أنور أحمد صالح كثيرة هي الكوابيس التي تعاني منها مدارس عدن ( الميدان العملي ) حيث تجري بداخلها عملية التربية والتعليم وما تواجهه المدارس من الصعوبات البالغة والعراقيل الملازمة المثقلة على كاهل العاملين فيها من إدارات مدرسية وهيئات تدريس وطلاب قد أضعفت من قدراتها وعطاءاتها المبدعة المشهود لها.. وأشد ما تقاسيه مدارس عدن هو الكابوس المالي كظاهرة سلبية برزت نتيجة الإعادة الظالمة في عملية توزيع الحصص من دخولها المالية المعروفة برسوم الطلاب والمقاصف وحرمانها من استحقاقاتها بأقل من بكثير من الحصة المستقطعة لصالح مكاتب التربية وبنسبة 60 % بالإضافة إلى الإلزام المتعسف بحق المدارس بالتعامل مع نظام التوريد والسحب البنكي المشروط بتوريد مبلغ لا يقل عن خمسين ألف ريال مع تثبيت بنكي بمبلغ عشرة آلاف ريال تمنع المدرسة من سحب هذا المبلغ تحت أي ظرف!.. وهذا ما يجعل المدرسة في وضع مأزوم للغاية أفقدها قدراتها على إنجاز مهامها وتصريف أعمالها وأنشطتها بالمستوى المطلوب.. كما ضاعف هذا الكابوس المالي الأعباء المثقلة على كاهل المدارس وبالذات بعد تحميلها المسؤولية عن نفقات النقل والمواصلات والمتطلبات الدراسية ودفع أجرة المنظف وقيمة فاتورة الهاتف ويخشى عدم استثنائها من دفع فواتير الكهرباء والمياه!!.فيا ترى ما هي الحكمة من هذا التعديل الغريب وغير المنطقي.. فهل يعني أن مكتب التربية أكثر حاجة مالية من المدارس بالرغم من الدعم المالي الكامل للدولة؟!.. مع أن المصلحة العامة تتطلب استفادة المدرسة من دخولها المالية المستحقة كاملة وبنسبة 100 %.. إلا إذا كان هناك رأي آخر لدى قيادة مكتب تربية عدن!!.أما الكابوس الآخر والذي لا تزال مدارس عدن تعاني منه بارز بصورة إفقارها من الوسائل والأدوات والمعدات الخاصة بالأنشطة المدرسية وبالذات النشاط الرياضي بمختلف ألعابه وحتى وصل الأمر إلى أن معظم المدارس لا تمتلك أبسط هذه المتطلبات وبما يكفيها من كرات القدم والطائرة والسلة والطاولة وكذلك أدوات ومعدات ألعاب القوى واللعب الذهنية وغيرها من الأنشطة المساعدة في التنمية العقلية والجسدية والروحية للتلاميذ والطلاب.. إضافة إلى اختفاء الفضاءات المدرسية لعدد كبير من المدارس بعد اغتصاب مساحاتها وحرمان طلابها من مزاولة هذه الألعاب إن توفرت أدواتها ومعداتها!!.
|
آراء حرة
كوابيس في تربية عدن
أخبار متعلقة