الفقيد الفنان فيصل علوي
الطيب فضل عقلانرحل عن دنيانا الفانية صباح الأحد الماضي 2010/2/7م في التاسعة صباحاً الفنان الشعبي الكبير فيصل علوي في مستشفى الجمهورية محافظة عدن.. انطلق فيصل علوي من (قرية الشقعة) في محافظة لحج، كان والده (علوي سعد صالح)فناناً (ويقال إنه كان (حادياً للعيس) وفيصل علوي من مواليد 1951م،وله أربعة أبناء، باسل - أكبرهم وعلوي وفارض وفهيم وجميعهم أيضاً احترفوا الغناء وبنت واحدة اسمها (عهود) ،وزوجته ابنة الشاعر صالح عوض دبا.لحن أكثر من ألف نص شعري وغنى لأكثر من 52 شاعراً وفيصل علوي ظاهرة فنية غير عادية (رغم عدم تحصيله العلمي) ،يجيد العزف على كل الآلات الموسيقية لذا نستطيع القول إن الفن سرقه والشهرة أغرته فترك الدراسة.التحق (بالندوة اللحجية) وعمره 8 سنوات.. وعندما رآه الفنان أحمد بن أحمد قاسم يعزف بإتقان على آلة العود شجعه على التسجيل للإذاعة وعمره 13 عاماً وكان ذلك في بداية الستينات.طوع أغاني الشاعر الراحل أحمد فضل القمندان لخدمة صوته بشهادة أهل الطرب والموسيقيين ،وكان أفضل من قدم تراث القمندان الرائع، ولعب فيصل علوي دوراً بارزاً ومؤثراً في التعريف بالأغنية اليمنية بكافة ألوانها ،ونشرها خارج حدود اليمن.يقول فيصل علوي (الأغنية اللحجية أغنية شعبية لها وقع مؤثر على الآذان والقلوب، عندما يغنيها الفنان يشعرك بأنه يبكي كما تميزت بإيقاعاتها الشعبية الراقصة الباعثة علىالفرح والسعادة ،فالأغنية اللحجية نابعة من خرير المياه وحفيف الأشجار وصوت الفلاح وتغاريد عصافير المزارع).وقد عشق فيصل علوي (آلة العود) التي ظلت صديقته ومرافقته وهو يعزف عليها ليس بأصابعه وحدها بل بكل جوارحه وأحاسيسه.غنى فيصل علوي لعدد من الملحنين وأحيا تراثاً فنياً كاد أن يندثر حتى روائع القمندان أضاف لها جملاً لحنية ونسقها بشكل يتماشى مع العصر فتخلدت في أعماق الناس.. ومن أبرز من غنى ألحانهم : الأمير أحمد فضل القمندان - الفنان فضل محمد اللحجي - الفنان فضل ماطر- الأمير عبده عبد الكريم - الفنان محمد سعد الصنعاني - الفنان صلاح ناصر كرد - الفنان أحمد سالم مهيد - الفنان أحمد محمد عباد - الفنان علي حسين الكيلة الشاعر والملحن (عبدالله هادي سبيت) رحمهم الله جميعاً.. وتعامل مع عدد كبير من الشعراء منهم : القمندان - محسن أحمد مهدي - عبده عبدالكريم - صالح نصيب - مهدي صالح حمدون - محمود السلامي - سالم علي حجيري - أحمد علي النصري - أحمد سيف ثابت - عبدالله هادي سبيت - مسرور مبروك - محمد العراشة - عوض كريشة - عبدالله با جهل وآخرين حيث يصل عددهم إلى 52 شاعراً كما غنى الألوان الغنائية الأخرى كاللون الحضرمي والصنعاني.أول أغنية له (أسألك بالحب يا فاتن جميل) كلمات أحمد عباد الحسيني وألحان صلاح ناصر كرد والثانية (ورا ذي العين ذي تدمع سنين) كلمات عوض كريشة وألحان صلاح ناصر كرد التحق بالفرقة الموسيقية اللحجية في عام 1959م وكان آخر فنان التحق بها حيث سبقه عبدالكريم توفيق ومحمد صالح حمدون.. من ذكرياته في هذه الفرقة التي كان يقودها الفنان صلاح ناصر كرد قال (كنت أفكر الخروج من الفرقة ولكن صلاح كرد وعدني بشراء لي (سيكل) فبقيت بالفرقة رغم أنه لم يشتر لي (السيكل) وكان يعطيني (فيدوس) أي حق (العواف) ولكني كرهت الفرقة وغادرت إلى محافظة أبين عام 1962م وانضممت إلى (الفرقة الفضلية) بقيادة الفنان - علي حسين الكيلة - وغنيت من ألحانه (جيت ثاني بعد هجرك جيتني بعدما نكدت العيش الهني) كلمات إبراهيم شيخ.. وكان نتاجي في محافظة أبين 15 أغنية.