في الثامن عشر من الشهر الجاري احتفل العالم بيوم المرأة العالمي، رغم أنها لم تستطع حتى الآن أن تحصل على حقوقها كاملة، بل إنها ما زالت تتعرض إلى الكثير من القهر والظلم في الكثير من دول العالم وعلى الأخص في العالم الثالث.ومن هذا المنطلق سنعرض قصص عشر سيدات مجهولات يعملن بجهد على مساعدة المضطهدين والمنسيين والمقهورين، متحديات بذلك كل الظروف السياسية والاجتماعية التي يعيشن في ظلها.وقد قامت مجلة " " واسعة الانتشار باختيار هؤلاء السيدات المجهولات ومنحتهن جوائز عالمية على دورهن البطولي لتحسين أوضاع مواطنيهن، وذلك بعد أن تم البحث عنهن بدءاً من جبال الصين وحتى صحاري أفريقيا. في مارس 2001 قامت باربورا بوكوفسك ، المحامية في مركز الحقوق المدنية والانسانية بعقد لقاءات مع مجموعة من الناشطات الرومانيات (الغجر) حول معاملتهن في المجتمع السلوفاكي. فقد عانى الغجر، وهم ثاني اكبر أقلية في سلوفاكيا من التمييز المفترض توقفه بسقوط الشيوعية وهو ما لم يحدث. أخبرتها إحدى السيدات الرومانيات أنه حتى وزارة الصحة تقول لهن ان السيدات البيض لا تقبلن مشاركتهن غرف المستشفى، لأنهن لسن نظيفات. قبلت بوكوفسك التحدي وقامت بزيارة جناح الولادة بالمستشفى واطلعت على أساليب التمييز والفصل بين البيض والرومانيات (الغجر). وعندما شاهدتها إحدى الممرضات وهي تكتب ملاحظاتها استدعت رجلا قام بجرها وضربها، ثم اعتقلتها الشرطة لساعات وتعرضت للتوبيخ. وقد صدمت عندما علمت أن الشرطة شكت في أنها تحاول النبش عن عمليات التعقيم لنساء الغجر، ولم يكن يدري عنها أحد. فقامت بوكوفسك بتوثيق 100 حالة لسيدات تم تعقيمهن من دون علمهن. وشاركت في كتابة تقرير "الجسد والروح " المنشور سنة 2003. حصلت بوكوفسك على منحة دراسية من برنامج حقوق الانسان بجامعة هارفارد وسوف تكرس وقتها للدفاع عن حقوق الرومانيات والمطالبة بتعويضات الضحايا منهن رنا الحسيني، من الأردن (37 عاما) وهي محررة في جريدة Jordan Times الأردنية. استثارتها قصص قتل النساء بحجة الدفاع عن الشرف، ففي سبتمبر 1993 صادفتها جريمة قتل شاب لأخته )16 عاما( بعد أن اغتصبها أخوها الثاني. من هنا بدأ اهتمام رنا بلفت الأنظار الى " جرائم الشرف " التي ترتكب في مجتمعها. وعرضت رنا 35 من تلك الجرائم، وقامت مجلةَNew York Times وBBC بتغطية لنشر الموضوع مما سلط الضوء على تلك الجرائم الفظيعة. ولم تثبط التهديدات التي هددت رنا بالموت من عزمها. وتقدر الامم المتحدة جرائم الشرف حول العالم بـ 5000 سيدة كل عام. تنام رنا الحسيني مرتاحة الى أن قصصها ستنقذ حياة نفس بشرية، وانها تقوم بدور من أجل النساء في مجتمعها.