العراق يصف غارة أمريكية بأنها جريمة وتنتهك الاتفاق الأمني
سكان يشيعون قتلاهم في الكوت بجنوب شرق بغداد يوم الأحد
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الأحد أن السلطات ألقت القبض على ابوعمر البغدادي المتحالف مع تنظيم القاعدة الذي كان مسئولون غربيون ومحللون امنيون يشكون منذ وقت طويل في حقيقة وجوده. وإذا ثبتت صحة اعتقال زعيم ما يسمى بدولة العراق الإسلامية وإذا اتضح انه أكثر من مجرد زعيم صوري فسيكون ذلك ضربة شديدة للمتمردين في وقت ألقت فيه تفجيرات عديدة بظلها على المكاسب الأمنية التي تحققت مؤخرا. وأفاد التلفزيون الحكومي أن البغدادي اعتقل يوم الخميس لكن السلطات العراقية والجيش الأمريكي لم يستطيعوا تأكيد ذلك. ويقال إن البغدادي زعيم دولة العراق الإسلامية وهو وثيق الصلة بالتنظيم الرئيسي للقاعدة في العراق الذي يقوده أبو أيوب المصري المعروف أيضا باسم أبو حمزة المهاجر. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية أمس الأحد عن المالكي قوله أن قوات الأمن العراقية كانت تتعقب (ابوعمر البغدادي) من خلال عناصر وثيقة الصلة به منذ شهرين. وذكر نص مقابلة هيئة الإذاعة البريطانية أن الاعتقال تم استنادا إلى حقائق وأدلة من أشخاص يعرفونه بشكل مباشر وان المعلومات التي استند إليها الاعتقال تؤكد انه هو بالفعل. ويقول بعض الخبراء أنهم لا يزالون غير مقتنعين بان (أبو عمر البغدادي) موجود بالفعل. وظهر البغدادي في أحيان كثيرة متحدثا على المواقع الإسلامية على الانترنت. وتم الإعلان من قبل عن اعتقاله وقتله. وأشار المالكي إلى أن الحكومة تقوم بعملية جمع الأدلة التي تؤكد اعتقالها للبغدادي. وقال إن الناس يتحدثون عن هذه القضية على أساس أنها غير مؤكدة وهذا أمر طبيعي لأن العملية عراقية صرفة و لا يعلم الأمريكيون شيئا عن هذه الأحداث وسيقوم العراقيون بالكشف عن كل التحقيقات. وكان مسئولون عراقيون قد ادعوا في الماضي أنهم القوا القبض على قادة بارزين من القاعدة اتضح فيما بعد انه كان هناك خطأ في تحديد هويتهم. وفي مايو من العام الماضي قال مسئولون عراقيون بطريق الخطأ أنهم القوا القبض على (أبو أيوب المصري) زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين عندما اخطؤوا في اعتبار أن احد جنوده العاديين هو نفسه أبو أيوب. ويقول مسئولون أمريكيون أن (أبو أيوب) لا يزال طليقا. وهدأ التمرد المسلح الذي أطلقه الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 لكن المتمردين يواصلون القيام بهجمات، وقتلت هجمات بالقنابل يومي الخميس والجمعة 150 شخصا واستهدفت في الجزء الأكبر منها زواراً شيعة قادمين من إيران. على صعيد أخر قال مسئول عراقي أمس الأحد إن رئيس الوزراء نوري المالكي يرى الغارة التي شنتها القوات الأمريكية وأسفرت عن مقتل شخصين خلال الليل في مدينة الكوت الجنوبية على أنها جريمة وتنتهك الاتفاق الأمني الثنائي بين الطرفين. وأشار إلى أن المالكي يريد من القوات الأمريكية تسليم المسئولين عن الغارة للمحاكم. وأضاف المتحدث الأمني العراقي اللواء قاسم الموسوي أن المالكي بوصفه القائد الأعلى يؤكد أن مقتل المواطنين واحتجاز آخرين في الكوت يعتبر انتهاكا للاتفاق الأمني. وتابع أن المالكي طلب من قائد القوات متعددة الجنسيات الإفراج عن المحتجزين وتسليم المسئولين عن “هذه الجريمة” للمحاكم. وكان مئات العراقيين قد تظاهروا احتجاجا على القوات الأمريكية أمس الأحد بعد أن قتلت رجلا وامرأة الليلة (قبل) الماضية في مداهمة أدانها محافظ المنطقة. وذكر الجيش الأمريكي انه استهدف مقاتلين من “الجماعات الخاصة” وهو تعبير تعني به الولايات المتحدة ميليشيات شيعية تقول أن إيران تمولها وتسلحها في مداهمة لمنزلهم في وقت مبكر أمس الأحد في مدينة الكوت على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي بغداد. وأثناء مرور موكب جنازة القتيلين في شوارع الكوت ردد المحتجون شعارات غاضبة وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين ووصفوا الأمريكيين بأنهم “محتلون مجرمون”. وقال بيان آخر للجيش الأمريكي أن الحكومة العراقية وافقت على العملية. لكن الرائد عزيز لطيف الأمارة آمر قوة الرد السريع بالكوت قال إن كل من استهدفوا في المداهمة أبرياء. واحد المعتقلين ضابط شرطة برتبة نقيب، وقال إنهم أشخاص فقراء ولا يسببون أي مشاكل سياسية أو أمنية. وجاءت المداهمة قبل شهور قليلة من الموعد المقرر لانسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من المدن العراقية، ويمكن القيام بمثل هذه المداهمات بموجب اتفاق الأمن الأمريكي العراقي الجديد لكن بعد موافقة عراقية.