكون هذه العوامل تحديات بحد ذاتها. فبالإضافة إلى العوامل الفردية التي تحدد التصرف الصحي الخطر، هنالك عدة عوامل بيئية تتداخل وتؤثر في تطور الإنجازات باتجاه تحقيق أهداف الممؤتمر العالمي للسكان والتنمية وفي عملية تحسين الصحة الإنجابية بشكل عام. ويعتبر الشباب معنيين بشكل خاص بهذه العوامل المؤثرة خاصة بسبب احتياجاتهم الخاصة في مجال الصحة الإنجابية، وفي صعوبة تخلصهم من بعض الممارسات الخطرة التي يكتسبونها في عمر المراهقة. وغالباً ما تسبب هذه العوامل تغييرات في الأطر الاجتماعية تتطلب قدرة على التأقلم قد لا تكون متوفرة دائماً لدى المراهقين والشباب. هذا النوع من الضغط يؤدي في أكثر الأحيان إلى تغيير في السلوك الجنسي، مما يزيد من احتمال العلاقات الجنسية العابرة لتخفيف هذا الضغط النفسي الناتج عن التحولات الاجتماعية. وبذلك، قد تتضاعف احتمالات المشاكل المتعلقة بالصحة الإنجابية مثل الأمراض الجنسية والإيدز والحمل غير المرغوب به لدى المراهقين، مما يزيد بشكل كبير تعرض الشباب للخطر الناتج عن هذا السلوك الجنسي (Vulnerability) وتأتي تداعيات هذا السلوك الجنسي الخطر بشكل يصعب تغييره، مما يحث على إتخاذ تدابير أكثر فعالية للوقاية من هذه السلوكيات في أبكر عمر ممكن تشهد عدة بلدان في المنطقة تحولات اجتماعية تتجه نحو "التغريب" (Westernization) قد ينتج عنها ممارسات وسلوكيات تحمل في طياتها خطراً أكيداً على الصحة الإنجابية لا سيما في مجال الحمل غير المرغوب به والأمراض المنقولة جنسياً لدى فئة الشباب. ومع تطور الإعلام والتوجه العام نحو العولمة، بات من الصعب التحكم بنوعية المعلومات التي قد يحصل عليها الشباب، خاصة في غياب برامج مكثفة تتماشى مع الأطر الاجتماعية الخاصة بالعالم العربي وتعنى بشكل خاص بمشاكل وتداعيات الصحة الإنجابية لدى الشباب. من جهة أخرى، تبقى معظم المواقف الاجتماعية مرتبطة بالدين والأطر الدينية في المنطقة عامة. وبناء على ذلك، تبقى الصحة الجنسية والإنجابية موضوعاً حساساً نادراً ما يناقش بالعلن، مما يفسح المجال للتخيلات والمعلومات الخاطئة لدى الكثير من الشباب. وبسبب ذلك، غالباً ما تتسم المواضيع المتعلقة بالصحة الإنجابية بالوصمة والخوف فيصبح مثلاً الإيدز مرضاً "لا أخلاقياً" يأتي به الشخص لنفسه بسبب ممارساته "اللاأخلاقية". ويخشى المراهقون بشكل خاص الاعتراف بسلوكياتهم الجنسية، فيخسرون في النهاية فرصاً ثمينة للمشورة ومناقشة سبل الوقاية مع شركائهم الجنسيين. ومما لاشك فيه أن الشباب والمراهقين معرضون في زمننا هذا أكثر لمغريات "الحياة العصرية" ولسلوكيات خطرة تزيد من تعرضهم لتداعيات الصحة الجنسية، مثل تعاطي المخدرات. وبالرغم من أن الإحصاء بات غير دقيق في المنطقة عامة حول هذا الموضوع، هنالك ملاحظات عامة أن نسبة تعاطي المخدرات على ارتفاع في المنطقة ككل، بالإضافة إلى العلاقات الجنسية المبكرة والعلاقات الجنسية المثلية. بحيث يجب تحديد إذا ما كانت هذه التحولات بسبب العولمة، أم هي بسبب التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والعوامل الأخرى المختلفة التي نشهدها في الآونة الأخيرة.د. فهد محمود الصبري
صحة الشباب الإنجابية عوامل مؤثرة
أخبار متعلقة