مع الآخرين
كيف تحول هذا المخلوق الجميل، احد عناوين الجمال والرقة، رسول الغرام وباعث البهجة في النفوس، ومشبع جوعنا الى اللحوم (بعد ان اصبحت اسعار غيره من اللحوم خارج نطاق الصرف)، كيف تحول هذا الكائن اللطيف الى طائر للخراب بل وغول يهدد حياة الناس.العلة ليست في الطائر نفسه ولكن في ذلك الفيروس القاتل المتسبب في مرضه المميت المعروف بانفلونزا الطيور.يقول الخبراء ان هناك (15) نوعا من انفلونزا الطيور لكن اكثرها فتكاً بالطيور هما H5 و H7 والنوع الذي يثير القلق الآن هو (H5N1) بعد ان اصبح من اسلحة الدمار الشامل العابر للقارات فلا رادع من دماره اذا وجد ابواب البلدان امامه مفتوحة، عندها يقتحم وينشر ارهابه.كانت الآراء تقول بان هذا المرض لايصيب البشر الى ان ظهرت حالات الاصابة البشرية في هونج كونج عام 1997م، بل واتضح ان العدوى قد تنتقل الى الحيوانات كما ظهر من اصابة قطة به في المانيا قبل عشرة ايام.اما كيف يصاب البشر بالمرض فالمختصون يقولون ان الاصابة تحدث من خلال احتكاك الانسان بطيور مصابة واستنشاقهم لفيروسات المرض . ولكن على الرغم من هذا الخطر فان الخطر الاكبر المتمثل بانتقال الفيروس بين البشر انفسهم مازال حتى الآن غير مؤكد رغم حدوث وفيات في هونج كونج، فيتنام وتايلاند لكنها لم تخرج عن نطاق العائلة .. ولو تمكن الفيروس من الانتقال بسهولة بين الناس فالنتيجة وباء وكارثة ودمار قد يحصد مايزيد على (50) مليون انسان.والمشكلة انه لايوجد حتى الآن لقاح مضاد للفيروس سوى ذلك المعروف بـ(تا ميفلو) ولكنه يساعد فقط في التخفيف من اعراض المرض والحد من انتشاره وهناك تخوف من اكتساب الفيروس مناعة ضد هذا اللقاح.عزيزي القارئ .. انا لااريد ان انكد عليك صباحك الجميل هذا بسرد هذه المعلومات ولكن لاقول ان الخطر داهم ولكن مكافحته ممكنة شريطة تكاتف الجميع خاصة بعد ان اقترب منا كثيرا بعد حرق عدد من مزارع الطيور في اثيوبيا مطلع الشهر الجاري.مكافحة المرض تتطلب اتخاذ الاجراءات اللازمة واتباع التعليمات والحذر من فتح الابواب او النوافذ ليدخل الى بلدنا والى غرف بيوتنا.مكافحتنا للمرض لاتوفر حماية لصحتنا وحياتنا فحسب ولكن ايضا لمئات الآلاف من مواطنينا الذين يعتمدون في عملهم على تربية وبيع الطيور وخاصة الدجاج.في مصر تقدر الاستثمارت في صناعة الدواجن بحوالى (17) مليار جنيه مصري (ثلاثة مليارات دولار) وتوفر سبل الرزق لحوالي ثلاثة ملايين نسمة وتوفر 05 من البروتين الحيواني للمصريين وباسعار في متناول الطبقات الفقيرة وكل هذا يواجه الخراب بعد اعلان وزير الصحة المصري ظهور المرض في مناطق متفرقة من القاهرة والجيزة وعدد من المحافظات كالشرقية والمنوفية.ترى كم هي الاستثمارات في هذه الصناعة او التجارة في بلدنا وكم هي الخسائر حتى الآن، بعض المحللين قالوا ان خسائر اكبر ثمان شركات دواجن في اليمن بلغ مليارا وثلاثمائة مليون ريال في الشهر.الغريب ان الازمة وتداول اخبار المرض في مصر اثرت على اسعار بيع الدجاج هناك فقد كان سعر الكيلو من لحم الدجاج يباع بـ (14) جنيها وانخفض الى خمسة جنيهات او اقل الا عندنا فالاسعار لاتعرف التراجع كما يبدو مهما كانت الاسباب اللهم ماقرأته في الصحف ان سعر الكتكوت عمر يوم واحد تراجع من (65) الى (15) ريالا. وفضلا عن ذلك فنحن علاقتنا بالدجاج وليس بالكتاكيت عمر يوم.نحن بالطبع يهمنا الحفاظ على هذه التجارة ومايهددها لايضر العاملين فيها وحدهم بل يضرنا نحن ايضا بعد ان اصبح لحمنا ومرقنا في الدجاج علما بان غيرها من اللحوم خارج نطاق التغطية.وبعد .. ماذا عملنا لحماية انفسنا وبلدنا من انفلونزا الطيور ان كل الدلائل والمعلومات تفيد ان بلدنا حتى الآن نظيف من المرض وماحدث من نفوق للطيور في مناطق مختلفة من البلاد كان بسبب اصابتها بمرض النيوكاسل.وزارات الزراعة والري والصحة والسكان اتخذت اجراءات احترازية للحيلولة دون وصول المرض الينا (رغم قلة الامكانيات) وشكلت في اكتوبر من العام الماضي غرفة لمراقبة ورصد المرض وقامت اللجنة الخاصة بالمرض بمسوحات ميدانية لمزارع التفريخ للتأكد من خلوها من الاصابة ومنعت بلادنا استيراد الطيور ومنتجاتها من البلدان المصابة بالمرض وآخرها فرنسا ويبقى علينا مراقبة المنافذ البرية والبحرية من دخو طيور مصابة بالمرض وكذلك المنافذ الجوية من الطيور المهاجرة الى بلدنا حيث اوضحت احدى الدراسات ان (60) الف طائر يصل بلادنا خلال موسم الهجرة فلنحذر من صيد هذه الطيور فهي مصيدة.آخر خبر طريف قرأته يقول ان الخطوط الجوية اليمنية تدرب موظفيها على اكتشاف انفلونزا الطيور بين الركاب القادمين وآخر نصيحة نقلت عن العلماء الصينيين قولهم ان الينسون الدافئ افضل طريقة للوقاية من انفلونزا الطيور.