(رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يجلس بجانب نعشي حارث العبيدي وزوج شقيقته أثناء جنازتيهما في بغداد يوم أمس لسبت)
بغداد/14 أكتوبر/وليد إبراهيم:وسط أجواء من الحزن والألم نظمت في بغداد يوم أمس السبت جنازة رسمية لحارث العبيدي رئيس كتلة جبهة التوافق البرلمانية السنية الذي اغتيل ظهر الجمعة داخل احد المساجد بغرب مدينة بغداد.واغتيل العبيدي بالرصاص على يد مسلح مجهول داخل مسجد الشواف في منطقة اليرموك بغرب بغداد بعد صلاة الجمعة.وأفاد شهود عيان ومصادر في الشرطة أن المسلح اقتحم المسجد بعد صلاة الجمعة واقترب من العبيدي الذي كان قد انتهى من الصلاة وأطلق النيران عليه من مسدس مما أسفر عن مقتله على الفور وأربعة آخرين داخل المسجد.وانتخب العبيدي وهو العضو المستقل في جبهة التوافق الممثل الرئيسي للسنة العرب في مجلس النواب قبل أسابيع رئيسا للكتلة البرلمانية للجبهة خلفا لرئيسها السابق أياد السامرائي الذي تم انتخابه رئيسا للبرلمان منتصف ابريل من هذا العام خلفا لمحمود المشهداني الذي استقال من منصبه بنهاية ديسمبر من العام الماضي.والعبيدي رجل دين في منتصف العمر عرف بوسطيته وبخطابه المعتدل وهو أمام وخطيب مسجد الشواف.وجرت مراسم التشييع داخل بناية مجلس النواب العراقي وشارك فيها عدد كبير من المسئولين الحكوميين وبرلمانيون من مختلف الكتل البرلمانية يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أياد السامرائي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي.وحمل حرس الشرف جثمان العبيدي وجثمان مرافقه وسكرتيره الشخصي وزوج أخته باسل فاضل الدليمي الذي قتل معه في الهجوم.ووضع الجثمانان على سيارة خاصة لتنطلق بهما إلى حيث مثواهما الأخير.وكانت الأوساط السياسية العراقية على اختلاف مشاربها قد نعت العبيدي واستنكرت الاغتيال.وذكر المالكي في مراسم التشييع أن العبيدي “رحمه الله كان نقطة التقاء وكان دائم الحرص على سلامة المسيرة ووحدة الموقف ووحدة الصف.”ووصف السامرئي اغتيال العبيدي بأنه “ضريبة نحن نتحملها ومستعدون أن نمضي في تحملها.”وأضاف أن العبيدي كان الصوت “المعتدل الرافض للتطرف والتعصب للطائفية... وما يدعو للأسف أن هذا الصنف من الرجال هو الذي يستهدف ويتعرض للاغتيال والتصفية.”وعمل العبيدي نائبا لرئيس لجنة حقوق الإنسان البرلمانية. وكان من اشد الداعين والمدافعين عن حقوق الإنسان. وانتقد العبيدي مؤخرا الاختراقات التي قيل أنها تحدث داخل السجون العراقية وعمليات الاعتداء الجنسي والتعذيب وانتزاع الاعترافات بالقوة التي تمارس ضد السجناء. كما طالب العبيدي مرارا بإطلاق سراح جميع السجينات العراقيات من السجون.ووصف عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية العبيدي بأنه “كان احد أركان العملية السياسية والاعتدال السياسي وركن مهم في مجلس النواب.”وكانت تحذيرات صدرت من قبل سياسيين ومراقبين عراقيين وأجانب حذرت من احتمال تزايد وتيرة العنف في المرحلة التي ستعقب انسحاب القوات الأمريكية من المدن والقرى العراقية بنهاية الشهر الجاري وقبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري ببداية العام المقبل.وأوضح النائب المستقل الشيعي الشيخ خير الله البصري أن اغتيال العبيدي يراد منه “إعادة العملية إلى سابق عهدها المتزمت.”ووصف الاغتيال بأنه “اغتيال للاعتدال واغتيال لحالة التوافق ولحالة الجمع المراد تحقيقها بين العراقيين.”ولم تشهد مدينة بغداد ومنذ عام 2003 جنازة رسمية كالتي جرت للعبيدي.ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الاغتيال.