سيئون/نصر باغريب:قام المشاركون في الندوة العلمية العالمية عن الأديب والمفكر علي أحمد باكثير (السيرة ـ الريادة ـ الإبداع/ 1910م - 2010م) التي نظمتها جامعة عدن خلال يومي 22 - 23 ديسمبر2010م، أمس الجمعة بزيارة استطلاعية لمدينة تريم بمحافظة حضرموت، وتعرفوا على معالم المدينة التاريخية ومساجدها العتيدة العامرة التي يزيد عددها على ثلاثمائة وستين مسجداً.وطاف المشاركون في الندوة من الباحثين اليمنيين والعرب والأجانب في أرجاء تريم الغناء واستنشقوا فيها عبق التاريخ التليد وتعرفوا على مرابع جهابذة تريم كالإمام الحداد، والجنيد، والسقاف...، والقائمة تطول عن علماء تريم الذين نشروا العلم ودعوا إلى دين الإسلام وحملوا رسالة التسامح والاعتدال إلى مشارق الأرض ومغاربها.كما قام المشاركون في الندوة من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، وبنجلاديش، والأردن، ناهيك عن أساتذة وباحثين من جامعة عدن والجامعات اليمنية الأخرى، ومن الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بزيارة لرباط تريم ودار المصطفى وبعض القصور والديار التاريخية القديمة بتريم كقصور وديار السادة آل الكاف وآل بن يحيى، وآل الجنيد، وآل الشيخ باغريب.وقد عبر المشاركون عن سعادتهم بما شاهدوه من تراث أصيل وحضارة زاهرة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ ولازالت وارفة بنور العلم والمعرفة والخير في الحاضر.. داعين الجهات المعنية إلى إيلاء المدينة اهتماما اكبر خاصة وأنها أضحت مركز جذب ثقافي وعلمي عالمي بعد إعلانها عاصمة ً للثقافة الإسلامية.وكانت الندوة العلمية العالمية عن الأديب والمفكر/ علي أحمد باكثير (السيرة ـ الريادة ـ الإبداع قد اختتمت أعمالها العلمية والنقاشية أمس الأول الخميس في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وهدفت إلى إحياء ذكرى ميلاده المائة عرفانا بدور هذه الشخصية اليمنية الفريدة في الساحتين العربية والإسلامية. وتزامن عقد الندوة التي نظمتها جامعة عدن على مدى يومين مع يوم ميلاد الأديب والمفكر علي احمد باكثير وكذا مع فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م ، بمشاركة نحو 400 أديب وباحث وكاتب وأكاديمي من اليمن ومصر والإمارات والسعودية والأردن وبنجلاديش. وكان المشاركون قد قاموا خلال زيارتهم لمدينة تريم أمس الجمعة بزيارة إلى مكتبة الأحقاف للمخطوطات التي تعد حالياً من أبرز دور الكتب العلمية في تريم، بل في حضرموت واليمن عموماً، وتحتوي على مجموعات من الكتب المطبوعة والمخطوطة، يقدر عددها بنحو خمسة آلاف مخطوط، جمعت من مكتبات الأسر التريمية التي اهتمت بالعلم منذ القدم.وتعود معظم المخطوطات إلى القرن الخامس الهجري، وأهمها ( المخطوط رقم 2468)، وهو نسخة من الجزء الثاني من كتاب القانون في الطب لابن سينا (428هـ الموافق1036م) وبها حواش منقولة من نسخة المؤلف.وكان الدكتورعبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن رئيس اللجنة التحضيرية العليا للندوة قد أوضح في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للندوة العلمية أن أهمية هذه الندوة تتحدد في تناول واحدة من عطاءات الهامة والقامة الكبيرة علي أحمد باكثير . ونوه الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور إلى الأهمية العلمية لإحياء جامعة عدن لذكرى مئوية علي أحمد باكثير في مدينة سيئون التي قضى فيها جزءاً هاماً من حياته وشبابه .. مشيراً إلى أن للاحتفاء بهذا العلم الكبير مذاقاً خاصاً حيث يعود باكثير لمواقعه الطبيعية. وقال: “نريد من هذا الجيل الشاب التعلم منه معنى العصامية والإبداع في ظروف معقدة، فباكثير مفكر ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العربي والعالمي، وأعماله العلمية شاهدة على ذلك”. ولفت الدكتورعبدالعزيز صالح بن حبتور إلى أن جامعة عدن منذ أربع سنوات تحتفي برموز الأمة وتعيد إنتاج أعمالهم وتناقش أعمالهم وأفكارهم ومشاريعهم التنويرية التي بدأوها في أزمنتهم بهدف توثيقها ومناقشتها والتعلم منها كرسالة أرادت الجامعة أن تبعثها لكل المؤسسات العلمية في الداخل والخارج على حدٍ سواء. واستعرض رئيس جامعة عدن إنجازات باكثير الأدبية والفكرية ودفاعه عن الأمة بكاملها ومحاولاته في تمثل فكر توحيدها من المحيط إلى الخليج على أسس إنسانية واستلهامه من خلال أعماله ورؤيته الأدبية الرائعة إيقاظ الوعي لدى هذه الأمة الإسلامية المنتشرة في كل بقاع العالم، فضلاً عن نبوءته بقضية الوحدة اليمنية المباركة التي نفرح نحن في هذا الزمن البهيج بتحقيقها والتي كانت الخلاص من كل مآسي التشطير. وطالب رئيس جامعة عدن بتأسيس مركز علمي لباكثير يهتم بتراثه ونتاجاته الأدبية والفكرية واستحداث جائزة دولة رسمية تسمى جائزة الأديب والمفكر باكثير تمنح للمبدعين في مختلف مجالات الأدب وبتسمية أحد شوارع مدينة سيئون باسم القامة الأدبية الشامخة باكثير. وشهدت مدينة سيئون مساء أمس وأمس الأول أمسيتان ثقافية وفنية وجلسة دان حضرمي شارك فيها كوكبة من الأدباء والكتاب وشعراء الدان الحضرمي ومن أساتذة جامعة عدن، وذلك على هامش فعاليات الندوة العلمية الدولية لذكرى مئوية الأديب علي أحمد باكثير.وتضمنت الأمسيتان اللتان حضرهما وزير الثقافة ورئيس جامعة عدن، باقات من قصائد وأشعار ومواويل الدان الحضرمي الذي يزخر به الموروث الثقافي بحضرموت. وقدمت في الأمسية قراءات مختارة من قصائد الأديب الراحل علي أحمد باكثير وقصائد أخرى لعدد من الشعراء والمبدعين، وأطرب الفنان سعيد عبدالخير والفنان أحمد بن عثمان الحضور بأعذب الألحان. وكان المشاركون في الندوة قد قاموا يوم أمس بزيارة استطلاعية لمدينة شبام حضرموت وتعرفوا عن قرب على عظمة العمران في هذه المدينة التي تعد أقدم ناطحات للسحاب في العالم، بل أقدم مدينة كبيرة تبنى من الطين ولازالت قائمة حتى الآن.