كل الأمهات حديثات العهد بالولادة يكن متلهفات لملاقاة أطفالهن الرضع بعد فترة طويلة من الحمل والتشويق والانتظار. ولكن يجب أن لا يغفلن أهمية الحفاظ على صحة أطفالهن الرضع حديثي الولادة، فالولادة لا تعني نهاية المطاف، ولكن في الحقيقة، البداية، فالأطفال أفضل حالا داخل الرحم في مهد آمن ومحمي. تلاحظ العديد من الأمهات مشكلة أو عدة مشاكل صحية ترافق الولادة مباشرة، مثل الاصفرار، التهاب السرة، الإسهال، اضطراب الأمعاء، وكلها أمراض شائعة، ويمكن علاجها. ولتعريف هذه الأمراض وتحديدها.[c1]• الصفراء أو ( بوصفار Jaundice : )[/c]تظهر الصفراء في الطفل الطبيعي في اليوم الثالث بعد الولادة و تكون في بياض العين و الجلد ويكون اللون عموماً مائلاً للأصفر و ليس للأخضر ، ولا يصاحبها أي أعراض خطيرة مثل عدم القدرة على الرضاعة أو قلة في النشاط اليومي المعتاد للطفل من حيث حركته أو نومه ، أما الصفراء في الطفل المريض فتبدأ غالباً منذ اليوم الأول للولادة و تكون نسبتها مرتفعة ، ولونها في بعض الأحيان مائلاً للبرتقالي و ذلك بسبب زيادة في تكسر الدم أو اخضر ، فيكون سببها انسداد في إحدى القنوات المرارية ، ويصاحب كلاهما قلة في نشاط المولود و رضاعته. إن الرضاعة الطبيعية تطيل فترة الصفراء في الطفل الطبيعي لفترة قد تتجاوز الشهر، ولكن هذا لا يستدعي القلق ما دام أثبتت التحاليل أن الصفراء حميدة و ليست من النوع الضار، ويمكن للام في هذه الحالة قطع الرضاعة الطبيعية إذا أرادت ثلاثة أيام و استعمال الحليب الصناعي ثم العودة للرضاعة الطبيعية بعد ذلك .[c1]• الحبل السري (السرة):[/c]إن الحبل السري للمولود هو همزة الوصل بينه و بين الأم داخل الرحم طوال مدة الحمل وتعتبر السرة مكاناً يسهل للميكروبات العيش فيه إذا لم تتم العناية به بالطريقة الصحيحة منذ الساعات الأولى من الولادة و يكون ذلك عن طريق إضافة الكحول المخفف للسرة ( الغسول السري ) مرتين على الأكثر في اليوم لمدة خمسة أيام . تسقط بقايا الحبل السري غالباً في اليوم العاشر أو الحادي عشر بعد الولادة ، ولكن ماذا لو لم يحدث هذا ؟ ماذا لو تأخر سقوطها ؟إن تأخر سقوط بقايا الحبل السري أمر لا بد أخذه بعين الاعتبار ، و عمل التحاليل اللازمة لمعرفة السبب ، ففي بعض الأحيان يكون ذلك نتيجة لخلل في عمل كرات الدم البيضاء و المعروف باسم ( leuco penia ) وهو الذي يؤخر سقوط السرة لمدة قد تصل إلى شهر أو ما يزيد ، ولكن يصاحب هذا المرض أشياء أخرى مثل : تكرار حدوث التهابات صدرية أو نزلات معوية عند الطفل المصاب ، وجود طفح جلدي أو خراريج بدون صديد على جسم الطفل ، وفيما يختص بالسرة هناك أمر آخر لا بد من ذكره لك عزيزتي الأم : وهو أنه في بعض الأحيان يكون هناك شيء مثل قطعة اللحم الصغيرة بارزة من السرة بعد سقوط بقايا الحبل السري ، في هذه الحالة يجب عمل أشعة تلفزيونية على البطن حيث إن هذا النتوء غالباً ما يكون بقايا قناة ( Urachus ) التي لم تضمر أثناء فترة نهاية الحمل ، ويتم استشارة طبيب جراحة الأطفال في ذلك الأمر .[c1]• الإسهال :[/c]وفي هذا الشأن علينا أن نذكر الأم أن الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية يمكن أن يتبرز يومياً من 1-7مرات بأشكال عدة تختلف من شكل البراز المتماسك إلى القطع أو على شكل المرهم ، وكل هذه الأشكال تكون ضمن البراز الطبيعي للطفل حديث الولادة ولا تعتبر إسهالاً بالمرة ، أما الطفل الذي يعتمد في رضاعته على الحليب الصناعية فهو يقع أسيراً للمغص و الإمساك في بعض الأحيان ، ويكون برازه أكثر تماسكاً من مثيله الذي يرضع رضاع طبيعية ، و الإسهال في تعريفه يكون : التغير في قوام أو عدد مرات البراز التي تعوّد الطفل عليها ، عند حدوث أي تغير على الأم أن تستشير الطبيب ، و يمكن للأم أن تبدأ هي بإعطاء وليدها كمية مناسبة من محلول معالجة الجفاف أو ما هو معروف باسم المغذي ( Pedialyte ) او ( ORS )، وهو محلول شفاف طعمه مالح ، يعوض ما فقده الطفل عند حدوث الأسهال و يعتبر محلول معالجة الجفاف هذا هو أقدم وفي الوقت نفسه أحدث علاج للإسهال في النزلات المعوية ، حيث إنه لو لم يتم تعويض الفاقد من الطفل بهذا المحلول يمكن للصغير أن يدخل في دوامة الجفاف و ما يتبعه من نقص في سوائل الجسم ، و فشل في وظائف الدماغ و القلب و قصور في عمل الكلية و بقية أجهزة الجسم ، و تقوم بعض الأمهات بمنع الطفل من الأكل أو الشراب ، أثناء فترة القيء مما يعجل بظهور الجفاف ، و نذّكر الأم انه يتوجب عليها تشجيع الطفل على الأكل و شرب العصائر المختلفة و الماء حتى ولو كان يتقيأ ، و ذلك إلى أن تصل به الطبيب المعالج .
أمراض الأطفال حديثي الولادة
أخبار متعلقة