فيما خطيب جهيماني يهاجم الصوفية ويشكر (الأوقاف) علىدعمه و تسهيل مهمته
عدن/ 14 أكتوبر:قال الاخ خالد وهبي عقبة مدير عام مديرية صيرة رئيس المجلس المحلي ان قوى ظلامية متطرفة قامت بتدمير مشروع إنارة السلالم المؤدية إلى قلعة «صيرة»، وهو احد مشاريع البرنامج الاستثماري لمحافظة عدن، وبتمويل من برنامج تطوير مدن الموانئ وقيمته مليون دولار.وأوضح الأخ خالد عقبة ان المشروع أسهم خلال المرحلة التجريبية من تشغيله في إحياء المكانة التاريخية والسياحية لقلعة صيرة التي تعد واحدة من أبرز معالم مدينة عدن، بينما يرى المتطرفون أن زيارة الآثار نوع من الشرك، وان السياحة تنشر التنصير والمفاسد.وأفاد عقبة ان المتطرفين بعد ان دمروا مشروع الإنارة بكامله فوجئ الناس بأحد خطباء المساجد وهو يصرخ من على منبر خطبتي صلاة الجمعة أمام المصلين بان إنارة الطريق إلى قلعة صيرة مفسدة عظيمة تفتح الطريق لنشر التنصير والفسوق، في إشارة إلى صلة هذا الخطيب بما حدث للمشروع دون ان تحرك السلطات المعنية ساكناً للتحقيق مع هذا الخطيب، واستبيان صلة ما ورد في خطبته بما حدث للمشروع من عدوان متطرف.وأفاد الأخ خالد عقبة ان هذا المشروع أسهم في إقبال السياح الأجانب والمواطنين والعائلات من جميع مناطق اليمن على زيارة هذا المعلم التاريخي والتمتع بالمناظر الخلابة لخليج عدن من فوق قلعة صيرة التاريخية وهو ما أزعج هذه القوى الظلامية التي ترى في الضوء فسوقاً فتتجه لإطفائه كيما يحلو لها ان تفعل ما تشاء في الظلام.كما روى مواطنون انهم شاهدوا مجموعة من السلفيين ذوي اللحى الكثة والجلابيب القصيرة، وهم يلصقون على الجدران أوراقاً تحذر من زيارة الآثار بذريعة أنها شرك يحاربه الإسلام.إلى ذلك علمت ( 14أكتوبر ) أن خطيباً سلفياً جهيمانيا قدم من خارج محافظة عدن ألقى محاضرة الأسبوع الماضي، في جامع أبان بكريتر هاجم فيها زيارة قبور الآباء والأمهات والأقارب وزيارة قبور أولياء الله الصالحين ووصفها بالشرك، كما حرم الصلاة في المساجد التي توجد بها قبور وذلك تزامناً مع زيارة العيدروس التي ستقام في الجمعة الثانية من شهر ربيع الثاني - أي بعد أقل من أسبوعين. واستغرب المصلون من مدينة كريتر الذين لا يعرفون التيار الوهابي الجهيماني دخول هذه الشخصية التي تخرجت من معهد دماج السلفي الجهيماني في صعدة. والمثير للدهشة أن هذا الخطيب الجهيماني استهل محاضرته التحريضية ضد أتباع الصوفية بتوجيه التحية والشكر لوزارة الأوقاف ومكتبها في عدن اللذين - بحسب قوله - قدما له دعماً وتسهيلاً لمهمته في زيارة مدينة عدن وإلقاء هذه المحاضرة . وفي هذا السياق تساءلت شخصيات اجتماعية في أحاديث أجرتها معها صحيفة (14اكتوبر ) عن مغزى بروز هذه الظواهر التي تستهدف ممارسة الإرهاب الفكري وتعكير السلم الأهلي وإثارة الفتن المذهبية، انطلاقـا من أوهام شيوخ (السلفية الجهادية والدعوية)، الذين يراهنون على إمكانية الاستفادة من إستراتيجية (الفوضى الهدامة)، التي تسعى أحزاب (اللقاء المشترك) وقوى ما يسمى (الحراك الجنوبي) إلى نشرها في شوارع المحافظات الجنوبية بهدف تفكيك الوطن اليمني الواحد، وتمزيق نسيجه الاجتماعي والديني بواسطة تسويق المشاريع الانفصالية، وإثارة ثقافة الكراهية المناطقية والمذهبية بين أبناء الشعب اليمني الواحد.