اكتشفت الاميركية كاثلين لوكاس (47 عاما) انها انتقلت للعيش في يورك على بعد 6 أميال من أحد اكبر مراكز اعتقال المهاجرين في أميركا، حيث يسع سجن الولاية من 800 الى 1000 طالب لجوء في الولايات المتحدة. صدمت كاثلين لقيام الاميركان باعتقال الهاربين بحياتهم لتودعهم السجون. وتعمل كاثلين مديرة في مؤسسة متعددة الجنسيات، حيث تزور مراكز الاعتقال وتساعد الهاربين وتوفر لهم المحامين وتعد لجلسات الاستماع في المحكمة. في 1998 أسست كاثلين مؤسسة التحالف لحقوق المهاجرين التي ساعدت في اطلاق سراح 945 من طالبي اللجوء من مراكز الاعتقال في اميركا خلال السنوات الست الماضية. وفي ابريل 2003 ساعدت كاثلين في توفير مساكن وطعام وتسجيل بالمدارس والرعاية الصحية لنابي جابي وزوجته وأطفاله الستة والذين هربوا من أفغانستان أوائل التسعينات وعاشوا هاربين في باكستان لست سنوات قبل وصولهم الى "الحرية" في اميركا حيث سجنوا الى أن تم بحث التماسهم اللجوء. تقول كاثلين انها قابلت تلك الاسرة على باب السجن، وترى أن من الخطأ إيداعهم السجن رغم انهم لم يرتكبوا أي جريمة[c1](4) نانج شارم تونجتايلندتحارب تجارة البشر[/c]نحو غد مشرق في منطقة التلال بين تايلند وبورما (ميانمار) حاليا، تقوم الناشطة في حقوق الانسان نانج شارم تونج (23 عاما) بمساعدة العائلات التي طردت من منازلها على يد الجيش حيث وصل العدد الى 300000 شخص.توفر منظمة تونج الخدمات الاجتماعية والارشاد للأطفال والبالغين أيضا. تقول تونج "علينا نشر الحقيقة عن البورميين، فهم يكذبون على العالم " لأنهم يريدون إزاحتهم عن أرضهم الغنية بالمصادر الطبيعية". عاشت تونج في جو التجارة بالبشر والاستغلال الجنسي حيث تعاني نياتمكار من أسوأ مشكلات التجارة بالبشر في جنوب آسيا.نجت تونج من فخ التجارة بالبشر وأصبحت ناشطة في سن 17 ثم شاركت وهي في سن 31 في كتابة تقرير "ترخيص بالاغتصاب " لصالح لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة وتفخر بأنها لسان حال شعبها وتقول إنه من الصعب التحدث عن معاناة السيدات، ولكن قدرتها ومسؤوليتها تفرض الأمر عليها.[c1](5) اميليا تيلورسيراليونتحارب الحروب[/c]من سيراليون تقول إميليا تيلور (19 عاما) إن الجنود يأخذونك ويغتصبونك ويعاملونك مثل العبيد، وان حاولت دفعهم عنك يقومون بقتلك. عندما كانت في التاسعة، خطفها الجنود من قريتها تونجو وأجبروها على أن تصبح جندية وأن تكون زوجة للقائد وأنجبت ابنها موسى وهي في الرابعة عشرة، ولكنها خاطرت بحياتها بعد سنوات وهربت مع ابنها. ولكن ما زال الحادث يؤرق حياتها ولا تستطيع الحديث عن رحلتها الرهيبة، والآن تواصل اميليا دراستها مع عملها مراسلة وتقدم برنامجا بالراديو ثلاث مرات أسبوعيا تتحدث فيه بصراحة عن الحرب والتشرد وموضوعات أخرى مشابهة بما فيها مصيبة الجنود الصغار، حيث إنه من 1991 حارب 000و10طفل كجنود عبيد. وبرنامجها يتمتع بشهرة واسعة ويتابعه 60 من سكان سيراليون.تقول إميليا إنها وزميلاتها في البرنامج يشكلن منتدى لأطفال أفريقيا لمناقشة آمالهم ومخاوفهم ويوضحن للأطفال أنه يمكنهم بناء مستقبلهم.