صباح الخير
من أبرز المشاكل التي تواجه المجتمع اليمني في الوقت الحاضر هو الفهم الخاطئ لما يبثه الإعلام المرئي في القنوات الفضائية، حيث نجد معظم الشباب يمارسون الأخطاء نفسها التي يشاهدوها من أبطال المسلسلات، وهذا ما يعرض المجتمع للكثير من المشاكل التي تؤدي إلى الإخلال بالاستقرار الأمني في المجتمع. بل اننا نجد بعض المراكز الخاصة بالألعاب الالكترونية تستغل طيش المراهقين وتقوم ببت أشرطة مخلة بالآداب، مما يؤدي إلى الانحرافات الأخلاقية للمراهقين.وقد تمكنت إدارة أمن عدن من ضبط العديد من هذه المراكز واحالة مالكيها إلى النيابة العامة وكذلك قامت إدارة أمن عدن بمراقبة القنوات الفضائية ومن يقوم ببث أفلام فيديو غير أخلاقية مستخدماً (الديش) وبثها إلى منازل المواطنين.أن جهود إدارة الأمن في حل هذه القضايا لا تكفي إذا بقيت جذور المشكلة نفسها. والتي تكمن في أنتشار البطالة بين أوسالط الشباب وعدم مراقبة الأسرة لأبنائها عند مشاهدة القنوات الفضائية، إن بقاء الطلاب المنتهين من دراسة الثانوية العامة وبقاءهم عاماً كاملاً دون دراسة في الجامعات، وكذلك دون عمل يؤدي إلى نشر البطالة وبقاء الشباب في الشوارع والاندفاع إلى أعمال مخلة بالأداب مثل مضايقات النساء في الشوارع أو السرقة من أجل الحصول على المال ولبس الملابس الأنيقة والذهاب إلى الديسكو في الملاهي الليلية مقلدين بذلك أبطال المسلسلات الدرامية التي تبثها القنوات الفضائية.وهنا يبرز السؤال لماذا يندفع شبابنا إلى هذه الأعمال المخلة بأمن المجتمع؟! وعلى من تقع المسؤولية ، هل الأسرة وحدها تتحمل مسؤولية تربية أبنائها؟! إذن أين دور الوزارات مثل التربية والتعليم ووزارة العمل والمجالس المحلية؟ لماذا يظل خريجو الثانوية العامة عاماً كاملاً دون دراسة أو عمل؟ ين وزارة التخطيط في وضع حلول لهؤلاء الشباب الذين صاروا أيادي عاطلة عن العمل؟ لماذا لا تكون هناك فترة خدمة مدنية يشغل فيها هؤلاء الشباب حتى يحين موعد قبولهم في الجامعات؟!إن اندفاع هؤلاء الشباب بتقليد أبطال المسلسلات والفهم الخاطئ للبرامج الإعلامية أصبح يعرقل الهدف السامي للتقدم التكنولوجي الذي نتصوره مثل شجرة على جانب الطريق يستفيد البعض من ثمرها ومنهم من يضيق بها ويعتبرها عقبة على الطريق ويسئ استخدامها.ان الدور الإعلامي الذي تلعبه وسائل الإعلام يمنح الإنسان قدرة في التفكير بذاته وهو الذي تجعله يميز بالقدرات العقلانية والالتزام الأخلاقي، لكن البطالة وبقاء الأيادي عاطلة عن العمل تدفع الشباب إلى أخذ الجوانب السيئة من هذه القنوات الفضائية فلماذا تكون البطالة فأس يمزق أيادي الشباب عن العمل أو التفكير بالمستقبل الأفضل.؟تلك بعض الأسئلة التي نوجهها إلى الجهات المختصة وأملنا كبير في إيجاد حلول لمشاكل شبابنا الذين يعانون مخاطر البطالة التي تؤدي إلى الإخلال بأمن المجتمع .