ولاحظ مراقبون سياسيون أن عددا قليلا من خطباء المساجد السلفيين قاموا بالتحريض ضد صحيفة (14 أكتوبر) ورئيس تحريرها وكتابها، وتنظيم اعتصام احتجاجي صغير بدعم من مدير عام مكتب الأوقاف في عدن، أنذروا خلاله الحكومة بمهلة أسبوعين فقط، لإقالة رئيس تحرير الصحيفة ومحاكمة كتابها، وهددوا في حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب بتنظيم اعتصامات أوسع سيشارك فيها (غيرهم)، بحسب تصريحاتهم التي انفردت (الصحوة نت) و(أخبار اليوم) بنشرها يوم الأربعاء الموافق 10 مارس 2010م في وقت متزامن، الأمر الذي جوبه برد فعل تضامني مع صحيفة (14 أكتوبر) من قبل مختلف منظمات المجتمع المدني والصحفيين والمثقفين.ولم يستبعد هؤلاء المراقبون أن يكون الاعتصام المحدود الذي نفذه في ساحة مكتب الأوقاف بمحافظة عدن عشرون شخصـا يمثلون عددا بسيطـا من خطباء بعض المساجد وأنصارهم مجرد بروفة تمهيدية لقياس مدى إمكانية الانتقال إلى خطوات أوسع يتم من خلالها توسيع الاعتصام من خلال انضمام (آخرين) بحسب ما جاء في تصريحاتهم ، وبالتالي تدشين ما يسمى (الحراك القاعدي) في الشارع انطلاقـا من مدينة عدن التي عجزت قوى (الحراك الجنوبي الانفصالي) عن الوصول إليها بفضل وعي أبنائها ويقظة أجهزتها الأمنية، خصوصـا بعد أن قام أحد المقربين من رجال الدين المتعاطفين مع تنظيم (القاعدة) بالترويج عبر بعض القنوات الفضائية لما أسماه انتقال «القاعدة» من النشاط السري إلى ما أسماه (الحالة الجماهيرية) والنزول إلى الشارع عقب قيام الأجهزة الأمنية بتشديد ضرباتها الاستباقية ضد أوكار الإرهاب في بعض المحافظات اليمنية، وبالتزامن مع قيام خطباء المساجد السلفيين وبعض التائبين من أعضاء (القاعدة) بتوظيف إحدى خطب الجمعة في مساجد بعض المحافظات للتحريض ضد الحملات الأمنية على (أوكار القاعدة)، وإعلان تضامنهم مع من أسموهم (المجاهدين)، وصولا إلى توجيه الاتهام الصريح للدولة بتنفيذ ( مخططات أمريكا وأوروبا التي تستهدف محاربة أتباع القاعدة، حتى ولو كانوا قاعدين في بيوتهم وكهوفهم ) بحسب ما جاء على لسان واحد من أبرز شيوخ الجماعات السلفية في حديث أدلى به لصحيفة (إيلاف) الأسبوعية قبل شهرين، عبر فيه عن استنكاره لقيام الأجهزة الأمنية بتوجيه ضربات استباقية لأوكار «القاعدة» في بعض الكهوف الجبلية بمحافظتي أبين وشبوة، وملاحقة بعض المطلوبين أمنيـا في منازلهم بمديرية أرحب والعاصمة صنعاء ومحافظة مأرب.
قبل الكسر
بعد الكسر
الطريق إلى قلعة صيرة وفيها الإنارة على جانب منه