اختتمت زيارتها إلى باكستان بسؤال بشأن مكان زعماء القاعدة
كلينتون تلتقي رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني أول أمس
اسلام اباد (رويترز):اكد مسؤول أمريكي أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في أبوظبي اليوم السبت فيما تواصل واشنطن الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام جديد في الشرق الأوسط.وذكر المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن من المقرر أن تتوجه كلينتون التي تختتم زيارة استغرقت ثلاثة أيام لباكستان إلى أبوظبي أمس الجمعة وتلتقي بكل من عباس وقادة الإمارة اليوم السبت.كما يتوقع أن تجتمع كلينتون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغم عدم توفر تفاصيل هذا اللقاء على الفور.ويأتي الاجتماعان فيما تستعد كلينتون لمحادثات مع وزراء الخارجية العرب في قمة للتنمية تعقد بالمغرب في مسعى لحشد التأييد الإقليمي لتحركات السلام الجديدة.وستكون هذه ثاني زيارة لكلينتون للمنطقة منذ تولى الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه في يناير كانون الثاني. ويجري المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل جولات مكوكية بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين كل بضعة أسابيع.ولا توجد فرصة تذكر أمام استئناف وشيك لمحادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المعلقة منذ ديسمبر.ويصر الرئيس عباس على أن تجمد إسرائيل النشاط الاستيطاني بموجب “ خارطة الطريق” الموقعة عام 2003 وهو مطلب يرفضه نتنياهو.ورضخ نتنياهو بصعوبة للضغوط الأمريكية للتحدث عن التفاوض من اجل إقامة دولة فلسطينية لكنه اشترط أن تكون منزوعة السلاح وان يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية.وفي بداية جولة جديدة من المحادثات في القدس يوم الجمعة مع ميتشل قال نتنياهو انه يتطلع إلى “مناقشاتنا والمناقشات مع وزيرة الخارجية كلينتون لمحاولة استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في أسرع وقت ممكن.”وذكر راديو إسرائيل أن كلينتون ستمضي بضع ساعات فقط في إسرائيل يوم غد الأحد ولن تمضي ليلتها هناك.وقد اختتمت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس الجمعة زيارة إلى باكستان تاركة وراءها سؤالا وجهته للباكستانيين وهو أين قادة تنظيم القاعدة الذي ينشطون في بلادكم؟ودافعت كلينتون أمس الجمعة في سلسلة من اللقاءات التلفزيونية الصباحية بالولايات المتحدة عن لهجتها الحادة تجاه باكستان وأوضحت أن المهم هو إقامة علاقات صريحة بين البلدين حتى لو اقتضت استخدام بعض الكلمات الحادة.وقالت كلينتون في مقابلة أذيعت على محطة ان.بي.سي “رغبت أن اطرح ذلك على الطاولة لان الباكستانيين تحدثوا عن نقص الثقة وأمامنا طريق ذو اتجاهين.” ومضت تقول “لديهم أسئلة ولدينا أسئلة.”وفي مقابلة مع محطة ايه.بي.سي قالت كلينتون ان البلدين يحتاجان إلى توخي مزيد من الصراحة مع بعضهما.وأردفت قائلة “لن يكفي تحقيق مستوى الأمن الذي يستحقه الباكستانيون إذا لم نتعقب أولئك الذين لايزالون يهددون ليس فقط باكستان بل أفغانستان وباقي أنحاء العالم.”وفي مقابلة مع محطة سي.ان.ان أشارت كلينتون إلى أنها كانت توجه سؤالا عن باكستان ولكن دون تحيز للإجابة. وأكدت أن الولايات المتحدة اثنت على عزم باكستان على تعقب طالبان.وبينما لم يكن أي مسئول باكستاني مستعد على الفور للإجابة على سؤال كلينتون فان مواطنين باكستانيين أكدوا لكلينتون أن بلدهم يواجه يوميا تبعات هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول التي شنها التنظيم في الولايات المتحدة عام 2001.ووجهت أسئلة لكلينتون في منتدى نسائي تلفزيوني يوم الجمعة حول مواقف الولايات المتحدة تجاه باكستان واستخدام الطائرات بدون طيار في الهجوم على متشددين مشتبه بهم وتم تذكيرها بالتكاليف التي تواجهها باكستان لمحاربة حركة التمرد فيها.