من اليسار الراحل عبدالقادر خضر، أنور خان، نجيب مقبل، علي حيمد، محمد صالح الشعبي وعادل مبروك، في إحدى الفعاليات الثقافية
خالد سيف سعيدوكان للفقيد دور كبير في تدوين وتوثيق العمل الإعلامي والثقافي من خلال مساهماته الفعالة في إصدار مجلة( الفنون) التابعة لوزارة الثقافة بعدن وبعد ذلك حقق الفقيد لنفسه مكانة فريدة ومرموقة في الأوساط الإعلامية والثقافية بإصداره مجلة (النجوم) المتخصصة في كافة النواحي الثقافية وبجهوده الذاتية والمتواضعة استطاع إظهار مجلته إلى النور على الرغم من شحة إمكانياته وكذلك مساهماته في توثيق الأعمال الفنية والموسيقية من خلال تألفه في إعداد وتقديم السهرات الفنية الرائعة بتلفزيون عدن كما يعود له الفضل في اكتشاف العديد من المواهب الفنية الشابة.كانت لقاءاتي بالفقيد رحمه الله أثناء تواجدي في منتدى الباهيصمي ثم تكررت هذه اللقاءات في منتديات الطيب وبن شامخ والباسويد فزادت الصلة وسرعان ماتحولت إلى صداقة والصداقة لا تقوم بين البشر على قواعد من الهوى والانفعالات وانما تقوم على أسس موضوعية ...او مهنية كما في هذه الحالة ولا اخفي عليكم سعادتي حينما عرض علي بان اكتب في مجلته النجوم بعض المواضيع التاريخية المتعلقة بالجوانب الفنية في عدن ووعد بأنه سيضع صفحة خاصة تحت مسمى الجوانب الفنية في صحف عدن التاريخية مما اضطرني إلى الإسراع في كتابة مقالة للعدد وسلمته ولكن كان القدر أقوى من ذلك.وأتذكر أثناء لقائي بالفقيد في منتدى الطيب وأثناء ادراته لأمسية احتفالية للفنان الراحل احمد قاسم حيث عرضت عليه كتيباً صغير الحجم من إعداد وتأليف الفقيد عبدالقادر خضر في منتصف الستينيات فاندهش ثم ابتسم قائلاً من اين أتيت بهذا الكتيب؟ تصدق ياأستاذ خالد ليس لدي نسخة من هذا الكتيب.. ولو تكرمت سأستعيره منك لأقوم بنسخه على آلة (الاسكينر) وفعلاً أعطيته الكتيب وبعد فترة وجيزة أعاده وفي هذا الكتيب الصغير الذي أعده الفقيد عبدالقادر خضر قام بإعطاء صورة موجزة عن الراحل الفنان احمد قاسم وكذلك تدوين أروع القصائد العاطفية والوطنية التي حولها الفنان احمد قاسم إلى أعمال غنائية رائعة كأغنية (خصامك زاد) لأحمد الجابري وانشودة (بالأحضان ياقحطان) لأحمد ناصر الحماطي وغيرها من الأغاني العاطفية والوطنية، وفي الصفحة الاخيرة من الكتيب قصيدة نثرية للفقيد بعنوان “صليب الحب” واسرد لكم بعض مقتطفات هذه القصيدة النثرية.حملت صليب الحب على كتفي .. طفت الشوارع والمنازل... أخبرت الصغير والكبير ان الحب هو الحياة وان الحب هو التسامح والطهر.لكنهم رجموني بالحجارة..غسلوا وجهي بدمائي..وغسلت خطاياهم بدموعي!قتلوا جسدي ولم يستطيعوا انتزاع قلبي الذي لايعرف إلا الحب حملت صليب الحب في ارض الكراهية والحسد.. وصرخت من أعماقي في وجوههم ..لكنهم لم يسمعوني لم يعرفوا صوتي لم يفهموا كلماتي والخ من تلك القصيدة النثرية التي تحتوي على اثنين وعشرين سطراً وفي الغلاف الخلفي تبرز صورة (الفقيد) في ريعان شبابه مع اسطر من الكلمات دونها الفقيد يقول فيها:ياحبيبي الكبيرالحب ليس جريمة ترتكب ولاعيباً يدارىوالاعتراف به لم يكن خطيئةوختاماً سلام ورحمة لروحه الطاهرة بقدر ماقدم وضحى في مشوار حياته المهنية في الإعلام والفن سيظل أبو مجد في قلوب قرائه ومحبيه واصدقائه ساطعاً ومشرقاً على الدوام.. “انا لله وإنا إليه راجعون”.