اضرار عوادم السيارات
إعداد/ عمر عبدربه السبع إن الملوثات الغازية الصادرة من عوادم السيارات تتعرض للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس فتحدث تفاعلاً كيميائياً ضوئياً ينتج عنه تكوين مايعرف بالضباب الدخاني ( الضبخان) القاتم اللون والذي يبقى معلقاً في الجو لفترات طويلة مسبباً الكثير من الاضرار الصحية للسكان.ان وسائل النقل والمواصلات الميكانيكية رغم اهميتها الحيوية في حياة الانسان اليمني، إذ تشير احصائيات مصلحة الجمارك للعام 2001م ان عدد الآليات والمركبات في اليمن قد بلغت حوالي مليون وربع مليون مركبة ووسيلة نقل حكومية وأهلية منها 12% فقط جديد والباقي يمثل نسبة 88 % مستعملاً بين متوسط وردئ جداً ، إلا ان هذه تقدر الملوثات الناتجة عنها بـ 80 % من حجم ملوثات الهواء الكلية من الغازات السامة المنبعثة من احتراق البنزين والديزل وقد اثبتت الابحاث العلمية ان كل سيارة صغيرة تضيف للبيئة 60 مترا مكعبا وتضيف سيارات النقل الكبيرة 120 مترا مكعبا من غازات العادم كل ساعة شغل..ان طبقات الهواء السفلية الطبيعية تتكون من بخار الماء وهواء جاف فيه نسبة غاز النيتروجين 78 % ،نسبة غاز الاوكسجين 21 % و0.9 % غاز الاراجون والنسبة المتبقية خليط من غازات ثاني اكسيد الكربون والنيون والهليوم والهيدروجين والميثان .. بيد ان انسان العصر الحديث دمر بيئة الغابات واستخدم اخشاب الشجر كوقود وطغى بعمرانه على المسطحات الخضراء ، وضخت مصانعه ووسائل راحته المعتمدة على البنزين والديزل ادخنتها الضارة على البيئة فأخل توازنها ورفع من تركيزات الغازات الناجمة عن الاحتراق ،فمنها من سبب الاحتباس الحراري كغاز ثاني اكسيد الكربون ومنها ماهو ضار بصحة الانسان والكائنات الحية الاخرى كأكاسيد الكبريت واكاسيد النيتروجين واول اوكسيد الكربون والجسيمات العالقة في الهواء والرصاص .. فمن الطبيعي ان تكون هذه التركيزات المؤثرة في طبقات الهواء ذات تأثير سلبي على صحة الانسان على وجه الخصوص..فقد قسم علماء الصحة ملوثات الهواء الى خمس مجموعات حسب نوعها وتأثيرها الفسيولوجي على الانسان..1- المواد المهيجة : وهي التي تحدث التهابات في الجهاز التنفسي والقصبات الهوائية وتهيجات في الاغشية المخاطية وملتحمة العين كغاز ثاني اكسيد الكربون وغاز كبريتيد الهيدروجين ذي الرائحة النتنة والمنبعث من تحلل المواد العضوية مثل مياه الصرف الصحي..2- المواد الخانقة : وهي المواد التي تتداخل مع عمليات الاكسدة في انسجة الجسم المختلفة واخطرها غاز اول اكسيد الكربون المنبعث في الغالب من عوادم السيارات ومن احتراق الفحم إذ يتحد هذا الغاز عند استنشاقه مع الهيموجلوبين مكوناً كربوكسي هيموجلوبين وبذلك يمنع الاكسجين من الاتحاد مع الهيموجلوبين وتكمن هنا خطورته وسمته بأن يحرم جسم الانسان من الحصول على الاوكسجين.3- المواد المخدرة : كالمواد الكربوهيدروجينية المنبعثة ايضاً من عوادم السيارات اذا تحدث تأثيراتها على كامل جسم الانسان من خلال امتصاصها في الدم وتخفيضها جزئياً لضغطه مما يؤدي الى ضعف المجموع العصبي المركزي في المخ..4- المواد السامة: وهي المواد التي تؤثر على المجموعة الدموية مباشرة كالمواد الكربوهيدروجينية التي تحدث ضرراً عضوياً بالجهاز الهضمي والكحول الميثيلي ذات الثآثير السام على الاعصاب والرصاص المنبعث من عوادم سيارات الديزل الذي تستخدم مركباته لزيادة معدل الاوكتان ويسبب الصداع والضعف العام وقد يؤدي للغيبوبة والى حدوث تشنجات قد تؤدي للوفاة.5- المواد الصلبة العالقة: كالغبار الذي يحدث تليفات في الرئة والاتربة الناعمة التي تسبب امراض الحساسية وغبار السخام المنطلق من عوادم السيارات وعن احتكاك الاطارات بالارض ذات الحبيبات الدقيقة والتي تخترق الاغشية المخاطية في الانف والقصبة الهوائية وتستقر في الرئة فتسبب امراضا سرطانية وتقلل من العمر الافتراضي للانسان والرصاص الذي يؤثر على وظائف المخ ولاسيما عند الاطفال كما يحل محل الكالسيوم في العظام.إن الحد من ظاهرة تلوث الهواء والمحافظة على البيئة وتحقيق التوازن البىئي يتطلب استخدام العلم والتقنية للقضاء على مخلفات وعوادم التقنيات التقليدية .. فدول الغرب تفرض على صناعة السيارات تزويد منتجاتها بمرشحات لاقتناص ذرات السخام الصغيرة والمرشحات الضارة الاخرى.. وتعمل الشركات بشكل دؤوب مواد بديلة وصديقة للبيئة وتفرض بعض الدول النامية برامج دورية للفحص الفني للسيارات والمركبات واستخدام الطاقة البديلة والنظيفة لخفض نسبة التلوث الى حدوده الدنيا..واليمن قد فرضت قيوداً لمنع دخول السيارات المستخدمة والمستغنى عنها من دول الجوار الى اليمن.. وارست قوانين للحد من استيراد سيارات الديزل ووقعت اتفاقيات دولية في مجال صحة البىئة وتحث وتساهم في زرع النباتات والمسطحات الخضراء والحدائق للحفاظ على دورة الحياة..