عين
أحدهم فقد عقله بسبب قصة حب عنيفة انتهت بالفشل والانفصال والآخر نتيجة صدمة عصبية لم يتوقعها مطلقاً والثالث لأنه لم يجد عملاً يرتقي به الى المساحات التي يحلم بها والرابع فقد صوابه نتيجة تحالفات سياسية بين زوجته وحماته والخامس بسبب زيد أو عمر من الناس .. إنهم المجانين الذين ترقد الحكمة في أفواههم بعد أن فشلوا عملياً في البقاء في مساحات الصبر والقوة والوعي الكامل المتشبت بأنامل الحقيقة والعقل والمنطق.المجانين هذه الفئة الاجتماعية التي تخلق في أعماقنا بحراً من الحسرة والألم خصوصاً إذا كانوا من الأقرباء أو الاصدقاء أو الجيران أو زملاء لدراسة الذين ترى في عيونهم ملامح الطفولة البريئة بكل تفاصيلها المقدسة والنبيلة .المجانين أو المرضى النفسانيين..كم هم بحاجة إلينا اليوم وكم هو من الواجب علينا رعايتهم والاهتمام بهم جوعهم إحساسهم بالبرد بالعطش بالخوف .. إننا جميعاً مسؤولون أمام ضمائرنا وأمام الله تعالى عن هذه الفئة المطحونة .ولأنهم فقدوا صوابهم ويركبون موجات الجنون التسونامية فقد يتحولون في لحظة الى قنابل موقوتة تؤدي الى مقتل وإصابة عدد من الابرياء في هذا الشارع أو ذاك أو هذا المقهى أو ذاك .. قد يحدث ذلك فمن نلوم حينئذ.إننا من هذا المنبر نناشد كل المسؤلين المعنيين بمحافظة عدن الباسلة التي تعيش اليوم أعظم أيامها الوطنية الخالدة نناشدهم وضع هؤلاء المرضى النفسانيين في المصحات ومباشرة علاجهم ورعايتهم لحماية المواطنين والزائرين لمحافظتنا من خطورة بعضهم ونعلم جميعاً أن بعض من هؤلاء المرضى عدائيون للغاية ويسببون الخوف والهلع خاصة اللنساء والاطفال في الشوارع.