اصلاح المجاري
قضية بناء تحتي لمجتمع متطور وسليم، يجمع عليه الكل بأنه شرط ضروري لأية تحولات اقتصادية/ اجتماعية حقيقية،، ومع هذا فان ماجرى تنفيذه حتى الآن، لانكاد نلمسه ونشعر به، رغم المنح والقروض والإعلانات المجانية المقدمة من الخارج، وكذا وجود اعتمادات متوافرة من عام لآخر، لاقامة البنية التحتية الجديدة، وتحديد القائم منها، وبالذات في عدن، المدينة التي عرفت المجاري قبل أية مدينة اخرى في اليمن.فبدون شبكات مجاري صحية، سنظل معرضين لأمراض عدة، ليس الملاريا آخرها، كما هو الحال في العديد من مدننا، فما بالنا في الريف الذي شهد مباني حديثة تتضمن حمامات ولكن "البيارات" الفردية، صارت تجلب كل الأمراض للمواطنين في الريف والمدينة على السواء، ونحن هنا ضد الطابع المزاجي والانتقائي في تجديد شبكات المجاري بالذات في عدن، فمثلاً جرى تجديد هذه الشبكة في شعب العيدروس والطويلة وحافة حسين وحافة القاضي وغيرها، وبقى مركز المدينة الممتد من فندق الجزيرة إلى عند البنوك مهملاً ومنسياً حتى هذه اللحظة.و"الجلالي" حيث توجد شبكة المجاري خلف المنازل، تحولت إلى مستنقعات يعشعش فيها الذباب والبعوض وحشرات ضارة اخرى، واصبحت المنازل مهددة بالسقوط في أية لحظة جراء تشربها مياه المجاري المكشوفة لفترة طويلة، تمتد إلى أكثر من عقدين من الزمن .. فإلى متى يظل هذا الوضع المزري والمؤدي .. وهل هو إهمال متعمد .. ولماذا؟مع ان السكان واصحاب المتاجر يدفعون الضرائب ورسوم البلدية ورسوم خدمات المجاري المخربة والتي صارت مصدر ضرر كبير على أوضاعهم الصحية.كما أن رصف الممرات جرى في العديد من أطراف المدينة "كريتر" مديرية صيرة إلا أن مركز المدينة أو ما يسمى بالميدان أو الحي التجاري سابقاً حي الكبسي، وسوق الجملة سابقاً، ليس موضوع اهتمام من قبل جهاز الصرف الصحي والمجاري.حتى هذه الاضاءة الجديدة، لم تشمل حتى الآن "الزغاطيط" الموجودة فيما بين شارع الحدادين وسوق البهرة، وسوق الاتحاد، وسوق الحراج، وسوق الطعام، وشارع السيلة، في كريتر وكذا عدم تجديد كيبلات كهرباء والمياه فقد وردت الوعود في البرامج الانتخابية لعضوية المجالس المحلية وغيرها، بأن ذلك كل مهمة مباشرة للمجالس المحلية، نتمنى أن لا ننتظر كثيراً.