وفجأة لم يعد يسمع لأولئك (المتخصصين) جداً في شؤون الإرهاب والتطرف صوت واحد، لاعبر الفضائيات العربية ولا في اللقاءات الإعلامية أو المنتديات الخاصة والنوعية ، ينظرون به علينا حول (ايدولوجيا الجماعات المؤمنة بالدم) كما ( دوشنا ) أحدهم في فضائية عربية - متخصصة هي الأخرى وفقط في الإرهاب ( العربي الإسلامي) لاغير - أو لأشهر ثقيلة علينا بسبب ذلك ( المتخصص ) ذاته؟! .موضة ( التخصص ) والمتخصصين طلعت علينا منذ ما بعد سبتمبر 2001م ، وتألقت أكثر منذ سقوط بغداد بأيدي المحتلين الأمريكان ومن ثم استعار أصحابها أنواعاً مختلفة من الأعمال المسلحة في المشهد العراقي وانفجار بركة دم كبيرة وموجات تقتيل ، تم إخراجها بطريقة توحي وكأن القتلة يمارسون حفلة دم متبادلة لا علاقة لها بالمقاومة أو مقارعة المحتل الأمريكي. كان اصطناع شلال الدم ذاك جزءاً من إستراتيجية الاحتلال وجزءاً من مشروعه الاحتلالي والتمزيقي بحيث يتم التعمية والتعتيم على جهد المقاومة الوطنية التي انخرطت فيها جماعات وتيارات مختلفة - دينية ووطنية وسياسية - والقول إن العراقيين يتقاتلون فيما بينهم ويمارسون الثأرات المذهبية والطائفية ، وتم استقدام رعب وبعبع القاعدة والجماعات السلفية التي زادت المشهد دموية وتخريباً ، وكان السادة ( المتخصصون ) إياهم جاهزين تماماً للتنظير وتكريس غايات وإستراتيجيات المحتل وإلصاق فعل وصفة الإرهاب والتطرف والمذهبية والطائفية بكل ما يحدث، ولم يعد أحد - حينها - يتحدث عن المحتل ومسؤولياته في صناعة هذا المشهد الدموي وإغراق العراق في الفوضى والخراب الشامل. كما لم يعودوا يتحدثون عن الاحتلال والمقاومة المشروعة ، بل عن المذهبية والطائفية وبعبع القاعدة ، فيما كانت المقاومة الوطنية تعمل على الأرض ، وكان الاحتلال وأعوانه يستقدمون القتلة والإرهابيين للتأثير في مجرى الأحداث ، وقد سالت دماء كثيرة لهذا السبب. والمتخصصون أنفسهم كثفوا من عملياتهم وغاراتهم التنظيرية للقول بأن الإرهاب والتطرف الإسلامي هو العامل الوحيد الذي يتحرك على الأرض، وكان المحتل سعيداً جداً بهؤلاء الأغبياء، المفوهون على الفضائيات؟! ولكن ما الذي حدث بعد ذلك ؟ برغم كل شيء ذاب وهم المذهبيات والطوائف وبقي فقط، وأخيراً ، أن المقاومة خرجت واحدة موحدة.. وزال بعبع الصراع المذهبي المفتعل ، وهاهم المتخصصون يلوذون بالصمت فلم يعد أحد يحتاجهم في هذه الأثناء! لن تجد ( متخصصاً )، غبياً ، يحدثك أو يقول لك الآن : لماذا اختفى بعبع ( القاعدة ) مع استعار هذه الحرب الدموية القذرة من قبل العدو الصهيوني ضد أهل غزة وحركات المقاومة الوطنية الفلسطينية؟ ، بل ولن تسمع حساً أو خبراً ، لا عن القاعدة والظواهري وبن لادن ، ولاعن المتخصصين ، وكأنهم شركاء يظهرون معاً ويختفون معاً بأمر سيد واحد!!وأكثر من ذلك لم يظهر متخصص واحد ليقول وينظر لنا أو علينا وعلى المشاهدين هل ما تفعله النازية الصهيونية ومجازر المحتل الصهيوني في غزة يعد ( إرهاباً ) أم لا ؟! هم متخصصون فقط بأشياء أخرى لا تغضب إسرائيل ، أو أنهم أغبياء إلى درجة القرف والخيانة الشاملة (..)
الشراكة المريبة ؟!
أخبار متعلقة