بينما إسرائيل تنتهك القانون الدولي في غزة
جنيف / 14 أكتوبر / رويترز:قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم أمس الخميس إن عمال إغاثة وجدوا أربعة أطفال يتضورون جوعا بينما يجلسون بجانب أمهاتهم القتلى وجثث أخرى في منزل بمنطقة قصفتها القوات الإسرائيلية في مدينة غزة. واتهمت اللجنة إسرائيل بتعطيل دخول سيارات الإسعاف للمنطقة التي تعرضت للقصف وطالبتها بضمان العبور الآمن لسيارات الهلال الأحمر الفلسطيني حتى تعود وتنقل المزيد من الجرحى. وقال بيير ويتاش رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة «هذه واقعة تبعث على الصدمة». وأضاف «لابد أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بالوضع لكنه لم يساعد الجرحى. كما لم يجعل من الممكن بالنسبة لنا أو بالنسبة للهلال الأحمر الفلسطيني أن نساعد الجرحى». وقالت اللجنة في تعبيرات شديدة اللهجة لا تستخدمها عادة إنها تعتقد أن إسرائيل خرقت القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بهذه الواقعة. وفي رد مكتوب قال الجيش الإسرائيلي انه يعمل بالتنسيق مع وكالات الإغاثة الدولية في مساعدة المدنيين وانه «لا يمكن أن يستهدف المدنيين عن قصد.» وبدأت إسرائيل عملية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس يوم 27 ديسمبر كانون الأول الماضي لوقف هجمات الصواريخ التي يطلقها مسلحون عليها. وأثارت العملية انتقادات دولية متزايدة بسبب ارتفاع حصيلة قتلى المدنيين بشكل متزايد. وتمكنت سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ومسؤولون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى عدة منازل في حي الزيتون بمدينة غزة أمس الأول الأربعاء بعدما تقدمت بطلب إلى قوات الجيش الإسرائيلي مطلع الأسبوع الحالي للمرور. وقالت اللجنة «وجد فريق الإنقاذ أربعة أطفال صغار بجانب أمهاتهم الموتى في أحد المنازل.» وأضافت «كان الأطفال ضعفاء لحد لم يمكنهم من الوقوف على أقدامهم. وعثر على رجل حيا وكان أيضا من الضعف بحيث لا يستطيع الوقوف وبشكل عام كان هناك 12 جثة على الأقل ممددة على الحشايا.» وأوضحت اللجنة أن الفريق عثر في منزل آخر على 15 ناجيا من قصف إسرائيلي بينهم عدة جرحى. وأضافت أن جنودا إسرائيليين متمركزين على بعد نحو 80 مترا عن المنطقة أمروا فريق الإنقاذ بالمغادرة لكن الفريق رفض. وقالت اللجنة إنها علمت أن هناك المزيد من الجرحى المختبئين في منازل أخرى مدمرة بالمنطقة. وأضافت «تعتقد اللجنة الدولية للصليب الأحمر فيما يتعلق بهذه الواقعة أن الجيش الإسرائيلي لم يف بالتزامه بموجب القانون الإنساني الدولي بأن يرعى وينقل الجرحى. وتعتبر اللجنة تعطيل السماح لخدمات الإنقاذ بالدخول أمرا غير مقبول.» ورفض دومينيك ستيلهارت نائب مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر القول صراحة ما إذا كان التباطؤ الإسرائيلي يمثل جريمة حرب. وقال «بوضوح المحكمة الجنائية الدولية وليس الصليب الأحمر هي المعنية بتحديد ما إذا كان ذلك جريمة حرب أو لا.» وأضاف انه يجب تسهيل وصول سيارات الإسعاف «على مدار الساعة» إلى الجرحى في أنحاء غزة «لا يمكننا الانتظار حتى يتم تعليق الأعمال القتالية من اجل إجلاء الجرحى ونقلهم للمستشفيات». وقال الجيش الإسرائيلي إن أي مزاعم خطيرة يجب التحقق منها بصورة ملائمة بعد تلقى شكوى رسمية «وفق ما تسمح به القيود التي تفرضها العملية العسكرية الجارية.»