وقالت أسماء شيرازي وهي صحفية تلفزيونية لكلينتون في آخر أيام زيارة وزيرة الخارجية لباكستان التي تستمر ثلاثة أيام “نخوض حربا فرضت علينا. ليست حربنا لكنها حربكم.“تعرضتم لهجمات في الحادي عشر من سبتمبر. نحن نتعرض لهجمات الحادي عشر من سبتمبر يوميا في باكستان.”ويخوض الجيش الباكستاني حملة ضخمة ضد معاقل متشددي طالبان في وجنوب وزيرستان ما أدى إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية الدامية على أهداف في المدن الباكستانية.وعند وصول كلينتون يوم الاربعاء انفجرت سيارة ملغومة في مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان وقتلت أكثر من مئة شخص غالبيتهم من النساء والاطفال وأصيب في الهجوم قرابة 200 شخص.والمنطقة القبلية الوعرة التي تفصل بين باكستان وأفغانستان معقل لمتمردي طالبان في الدولتين كما أنها ملاذ لنشطاء القاعدة.وبينما يعارض غالبية الباكستانيين المتشددين فان كثيرين يرون أن سبب هجماتهم هو علاقات اسلام اباد بواشنطن.وقالت كلينتون يوم الخميس انه “يصعب تصديق” أن لا أحد في حكومة باكستان يعرف أين يختبيء زعماء القاعدة وهو تصريح قد يتسبب في ردود فعل كثيرة بعدما تغادر البلاد.وابلغت كلينتون مجموعة من رؤساء تحرير الصحف خلال اجتماع في لاهور “اجد من الصعب تصديق أن لا احد في حكومتكم يعلم اين هم ولا يمكنه الوصول اليهم اذا ارادوا ذلك حقا.”وتصريح كلينتون هو أول شكوى علنية خلال جولة تهدف الى تحويل العلاقات الامريكية الباكستانية التي تمر بتوتر لكنها مقيدة في الصراع ضد التشدد الديني.والرسالة الرئيسية التي تود زيارة كلينتون ايصالها هي أن الامور التي يتفق فيها الباكستانيون مع الامريكيين أقوى بكثير وحثت على التضامن في وجه التشدد الديني الذي يسعى لفرض ارادته على الناس.وعبر كثير من المشاركين في المقابلات العلنية لكلينتون في باكستان عن تقديرهم لدعم الولايات المتحدة للبلاد والجهود التي تقوم بها الوزيرة الامريكية بشكل شخصي.لكن دبلوماسية “من الناس إلى الناس” التي اتبعتها كلينتون بالتواصل مع الصحفيين والطلبة والناس العاديين قوبلت كثيرا بخلافات حادة وتشكك عميق.وقد يثير هذا الامر قلق مسؤولين في واشنطن يأملون في بتراجع المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في باكستان الدولة المسلحة نوويا.وبدت كلينتون صلبة في وجه كل هذا واعترفت بوجود “عجز في الثقة” سببته أخطاء ارتكبتها واشنطن في الماضي وردت بحزم على اتهامات قالت ان الولايات المتحدة لا تضع مصالح باكستان نصب أعينها.وأعربت كلينتون التي تبدي اعجابا بباكستان وشعبها عن تفاؤل يشوبه الحذر بشأن نجاح زيارتها في تغيير بعض الاراء والمشاعر بين الباكستانيين الذين يشعرون بالقلق وذلك على الرغم من قولها ان هناك حاجة لعمل المزيد لايضاح أن الولايات المتحدة تساعد باكستان.ومع استمرار حملة الجيش الباكستاني في جنوب وزيرستان أكد مسؤولون في ميناء كراتشي أنهم اعتقلوا قرابة 200 أجنبي غالبيتهم من الأفغان خلال تمشيط أمني في الأسبوع المنصرم.وقال مسؤول بارز في الشرطة دون أن يذكر اسمه “اعتقل غالبية هؤلاء الأشخاص لاتهامات بالإقامة غير الشرعية في البلاد لكن السبب الرئيسي لهذه الحملة هو محاولة القبض على المتشددين بين هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين.”واعتقلت الشرطة الباكستانية أيضا عدة أعضاء في حركة طالبان الباكستانية وجماعة عسكر جنجوي المحظورة في الايام القليلة الماضية وصادرت مئات الكيلوجرامات من المتفجرات والسترات الملغومة وأسلحة أخرى.وأكد مسؤولون أن قوات الأمن اعتقلت 18 شخصا يشتبه بأنهم متشددون وبينهم أجانب في بلدة تشيترال الشمالية أيضا.