مهما حاولَ البعض التشكيك في إنجاح الحوار بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك ، ومهما قلَّلوا من شأن النجاحات التي تحققت خلال الأسابيع الماضية . فإن الواجب الوطني يقتضي منا جميعاً أن نبارك تلك النجاحات وأن نأخذ بأيدي المتحاورين ونقف إلى جانبهم وندعم خطواتهم التي نرجو أن تكلل بالنجاح التام حتى تسقط جميع المراهانات على إفشاله، باعتبار أن المصلحة الجمعية للوطن والمواطن تكمن خلف هذا الخيار الاستراتيجي الذي ارتضاه طرفا المعادلة السياسية بعد سنتين من المد والجزر والتلاعب بالأعصاب .نعرف تماماً ـ وكما في كل المجتمعات ـ أن هناك أناساً سبب لهم هذا التوافق صدمةً كبيرةً باعتباره سبباً رئيسياً في إفشال مشاريعهم والقضاء على طموحاتهم الأنانية الضيقة لذلك نراهم يبذلون كلَّ ما في وسعهم ويستنفرون طاقاتهم لوضع العراقيل على طريقه لإعاقته بشتى السبل وهذا ليس مستغرباً بالنسبة لهم ، كون أجندتهم تستدعي إعاقته وإفشاله. لكني ومن خلال ما سمعت وقرأت من تصريحاتٍ لقيادات الطرفين، وخاصة خطابيهما في الجلسة الافتتاحية أمس الأول ازددت اطمئناناً من أنهم قد وصلوا إلى قناعة تامة بأهمية الحوار كوسيلة وحيدة لحلحلة الخلافات يمكن عن طريقها التوصلُ إلى صيغةٍ ترضي الجميع وتعملُ على إذابة الجليد الذي غطّى الساحة السياسية خلال الفترة الأخيرة وتسببَ في قطيعةٍ لم يستفد منها أحد.والأهم من ذلك كله هو أن هذا التوافق الذي يعولُ علية المواطنون ويأملون ديمومته سينعكس إيجابا على حياتهم حيث أن جهود السياسيين ستتفرغ للعملية التنموية ومكافحة الظواهر السلبية التي يعانيها الوطن كالفساد والفقر والبطالة وغيرها. أعود وأقول : إن هذا التوافق سيمثل الصخرة التي ستتحطم عليها كلُّ أصواتِ الباطل التي خرجت من مقابرِ التاريخ والتي تحاولُ التعلق بقشة الضلال أينما وجدتها ، وهي تعلم يقينا أن الشعب اليمني شعب واحد موحد منذ الازل وأنه بتوافقه وتوحد رؤاه سيخرج من هذه الدائرة المغلقة إلى دائرة النهضة والبناء والقوة .أخيراً .. أناشد آبائي وإخواني أعضاء لجنة الحوار أن يكونوا عند مستوى المسؤولية التي أُنيطت بهم والأمانة التي تحملوها، وذلك بعدم الانجراف نحو الخلافات الثانوية ، والتمسك بالمطالب المجحفة ، والنأي بأنفسهم عن كل ما من شأنه عرقلة الحوار فديمومة خلافاتهم ستنعكس لا محالة على الأوضاع داخل المجتمع من جميع النواحي ، والتاريخ لن يرحم أحداً من العابثين والانهزاميين والأنانيين ، كما انه سيكون شاهداً ومنصفاً لمن يقدمون التضحياتِ ويعملون على بناءِ الوطن وسيسجلهم في أسفار المجد الناصعة العابقة بألق الوطنية والبذل والعطاء . وفقكم الله إلى ما يحب ويرضى إنه سميع مجيب.
حتى لا يعلو صوتُ الباطل
أخبار متعلقة