بدأ التلحين بثلاث أغانٍ من كلمات عوض أحمد كريشة.. (1) فوش له قلبي صبر (2) من يوم إلى يوم (3) يا ناسي المعروف.. ثم عاد إلى محافظة لحج وأنضم إلى (فرقة تبن) بقيادة الفنان فضل محمد اللحجي وكان يصاحبه بالعزف (عود وإيقاع) ويغني أغاني فضل المشهورة حتى قال عنه فضل محمد اللحجي أنت (خليفتي) وانفصل من الفرقة عام 1967م وشكل فرقة خاصة صاحبه فيها عازف الإيقاع الفنان فضل ميزر وكان أول عمل له من ألحانه عمل وطني يقول :[c1]صوت الهون يشجيني عاد البرنلما صوتها يدوي رأسي يحنكم ياما نهبتوا في أرض الفيوشجيتونا صنباحا واصبحتوا طهوشبالله ما حسبتوا نكبات الزمنإن جاءكم شبيلي قمتم تكرموهوإن جاءكم منافق قمتم تكرموههل هذه عدالة بالله يا زمن[/c]وهي من كلمات الشاعر (أحمد صالح عيسى) والأغنية الثانية ألحانه أيضاً وكلمات (أحمد عباد الحسيني) وهي وطنية أيضاً تقول:[c1]على عبدالنبي الجيد المكرمسلام الله ذي علا جنابهبطل صمصوم في صحبه مقدموأعداء العرب فعلاً درابهسقط يروي شجرة الحق بالدمدم الثوار يعطيها صلابةسقط مدرم هنا واشتد من تمعلي عنتر وسمعهم جوابهوجاء منشور قومي جاء وأعلنبان القول خالي من صوابهدعت أهل الصحف منشان تعلمبكذب الانجليز في حسابه.[/c]توفي والده (علوي سعد صالح) وعمره سنة وقد تأثر كثيراً بصوت الفنان فضل محمد اللحجي وأول أجر حصل عليه كفنان موهبة (مائة شلن) واشتهر من خلال أغانيه (أخاف والخوف منك) (اللي تركت الدمع) (قضيت العمر) وذلك في عام 1965م.غنى للوطن وكانت الأشهر في أغنياته الوطنية (سرت ليلة) كلمات أحمد عباد الحسيني تقول :[c1]سرت ليلة على الغيران حيةمن الهجمة التي جتهم عشيةمن الشارع صفوفهم بالمدافعقلوهم بالبرن ساعة قليلةوطار التاج تاج الزيف فجأةوسقطت ذي العمامة العبدليةوجندي الجيش والشرطة تعصبرفض يسمع أوامر بربريةخرج بين النساء في وسط شرشفمخبا من هدير البندقية[/c]في 1967م بدأ استقلاله الفني وعاد إلى نبع التراث وكان لتراث القمندان فضل نجاحه جماهيرياً وأصبح فناناً مكتملاً عام 1969م وبدأت أولى رحلاته إلى دولة الكويت حيث سجل لإذاعة الكويت ثلاث أغانٍ (1) قفيت يا ناعس القامة (2) وقعت في حب أعمى (3) مش معقول ينساني.. وقد حظي بتشجيع جماهيري كبير حتى أن الموسيقار الكويتي (أحمد باقر) عميد المعهد الموسيقي الكويتي قال عنه (إنه أقوى صوت في الجزيرة والخليج.. في عام 1970م أحيا حفلات للجالية اليمنية (في لندن) وسجل لإذاعة لندن عدداً من أغانيه وزار خلال رحلته الفنية أكثر من ثلاثين دولة عربية وأجنبية.هذا غيض من فيض من رحلة الفنان الشعبي الكبير فيصل علوي وسنواصل بالمزيد عنه.نقف هنا بإجلال وخشوع راجين الله سبحانه وتعالى أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته وسيظل فيصل علوي خالداً في قلوب محبيه.“ إنا لله وإنا إليه راجعون”.