بيروت/ وكالات:تعتز المطربة التونسية لطيفة بحبها للبنان، لا تفوّت مناسبة الا وتتحدث عن اهله وشعبه. واذا ما ابتعدت عنه فترة عادت اليه وهي مشتاقة الى حضنه الدافئ. وقبيل خلودها الى السرير وعندما تؤدي صلاتها اليومية تذكر لبنان وتدعو له بكل الخير، كما تقول. وتطل لطيفة قريباً في عمل غنائي جديد يترجم كل هذا الحب الذي تكنه للبنان، وقد جمعت فيه احدى عشرة اغنية بينها ثمان لحنها زياد الرحباني، فجاء العمل لبنانياً بامتياز.لماذا زياد الرحباني؟ لأنني معجبة بألحانه، تقول لطيفة التي بدأت تحضر معه لعملها هذا منذ اواخر التسعينات. وتضيف: لقد سعيت للعمل مع زياد، وهو ابن مدرسة الرحابنة التي يحلم كل فنان بدخولها. وتوضح الفنانة الشغوفة بأعمال الرحابنة منذ صغرها، وقد تعاونت قبل نحو سنة مع احد عمالقتها منصور الرحباني في مسرحية حكم الرعيان، انها عندما تعمل في كنفهم تشعر بأنها تتمسك اكثر بالفن وتزهد بالحياة. هناك شعرة تفصل ما بين الواقعية والزهد والحلم وأنت تعمل وسط هذا العالم السحري، عالم الرحابنة (...) انها مدرسة راقية اروع واسمى مما كنت اتخيل. وعما اذا كانت تحضر لتعاون جديد معهم قالت: ان شاء الله، الخير لقدام. وكانت لطيفة قد انتهت اخيراً من تصوير اغنية بنص الجو من شريطها الجديد تحت ادارة سعيد الماروق الذي حاول بكاميرته الذكية اضفاء احساس زياد الرحباني المسرحي على الاغنية وهي من تأليفه وتلحينه وتتوجه الى شباب اليوم بلغتهم البسيطة وبكل جرأة، فتعرض ما تعيشه فئة منهم وتدفعهم الى التشبث بالتقاليد الشرقية ودائماً على طريقة زياد غير التقليدية وباداء مفعم بالأحساس من لطيفة التي تقول: عندما عرض علي زياد الاغنية كان خائفاً ان ارفضها لأنها جريئة ولكن وافقت عليها فور سماعي اللحن والكلمات. وتضيف مبتسمة: زياد ليس اجرأ مني والمعروف عني اختياري لمواضيع لافتة خارجة عن المألوف تتناول الاشياء كما هي وبلغة الناس البسيطة والواضحة مثل يا ابيض يا اسود، حبك هادي وغيرها. اردت ان احذر شباب اليوم من الانغماس بالعادات الغربية، فهي ليست من عاداتنا ولا من شيمنا... فأنا اخاف على هذا الجيل من الانجراف خصوصاً انه جيل ذكي، واع وفطن مما يجعله معرضاً اكثر من غيره لا سيما انه يملك حب المعرفة. وتضيف: صحيح ان كل الشباب لا بد ان يمر في مرحلة اثبات الذات، انما عليه ان يتمسك بحب الانتماء وبالعلم وليس بالجهل. واكدت ان الجميع يشاركون في تحمل مسؤولية انجراف شباب اليوم بالتيار الغربي بدءاً بالاهل والاعلام وصولاً الى الفنان نفسه. وتقول: احزن عندما ارى صبايانا يتعرين ليشتهرن فأين هن من رسالتنا الحقيقية، رسالة المرأة العربية الوقورة والام البناءة. وعن مواضيع الموسيقى التي يتضمنها الشريط الجديد تقول لطيفة: انها ترضي جميع الاذواق ففيها الرومنسي، الايقاعي، التكنو، الاوكسترالي، المصري البلدي والتخت الشرقي مثل اغنية أمّن لي بيت، والهادئ كأغنية خدني معك يا حب للشاعر طلال حيدر وعاشقانه التي تحاكي مصر بلدي الثاني والتي كتبها الياس ناصر حباً وعشقاً بالنيل، اضافة الى اغان اخرى لمحمد رفاعي، شريف تاج، مروان خوري وجان ماري رياشي. وتعتبر لطيفة احدى الفنانات القليلات اللواتي يعبرن عن موقفهن السياسي بوضوح. وفي اول زيارة لها للبنان بعد حرب يوليو (تموز)، توجهت الى الضاحية الجنوبية لبيروت التي دمرت اجزاء منها في القصف الاسرائيلي الاخير، وراحت تلملم كتب الاطفال المحروقة بين الانقاض والركام مؤكدة ان احداً لا يمكنه قهر ابناء الوطن الواحد. وأعلنت انها ستشتري قريباً مسكناً في هذه المنطقة، وقالت: قريباً جداً سأنتقل للعيش في الضاحية ومع قيام اول بناء جديد فيها، وننتظر انا ومجموعة من اصدقائي الذين سيقدمون بخطوة مماثلة هذه اللحظة بفارغ الصبر لنقف بجانب هذا الشعب الكريم. وعما اذا كانت مواقفها السياسية مقدمة لدخولها العمل السياسي اكدت ان المجالين الفني والاجتماعي هما افضل بكثير من السياسي لأن من يتمسك بكرسيه من بين اهل السياسة يخاف الوقوع اذا ما مال به الكرسي يميناً او يساراً. وأضافت: لا طموحات سياسية لدي انما نعم احب ان استمر في التواصل مع الناس عبر العمل الخيري، والجمعية الخيرية التي اسستها اخيراً هي خير دليل على ذلك. ورأت ان الفن الاصيل والحقيقي هو الذي يتبنى اهله مشكلات الناس وأعمال الخير. وعن الشخصية العالمية التي تتمنى ان تلتقيها يوماً ما وتتحدث معها عن السلام اجابت السلام! سلميلي عالسلام! ولا ارغب في التحدث الى اي فرد عن السلام لأن الشعوب وحدها تصنع السلام وتحققه. وعن موجة الاغاني الوطنية التي برزت اخيراً اثر اندلاع الحرب اعتبرت لطيفة اذ كل فنان قدمها هو مشكور وانها شخصياً شاركت في أوبريت الضمير العربي، ان غالبية تلك الاعمال كانت جيدة ولكنها ليست رائعة، وافضلها اغنية ملحم بركات ونجوى كرم. وعما اذا كانت تنوي تقديم ثنائي غنائي مع احد ردت لطيفة انها قدمت اغنية ثنائية في الماضي بعنوان القوس مع كاظم الساهر، وهي تفضل ان يكون هذا النوع من الاعمال في اطار هدف ما او مناسبة معينة. اما عن موجة برامج المسابقات الفنية التي خرجت عدداً من الفنانين فقالت: لم يكن الفن يوماً طبقاً سريعاً باستطاعتنا تحضيره في فترة وجيزة، فالبعض يعتقد ان الفن مهنة سهلة بينما هي في الواقع تتطلب عملاً مضنياً وثقافة موسيقية كبرى. اما عن مشاريعها الجديدة فكشفت انها في صدد التحضير لاطلاق البومها الجديد، وكذلك درس سيناريو فيلم سينمائي سيكون ثاني اعمالها في هذا المجال بعد سكوت حانصور بادارة المخرج المصري الكبير يوسف شاهين.
|
رياضة
لطيفة: زياد ليس أجرأ مني.. والرحابنة عالم فيه الواقعية والحلم
أخبار متعلقة