[c1](6) رابية قديرالصينتدافع عن نساء الأقلية الأثنية[/c]من سجون الصين نتابع مسيرة رابية قدير التي كانت في وقت سابق سيدة أعمال ناجحة في إقليم اكسنجيانج بالصين. أما الآن وهي في التاسعة والخمسين فإنها تقبع في زنزانة السجن، وقد أثرت سوء التغذية والعلاج الطبي على صحتها وهي أم لـ 11 من الأبناء والبنات. في عام 1995 جاءتها دعوة من الحكومة الصينية لتمثل اقليمها في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة التابع للأمم المتحدة. وكانت تلك خطوة للأمام نحو تسامح الصين مع الأقليات الاثنية. ففي أواخر الثمانينات تعرض اليغور- أهل رابية قدير- للاضطهاد على يد السلطات، حيث أغلقت الحكومة المساجد واعتقلت من تظن أنهم أعداء الصين. من خلال تجربتها مع الامم المتحدة كونت رابية قدير حركة الأمهات للترويج لحقوق نساء الأقلية الاثنية. وعقد المنتدى الأول في محالها. في 11 أغسطس 1999 قامت السلطات الصينية فجأة باعتقال رابية قدير وهي في طريقها لاجتماع مع باحث في الكونغرس الاميركي للترويج لبرنامجها.وعند المحاكمة لم يسمح لها ولا لمحاميها بالدفاع وتم اتهامها "بتزويد الأجانب بمعلومات سرية" والتي لا تزيد عن قصاصات من الصحف المحلية أرسلتها الى زوجها صديق روزي المعارض للحكم الأوطقراطي الصيني وكان قد هاجر الى الولايات المتحدة عام 1996.صدر حكم على رابية قدير بالسجن 8 سنوات ولم يرها أبناؤها منذ ذلك حيث قالت لهم " ارفعوا رؤوسكم في الشارع ولا تخجلوا لأنني في السجن " حسب قول ابنتها عقيدة روزي ) 23 عاما(. وتحت ضغط منظمة العفو الدولية خفضت السلطات الصينية مدة العقوبة سنة واحدة، ومن المقرر إطلاق سراحها في العام المقبل تقول رابية قدير إنها تريد الحضور الى الولايات المتحدة بعد اطلاق سراحها حيث ستواصل كفاحها لمساعدة أبناء شعبها في البحث عن السعادة.[c1](7) جانينا أوكويسكامقعدة بولنديةتساعد ضحايا الحروب[/c]بولندا منحت الجائزة للمقعدة بشلل الأطفال جانينا أوكويسكا التي أمضت طفولتها في دار المشلولين. ولم يمنعها الشلل من القيام بواجباتها كاملة. تقول جانينا "لا مجال للشفقة". فالآن وهي في السادسة والأربعين تطبق درس الطفولة وتتابع العمل الانساني، حيث تشارك في المنظمة التي تأسست عام 1994 لمساعدة ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية. وتقول جانينا "نحاول مساعدة الناس وليس قهرهم " وتطلب منهم أن يقوموا بدورهم في إعادة بناء مجتمعاتهم.قامت المنظمة على سبيل المثال في أفغانستان والعراق بتوفير المال والكتب المدرسية لإعادة بناء المدارس، ولكن المجتمع المحلي قام بتوفير العمالة لأنها تعتقد أنه في العمل الانساني لا بد من معاملة الناس كشركاء في العمل كجزء من الدعم لتلك الشراكة من أطفال المدارس البولندية سبق أن تلقوا دعما لوجباتهم الغذائية من خلال برنامج جانينا، تطبيقا لمبدأ الشراكة عند جانينا.