في عام 1904 ولدت أم كلثوم بقرية "طماي الزهايرة" مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية وأطلق الأب على مولودته اسم "أم كلثوم" تبركاً بالسيدة "أم كلثوم" إحدى بنات الرسوم صلى اللّه عليه وسلم.. والكلثوم في اللغة العربية هو الحرير الذي وضع في رأس العلم.. فقد اتقنت أم كلثوم ترديد القصائد والموشحات التي سمعتها من الوادها الشيخ "إبراهيم البلتاجي" الذي كان يعمل مؤذناً لمسجد القرية وكانت تنافس أخاها "خالد" في سرعة الحفظ.والتحقت أم كلثوم بكتاب القرية وأستمعت لأول مرة إلى الفونوغراف في بيت العمدة وكان أول صوت استمعت إليه عن طريقه هو صوت الشيخ "أبو العلا محمد" في قصيدة "أفديه إن حفظ الهوى أوضيعا" بدأ والدها يأخذها ضمن بطانته الغنائية في حفلاته بانتظام وحفاظاً على التقاليد الشرقية وكانت ترتدي أم كلثوم الكوفية والعقال والبالطو مثل أخيها خالد.وفي عام 1919م زارت أم كلثوم لأول مرة القاهرة لإحياء ليلة الإسراء والمعراج في قصر عز الدين الواقع في ضاحية "حلوان".وفي عام 1920م غنت أمام الشيخ زكريا أحمد الذي صادف وجوده في السنبلاوين بالمنصورة لإحياء ليالي رمضان فدعاها لحضور لياليه طوال الشهر لإعجابه بصوتها وفي عام 1923 كانت زيارتها الثانية للقاهرة بدعوة من الشيخ أبو العلا محمد الذي تعهد برعايتها فنياً بعد أن استمع إلى صوتها في أغنية "أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا" وقدم لها أول ألحانه لتغنيها.. أما في عام 1924م التقت أم كلثوم بالشاعر أحمد رامي والفنان "محمد القصبجي" وسلجت أول اسطوانة بصوتها لحساب شركة "أوديون" وفي عام 1925م كان لها اللقاء مع محمد عبدالوهاب في أغنية "غاير من الليل هواكي"، ولم يعجبها اللحن ولم تغنه.. ففي عام 1931م توفى والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي عام 1932 ظهر الميكرفون لأول مرة ولم تقتنع به أم كلثوم فرفضت استخدامه وقذفته من فوق خشبة المسرح فسافرت أم كلثوم عام 1934م إلى باريس لأول مرة وتعاقدت مع شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات للغناء لمدة ساعة يومياً من العاشرة حتى العاشرة والنصف مساءً ثم في الحادية عشرة حتى الحادية عشرة والنصف مساءً بأجر وقدره خمسة وعشرون جنيهاً عن الحفل الواحد وبدأت أم كلثوم في عام 1935م تصوير أول أفلامها "وداد" فشاء القدر أن ينجح فلمها ويفشل فيلم "منيرة المهدية" الذي كان يحمل عنوان "الفندورة" وأن تختفي منير المهدية عن الأضواء.وفي عام 1936م قامت كوكب الشرق بتصوير ثاني أفلامها "نشيد الأمل" بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمها الأول "وداد" وفي عام 1940 عرض فيلمها الثالث "دنانير" لسينما استديو مصر.في عام 1942م شب الصراع بينها وبين محمد عبدالوهاب على رئاسة نقابة الموسيقيين التي تأسست في العام نفسه وتفوز بها "أم كلثوم" ويتم عرض فيلمها الرابع "عايدة" بسينما استديو مصر وقد حصل فيلمها هذا في عام 1944م على وسام الكمال من الملك فاروق بعد حضوره حفلاً أحيته أم كلثوم بالنادي الأهلي.وفي عام 1945م عرض فيلمها الخامس "سلامة" بسينما استديو مصر وعرض فيلمها السادس والأخير الذي حمل عنوان "فاطمة" عام 1947م في سينما استديو مصر وفي عام 1950م تم انتخابها نقيبة للموسيقيين للمرة السابقة بالتزكية.أما في عام 1952م أصيبت أم كلثوم بمرض الغدة الدرقية وسافرت على أثره الى أمريكا للعلاج على نفقة الحكومة الأمريكية.توفي أخاه خالد في عام 1953م خلال رحلة العلاج كما ثم اختيارها عضواً شرفياً في جمعية مارك لوين الأمريكية الدولية.. وقد تزوجت في عام 1954م من الدكتور/ حسن الحفناوي وهو أستاذ بكلية الطب في جامعة عين شمس الذي كان أحد الأطباء المشرفين على علاجها.في عام 1956م غنت أم كلثوم "ما أحلاك يامصر" وذلك كان بمناسبة تأميم قناة السويس وتحويل أغنيتها "واللّه زمان ياسلاحي" الى نشيد قومي في أعقاب العدوان الثلاثي ثم تصبح السلام الجمهووري فيما بعد وقد تبرعت أم كلثوم بعشرة آلاف جنية لإعادة تعمير مدينة بورسعيد بعد العدوان.تلقت في عام 1957م دعوة من البرلمان لحضور افتتاح دورته الجديدة كما تلقت عام 1958م دعوة من الاتحاد السوفيتي للزيارة والفحص الطبي في موسكو كما انها تعرضت في العام نفسه لحادث كاد يودي بحياتها عندما اصطدام أتوبيس بسارتها في شارع الهرم. وفي عام 1960 كان بداية تعاملها مع بليغ حمدي في أغنية "حب أيه" فازت أم كلثوم بجائزة الدولة التقديرية في عام 1968م عرفاناً بدورها إلا أنها تنازلت عن قيمة الجائزة لصالح صندوق معاشات الفنانين.. وفي عام 1972م غنت أم كلثوم أخر أغنيه لها وهي "يامسهرني" من ألحان "سيد مكاوي" وقد أحيت عام 1973م حفلاً كان بمثابة الحفل الأخير لها بعدها بدأت رحلتها مع المرض.توفيت أم كلثوم عام 1975م في الثالث من فبراير بمستشفى المعادي وقد شيع جثمانها في موكب شعبي ورسمي مهيب في يوم الأربعاء الموافق الخامس من فبراير. اعداد/ داليا عدنان الصادق
|
ثقافة
السيرة الذاتية لكوكب الشرق "أم كلثوم"
أخبار متعلقة