في دراسة علمية حديثة عن معارف واتجاهات الشباب نحو تنظيم الأسرة
[c1]* هناك تباين في مستويات المعرفة عن تنظيم الأسرة حسب النوع والإقامة [/c]متابعة / شوقي العباسيإن قرار تحديد وقت الإنجاب هو حق من حقوق الانسان يجب أن يتمتع به كل فرد ، ومن المهم أن يعرف الاشخاص أهمية تنظيم الأسرة ، إذ أنها تؤمن الوقت الكافي للأم لاستعادة صحتها وقدرتها الجسدية والنفسية بعد أعباء الحمل والولادة، وتجنب الحمل المبكر والمتأخر ، وإعطاء الطفل القدر الكافي من الرعاية والحنان والاهتمام ، بالاضافة إلى الرضاعة الطبيعية ، أما بالنسبة للأب والأم ككل فتخفيف العبء المادي والنفسي عليهما من الفوائد المهمة لتنظيم الأسرة. وقد تناولت الدراسة التي أجرتها الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان ، بالتعاون مع وزارة الشباب مؤخراً ، واستهدفت عينة من الشباب والشابات في عدد من المحافظات ، معرفة اتجاهاتهم ومعارفهم عن عدد من القضايا التي تهمهم ومنها قضية تنظيم الأسرة، حيث أظهرت النتائج أن نسبة الشباب الذين سمعوا عن تنظيم الأسرة نحو 60 % من إجمالي الشباب الذين شملتهم الدراسة.وتظهر النتائج تبايناً أكبر في مستويات المعرفة عن تنظيم الأسرة حسب النوع والإقامة، فالإناث في الريف أقل معرفة عن تنظيم الاسرة مقارنة بالذكور في الريف والحضر بينما الاناث في الحضر أكثر معرفة من الذكور في الريف والحضر.وبصفة عامة، فإن التباين بين شباب الريف وشباب الحضر واسع ، حيث 55 % من شباب الريف لديهم المعرفة بتنظيم الأسرة مقارنة ب 70 % من شباب الحضر.وتشير النتائج التي خرجت بها الدراسة إلى أن التلفزيون والاذاعة والمراكز الصحية هي المصادر الرئيسية للشباب في الحصول على المعلومات عن تنظيم الأسرة ، ودورها الكبير في نشر الوعي بين الشباب عن تنظيم الأسرة ، حيث يعتبر التلفزيون المصدر الرئيسي للحصول على المعلومات بين شباب الحضر ، بينما الاذاعة تعد المصدر الأول للمعلومات بين شباب الريف، كما أن المراكز الصحية تعد أكثر تقديماً بين الشابات الحضريات والشباب الريفيين.وبالتالي لابد من استخدام التلفزيون والاذاعة بكثافة لنشر الوعي عن تنظيم الأسرة، وكذلك دعم المراكز الصحية في التثقيف الصحي وخاصة في الأرياف لاستقطاب أكبر قدر من الناس لمعرفة أهمية تنظيم الأسرة ، وبالاضافة إلى تفعيل دور الأنشطة الشبابية في تعريف الشباب بأهمية تنظيم الأسرة والصحة الانجابية.ومن خلال النتائج تبين الدراسة أن ثلثي الشباب الذين أجريت عليهم الدراسة قد سمعوا عن وسائل تنظيم الأسرة وأنواعها المختلفة ، حيث تزداد النسبة بين الشباب في الحضر مقارنة مع الشباب في الريف، كما أن الشابات في الحضر يعرفن عن وسائل تنظيم الأسرة أفضل مقارنة مع الشابات الريفيات.وتشير النتائج إلى أن حبوب منع الحمل إحدى وسائل تنظيم الأسرة كانت معروفة لدى 90% من الشباب والشابات الذين سمعوا عن وسائل تنظيم الأسرة ، كما أن النتائج تشير إلى أن 80 % من الشباب في الحضر والريف على السواء الذين سمعوا بوسائل تنظيم الأسرة يؤيدون مبدأ تنظيم الأسرة ، ويرى ثلثا غير المتزوجين منهم دون فارق حسب النوع ومكان الاقامة أن كليهما معني باستخدام وسائل تنظيم الأسرة ، وتعتبر هذه بادرة ايجابية من الشباب.وتلخص الدراسة إلى أن نسبة الاستخدام لوسائل تنظيم الأسرة بين جميع الشباب المتزوجين حالياً وصلت إلى 4 ، 13 % من مجموع الشباب المتزوجين ، أما بالنسبة للوسائل الحديثة فبلغت 3 ، 9% وتعتبر نسبة متدنية، وتشير النتائج إلى وجود تباين ملحوظ بين الشباب المتزوجين حالياً وسابقاً ممن أفادوا بمعرفتهم بوسائل تنظيم الأسرة ، حيث إن الخمس منهم قد استعملوا وسيلة لتنظيم الأسرة ، كما أن النسبة بلغت 44 % بين الشباب في الحضر مقارنة مع 16 % للشباب في الريف.كما تشير نتائج الدراسة إلى أن المرفق الحكومي يعتبر المصدر الأول للحصول على وسيلة تنظيم الأسرة للشباب الذين يستخدمون إحدى وسائل تنظيم الأسرة ، بينما نحو 3 ، 10 % من الشباب أيضاً يحصلون على الوسيلة من المرافق الخاصة بجميع اشكالها.وتركز الدراسة على ضرورة التركيز على المناطق الريفية لاقامة الندوات التي تتناول مواضيع الصحة الانجابية وتنظيم الأسرة وتنشط الاندية الشبابية في مجال التوعية ، واختيار طرق مناسبة للوصول إلى الشباب غير الملتحقين بالمدارس لتوعيتهم بالأمور المتعلقة بالصحة الانجابية تنظيم الأسرة ، وإقامة مراكز تعنى بشؤون الشباب الصحية ويتم تشميلها من قبل الشباب أنفسهم ، بالاضافة إلى تدريب الشباب وتنمية قدراتهم في تقديم خدمات التوعية لزملائهم واقربائهم من أجل توسيع دائرة التوعية بين الشباب والمراهقين في مجمل القضايا الصحية التي تهمهم من أجل اتخاذ المواقف الإيجابية تجاهها.