رامي نبيه..
الطيب فضل عقلانفي منتدى الباهيصمي وكالعادة كان ضيف أول خميس في رمضان فنان شاب مثقف وعازف متمكن على آلة العود.. للتعرف عليه، تحدث بحسرة وألم عن واقع الأغنية وبالذات العدنية التي افتقدت كثيراً من زعمائها وروادها مطربين وشعراء.. تحدث بوجع عن عدم وجود الفرص لتسجيل الإبداعات الجديدة المخزونة عند أكثر من فنان، لقد أشفقت عليه وتألمت للحرقة التي يتحدث بها، وبدأت أخاف من الإحباط الذي قد يصيبه.. بل وأصاب آخرين.. (رامي) خريج بدرجة ماجستير من الاتحاد السوفييتي، وصوت بدرجة دكتوراه من محبيه وعشاقه.. ورغم عمره الفني إلا أننا لا نجد له شريطاً غنائياً في الأسواق، تلك الأسواق المليئة بأسماء غريبة لماذا؟ لأن شركات الإنتاج تريد (أتفه الكلمات وأوسخ الأصوات، لأنها لا تكلف مبالغ مالية). أما اليمانية كفضائية وأرضية لا تملك من الأمر شيئاً، فهي ملتزمة بمركزية الإنتاج الذي أحبط الجميع (ولنا في هذا الأمر حديث)!!.بدأت الليلة التكريمية للفنان رامي نبيه بكلمة ترحيبية راقية انطلقت بتلقائية من حبيبنا الشاعر محمد سالم با هيصمي صاحب المنتدى الذي نملكه جميعاً، وهكذا با هيصمي ذلك (القبيلي) النبيل الذي لا يختار المفردات حتى (يتملق)، إنه يقول ما في قلبه وترحيبه راقٍ بصدق ما يقول.. وبعد ذلك رحب بصوت غنائي شاب لا أتذكر اسمه جاء بصحبة الصحفي الشاب (جهاد جميل) الذي قدم أغنية لشيخ الفنانين الراحل محمد سعد عبدالله، فأبدع وإن كان يحتاج للصقل والتمرين أكثر، خاصة أنه يملك أساسيات العزف على العود. ولب ما جاء في كلمة الترحيب للباهيصمي أنه قال : “تكريم النجم المبدع في أي مجال هو تكريم لنا جميعاً، وأنا شخصياً أعتز بالمبدعين”.. عبد الرحمن إبراهيم الشاعر الحساس والناقد الدقيق ذو الخلق الرفيع إنه يرى بداياته في وجوه القادمين في الإبداع ويقف معهم.. قال : “ رامي نبيه صوت من عدن الولادة لكثير من المبدعين، ورامي صوت فرض نفسه بقوة في بداية تقليده للموسيقار الراحل احمد بن احمد قاسم (فقيد الوطن الغالي) حتى استقر رامي بشخصيته الفنية وبصوته المميز كعازف، نقدر عطاءه الجميل فحتى قبل الدراسة كان متمكناً بعزفه، وما أجمل ما نفعل عندما نصقل الموهبة بالدراسة وقد وفق ولي معه مشاركات غنائية رائعة أعتز بها.. أتمنى له مزيداً من التألق.. مزيداً من العطاء.. لأنه يملك أساسيات الفنان المتكامل الصوت والعزف والإرادة وحاجة الوطن له، تحياتي وتقديري”.. الصحفي المميز والقاص الأستاذ مختار احمد صالح (الذي جمع كل الفنون) تحدث عن رامي بحنان ومحبة، وتحدق عن الفنانين بحرقة وتألم.. صرخ : “ الفنانون محبطون لأنهم مهمشون.. (الفضائية بصنعاء) لا تنظر بعين الرحمة إلى الفنانين من بقية المحافظات، وكأنها محطة (ملاكي) تعطي فرصاً لأصوات متشنجة ليست لها علاقة بالفن.. وإن كان بقية المحافظات لا تجد تقديراً لإنتاجها الفني الذي أصبح شبه ملغي في كل من الحديدة وحضرموت بل وحتى تعز..أما عدن التي كانت (وستظل رغم انف الجميع) شعلة نجاح فني على مرور عصور الزمن.. فإحباط فنانيها وصل للذروة، ولا ندري سر هذا الإهمال الذي لا يخدم الف ن اليمني بشكل عام، فالفن ليس الأغنية الصنعانية وإن كنا نعجب بها، وحتى هذه الأغنية الصنعانية انتشرت وظهرت في عدن.. أتمنى أن يستمر (رامي) في عطائه الفني المبدع، لنتذكر أصالة الأغنية العدنية. وأتمنى من الفضائية اليمنية (ويمانية) تقدير هذا الإبداع.. القاص ومدير عام كل المنتديات (الذي أصر على التحدث قبل من يكبره سناً وتجربة، متمسكاً بحقه الشرعي كما قال في نشر اسمه ضمن المتحدثين) وحسب العادة تحدث عن الفن والفنانين أيام زمان، وأهمية توثيق الإبداع وإعطاء فرصة للأصوات الجديدة.. رقيق هذا السعيد عندما يتحدث عن الغير، وودود يجعلك تحترمه (رغم كل الهدرة) فهو نشيط.. وقال إن رامي نبيه فنان رائع.. وبإمكان الفنانين إحياء الأصوات القديمة بأصوات شابة قادرة على التجديد مع الاحتفاظ بالأصل..[c1]لقطات من الليلة[/c] الحريري.. قدم قصيدة جميلة كرم فيها رامي نبيه..محمد علي محسن.. حسب العادة قدم أغنيتين أمتعنا فيها كثيراً.. عمر مكرم.. الوطني والمناضل الذي يحترمه الجميع كان متفاعلاً بالحدث وأهمس في أذنه بأغنية بلفقيه (يا حامل الأثقال خففها شوي)..[c1]الختام[/c]رامي نبيه قدم أغنيات من ألحانه.. كان اللحن لكل أغنية رائعاً رائعاً.. أكد فيها انه قادر على العطاء الجميل.. ثم قدم نماذج غنائية لأحمد قاسم، بل وتجول في الوطن العربي كله صاحبه عوده الذي نشر عبقاً جميلاً في ليلة رمضانية جميلة..[c1]قبل الوداع[/c]تم أول تعاون فني بيني وبين (رامي نبيه) بأغنية (البكاء).