في ظل وضع مائي مخيف
صنعاء/ سبأ "المياه والثقافة" هذا هو الشعار الذي رفعته بلادنا للأحتفال بيوم المياه العالمي بإشراف منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة , حيث أكد الدكتور محمد ابراهيم الحمدي وكيل وزارة المياه والبيئة على اهمية الدور الذي تلعبه المدارس في مجال الترشيد والتوعية باستخدامات المياه والحفاظ على الموارد المائية من الاستنزاف الجائر .وقال الحمدي في الاحتفال الذي نظمته الهيئة العامة للموارد المائية وفروعها بصنعاء والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي ومشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة أمس بالتعاون والتنسيق مع برنامج الامم المتحدةالانمائي, انه لا بد من مشاركة الجميع في الحفاظ على المياه وألا يقتصر ذلك على المدارس وحسب, لأن مشكلة المياه تتفاقم يوماً عن يوم , خصوصاً وان الزيادة الضخمة في عدد السكان والتقدم التكنولوجي الهائل الذي تحقق في العصر الحديث ضاعف مرات عديدة من استهلاك الإنسان للماء العذب وحاجته للزيادة.واشتمل الحفل الذي احيته زهرات يمثلن 12 مدرسة من مدارس امانة العاصمة المشاركة في مشروع الحفاظ على المياه على فقرات غنائية ومسرحية وقصائد شعرية , وكذا الرسومات التعبيرية والاسكتشات التعبيرية عكست جميعها الوضع المائي القائم في بلادنا واساليب الاستخدام الغير مقنن وبطرق مخيفة وضرورة تقديم الحلول والطرق البديلة لذلك من خلال ما احتوته فقرات الفعالية التي اقيمت بمدرسة معين, وحضرها عدد من الفعاليات الرسمية والشعبية الاختصاصيين في مجال المياه.وتأتي فكرة احياء اليوم العالمي للمياه في المدارس أمس تحت شعار "المياه والثقافة" بهدف اسهام كافة ابناء المجتمع في الحفاظ على الماء جوهرة الحياة الثمينة واساس استمراريتها من خلال رسوم الاطفال وبرامجهم المدرسية والمباريات التي يتم تنظيمها من قبل الجهات المعنية بالمياه وبتمويل من قبل البرنامج الانمائي للأمم المتحدة والبنك الدولي بالتعاون والتنسيق مع المؤسسة الألمانية للتقنية, وبما من شأنه زيادة الوعي فيما يتعلق بشحة المياه التي تهدد المنطقة عموماً واليمن بوجه خاص وذلك من خلال تكثيف البرامج التوعوية بنقص مصادر المياه في اليمن وكيفية إدارة الموارد المائية في كل مناحي الحياة .وتعتبر فكرة "المياه والثقافة" مثالية لدعوة كل الناس ومن اعمار متفاوته للمشاركة في الحفاظ على الماء الذي يعتبر أساس الحياة , وحثهم على الحفاظ على الموارد المائية والحد من الحفر العشوائي للآبار التي تتسبب في نضوب المخزون المائي وكذا التخفيف من الاستهلاك المنزلي واتباع اساليب وطرق علمية حديثة للري الذي يعتبر المستلك الأول للمياه المستخرجة وبنسبة 90 في المائة من اجمالي المياه العذبة, وجعل ذلك الهدف الأول في حياة الجميع . وفي إطار الفعاليات الثقافية المرتبطة قدم الجانب الألماني الذي يشارك بلادنا احياء هذا اليوم فيلماً مكوناً من اربعة اجزاء تحت عنوان رحلة في تاريخ الماء , وتناول على عدد من القضايا المتعلقة بالمياه حول العالم والآثار المترتبة على شحته بالنسبة للبشر والبيئة . وتحتفل اليمن باليوم العالمي للمياه في ظل وضع مائي مخيف تعيشه البلاد عموماً وصنعاء بوجه خاص, حيث تشير الدراسات الى استنفاد حوض صنعاء خلال اقل من عشر سنوات في ظل الاستخدام الجائر للمياه وحفر الآبار لعشوائية , وندرة كفاءة أساليب الري للمزارع التي تستهلك ما نسبته 90 في المائة من المياه العذبة المتاحة مقابل 7 في المائة فقط هي نسبة مياه الشرب. وأشارت دراسة متخصصة للهيئة العامة للموارد المائية نشرت العام الماضي الى انخفاض منسوب المياه في حوض صنعاء إلى حوالي 80 متر خلال اقل من عشرين سنة عما كان عليه سابقا , مما دفع بالكثير من الخبراء إلى توقع نضوب حوض صنعاء خلال العشر سنوات القادمة.. وبلغت تغذية الحوض خلال العشرين سنة الماضية حوالى 90 مليون متر مكعب إلا ان استخدامات المياه بلغت219 مليون متر مكعب منها 176 مليون متر مكعب في الزراعة و37 مليون متر مكعب في الاستخدامات المنزلية و6 ملايين متر مكعب في الصناعة.. بينما يقدر السحب السنوي من الحوض بحوالي 258 مليون متر مكعب وتستخدم 218مليون لغرض الري و36مليون متر مكعب للأغراض المنزلية و4.5 مليون متر مكعب للأغراض الصناعية .