- الاحتلال العثماني في شمال اليمن والاحتلال البريطاني في جنوب اليمن كانا يتنازعان على مناطق متداخلة، وبعد ذلك توصلا إلى اتفاقية وقع عليها ممثلو السلطتين الاستعماريتين في 9 مارس عام 1914م وبموجب هذه الاتفاقية تم تحديد المناطق الواقعة تحت الاحتلال العثماني وتعيين المناطق الخاضعة للنفوذ البريطاني، وعلى أساس تلك الاتفاقية تم تقسيم اليمن الواحد إلى شطرين.. وبفضل الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي تم إنهاء هذه التجزئة وأعلنت قيادات الشطرين الوحدة الاندماجية في 22 مايو 1990م، ولأول مرة تحدث وحدة بهذا الشكل.. فمن قبل كان الشعب اليمني شعباً واحداً يقيم على أرض واحدة ولكن وجدت في بعض المراحل التاريخية استثناءات، مثل دولة تحكم من البيضاء إلى حضرموت أو من تعز إلى عدن أو من إب إلى صعدة ولحج.. وهي استثناءات، كما كان التشطير الذي فرضه المستعمرون العثمانيون والبريطانيون هو الاستثناء الأخير الذي قضي عليه عام 1990م.- الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن كان قد سعى لأسباب وملابسات كثيرة إلى أن يحقق قبل رحيله دولة “الجنوب العربي” لكن اليمنيون الجنوبيون اسقطوا هذا المسعى وحددوا الهوية التاريخية للجنوب بأنه جزء من اليمن الواحد ويقع في الجهة الجنوبية فسموا حركات التحرر الوطني بأسماء مثل جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وبعد إنجاز الاستقلال سموا الدولة “جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية” ثم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” والتي استمرت بنفس التسمية إلى أن تم دمج الشطرين في دولة واحدة هي الآن الجمهورية اليمنية، وقبل أن يتوحد النظامان كان الشعب موحداً على الدوام.- قصدت من هذا الإيجاز في الموضوع تذكير دعاة الكراهية والمناطقية ببعض الحقائق العنيدة.. الذين يشغبون تحت شعارات “السلمي الجنوبي” و “أبناء الجنوب” دون أن يحددوا نسبة الجنوبي أو الجنوب لمن.. وأعرف أنهم لو لم يكابروا لقالوا الجنوب اليمني.. والغريب أن الذين يمضون خلف أولئك من أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني حذفوا في خطابهم كلمة “اليمني” من التسمية الأصلية للحزب الوحدوي الأصيل.
حقائق.. لعناية المناطقيين
أخبار متعلقة