[c1](8) حواء آدنالصومالتحارب الختان[/c]في الصومال يتم إجراء الختان لـ 80 من الفتيات قبل سن البلوغ وهو تقليد تحاول الصومال من 50 عاما القضاء عليه. وتحارب حواء آدن محمد (56 عاما) الناشطة في مركز جالكايو للتعليم من أجل السلام والتنمية في بونتلاند بالصومال التقاليد المغالية في المهور والختان، وفي العام الماضي أطلقت حملة "صفر التسامح " حيث تعقد الحلقات الدراسية والورش في أنحاء الصومال مشاركة في التظاهر ضد الختان في الصومال. وقد خرج أكثر من 18000 شخص إلى الشوارع وشارك معهم نائب رئيس الدولة محمد عبدي حاشي وأعلن وسط دهشة الجميع "للنساء حق قول لا ونحن معهم فيما ينادين به ". وتلك أول مرة يقوم سياسي قيادي بمعارضة الختان علناً. تأمل حواء محمد أن تستخدم منحة ماري كلير في مواصلة تعليم النساء والبنات في مجتمعها، وتقول: "لا رجعة الى الوراء. علينا أن نمسك بزمام الأمور في أيدينا ونحارب ".[c1](9) يانار محمدعراقيةتطالب بحرية المرأة[/c]لم تفاجأ يانار محمد (43 عاما) عندما تلقت رسالة الكترونية تهدد بنسفها على يد المجاهدين. فهي تعمل مديرة لمنظمة حرية المرأة ومقرها بغداد، وقبل أسابيع هاجمت القوانين التي تحد من حقوق المرأة- على حد زعمها- أثناء تظاهرة في بغداد، وقا لت أمام الجما هير " لن تكون تلك الفترة سهلة لأعداء المرأة، فسوف نرفع أصواتنا ولن يتمكنوا من الغائها ". بل إنها بعد التهديد بستة أسابيع نظمت تظاهرة من 900 سيدة للغرض نفسه. خلال العام الماضي زادت يانار من أعداد إصدار جريدة "المساواة" من 3000 الى 000و10 نسخة، كما أنها توزع وجودها بين كندا والعراق وأشرفت على إقامة ملجأين للنساء أحدهما في بغداد والثاني في كركوك وقد تؤسس ملجأ آخر بمنحة ماري كلير. والآن ترتدي يانار سترة واقية وتسير في حماية حرس وتحمل مسدسا. وتقول فى ذلك "أنا مقيدة ولا أستطيع الحركة بحرية لأن العمل الذي أقوم به له أعداء كثيرون. ومع ذلك سيستمر عملي".[c1](10) إليناروسياوسوء المعاملة العائلية [/c]الفائزة العاشرة هي إلينا نيكولا ييفنا الروسية، ففي روسيا تموت سيدة كل 40 دقيقة بسبب سوء المعاملة العائلية أي بمعدل 14 ألف وفاة من جراء العنف الأسري.سنوياً وعندما علمت إلينا أن الضحايا لا يجدن سوى 5 أو 6 ملاجىء لحمايتهن في كل روسيا، فقد تطوعت في " التحالف النسائي " في مدينة بارنا بعد أن ألهمتها تجربتها في السنة الماضية وهي طالبة من خلال التبادل الثقافي مع اميركا وتعلمت من أسلوب الحياة هناك وعن الديموقراطية وحقوق الانسان. والآن وهي في السابعة والعشرين، أصبحت المدير التنفيذي للتحالف النسائي لمساعدة 1000 سيدة سنويا في المنطقة حول العنف العائلي بشكل خاص. وتعتبر السنة الحالية مرضية فقد أطلق المركز خطا ساخنا 24 ساعة. وتقوم إلينا بمساعدة فتاة (16 عاما) في اتهامها لموظف حكومي (40 عاما) وقد تحرش بها وبـ 10 فتيات على الأقل جنسيا. وقد حكم عليه في أغسطس 2004 بالسجن 5 سنوات. تقول إلينا "في وقت ما لم اكن أعرف كيفية احتمال وجود تأثير الشخص على الأمور العالمية ولو على المستوى المحلي، والآن أنا هذا الشخص.
|
ومجتمع
أهم عشر سيدات مجهولات يتحدين السلطة لتقديم المساعدات الإنسانية
أخبار متعلقة