غضون
* كثير من الحبوب الصغيرة تتحول عندنا إلى قباب كبيرة، وكم من مشكلة كان يمكن حلها بسهولة وقليل من التكاليف تركت بلا حل وتدخل فيها المتدخلون فتعقدت وتحولت إلى أزمة كبيرة.. وقد قال اليمنيون قديماً إن “ما طال وعرض تدخل فيه مائة شيطان”.. وأقرب الأمثلة لذلك مشاكل الأرض وقضايا المتقاعدين التي لم تحل في الوقت المناسب وبالكفاءة المطلوبة، فتدخل فيها “المشترك” وشياطين الحراك وغيرهم من المتاجرين وتطورت إلى مطالبة بالانفصال وفرز المواطنين إلى شماليين وجنوبيين، وصاحب ذلك عنف وتخريب لايزال مستمراً وصار له نافخو كير متخصصون، وبعد أن كانت قضيتهم عودة إلى العمل مثلاً صاروا يتركون وظائفهم ويشتغلون في مشروع الانفصال جهاراً نهاراً.* وعندما كان الخلاف بين المؤتمر وأحزاب المشترك العام الماضي محصوراً حول قضايا محددة مثل تعديلات قانون الانتخابات وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، وكان بعض الحوار وقليل من تبادل التنازلات كفيلاً بحسم الخلاف وكفيلاً بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، تم تفويت الفرصة، وأجلت الانتخابات وزادت الهوة بين قطبي النظام السياسي وصار الحوار مستبعداً لأن أحد طرفي الحوار وهو المشترك يضع شروطاً مسبقة زادت كثيراً الآن عما كانت عليه وقت توقيع اتفاق فبراير الماضي لدرجة أن أحزاب المشترك تطالب بإطلاق الصحف الموقوفة في حين لا توجد صحف موقوفة إلا إذا كان مطلوباً من السلطة اليوم إيقاف صحف ثم إطلاقها لكي تكون بذلك قد استجابت لمطلب المشترك.. كما تطالب بصرف رواتب لأشخاص تركوا أعمالهم طواعية وعناوينهم غير معروفة، وتحقيق مثل هذا المطلب غير ممكن إلا في حالة حصول المشترك على “توكيلات” لاستلام الرواتب وايصالها لأصحابها إذا كان المشترك يعرف عناوينهم.* أسر وأهالي المواطنين المغدور بهم في منطقة العسكرية ينبغي أن لا تضطرهم السلطات المعنية في لحج إلى اللجوء لتشحين القبيطة، فبدلاً من هذا الطريق المحفوف بالمخاطر يجب على تلك السلطات أن تسلك كل الطرق المشروعة لإلقاء القبض على الجناة وفي أقرب وقت.. فالتساهل والتسويف يحرك نزعات التعصب والثأر.